قصة الكتاب :
كتيب صغير، في فضائل بيت المقدس وقبر إبراهيم الخليل (ع) ذكر ابن الجوزي في مقدمته أن غالبه منتخب من كتاب (المستقصى) للحافظ ابن عساكر، والقليل منه من كتاب أبي المعالي المشرف بن المرجى المقدسي. قال: (وما نقلته من كتاب أبي المعالي فهو مبين أنه من كلامه، والباقي من المستقصى، وقد حذفت الأسانيد من ذلك كله لما اقتضته المصلحة في ذلك، وهذا المنتخب ينتفع به إن شاء الله تعالى من أنعم النظر وأحسنه، واتبع من القول أحسنه ... ورتبته على ثلاثة عشر فصلا..) طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق د. محمد زينهم محمد عزب، (القاهرة: 1989م) وهي نشرة تعج بالأخطاء المطبعية، وتفتقر للمراجعة، والتحقيق، وليس هنا موضع بيان ذلك، وقد قمت بتصحيح ما وقع من التصحيفات والأخطاء في المقدمة، كقوله: (الهناء: والصواب: وألهمنا) وقوله : أرضه، والصواب: (أزمة) وقوله: المعاط، والصواب: (المعالي) وقوله: العناد، والصواب (البعاد) وقوله: وجلبت، والصواب: وجليت)وقوله: (أبنائه) والصواب: (بنائه) وقوله: (أبراجه) والصواب: (إسراجه) وقوله (خطة) والصواب (حطة). وهكذا إلى آخر الكتاب. على أنني غير مطمئن لكثير مما تجاوزته، وتجد هذه المقدمة كما هي بلا تصحيح، في الفقرة الأولى من زاوية التعليق على الكتاب. وقد اكتفى المحقق في التعريف بالكتاب بقوله: (قمت بتصوير هذا المخطوط من معهد المخطوطات بالكويت عن المكتبة الوطنية بتونس، ويقع هذا المخطوط في 17 قطعة، وخطه واضح، ويمكن قراءته ونسخه، وقسم هذا المخطوط إلى 13 بابا صغيرا) قلت: وفي الصفحة الأخيرة من المخطوطة، التي نشر المحقق صورة منها صفحة (27): (وكان الفراغ منه يوم الأربعاء عاشر المحرم الحرام المبارك، من شهور سنة حمسة وثمانين وثمانمائة من الهجرة النبوية، على مشرفها أفضل الصلاة وأتم السلام، بالقاهرة المحروسة، حرسها الله تعالى، آمين) ومن نوادر هذه المخطوطة أنها اشتملت على رسمين، لا ندري هل هما مما عثر عليه ابن الجوزي، فضمنه كتابه، أم مما ألحقه النساخون بالكتاب ?.أما الرسم الأول فهو للحجرة الشريفة التي تضم قبر النبي (ص) وقبري أبي بكر وعمر (ر). وجاء في رأس الرسم ما يلي: (صفة المحراب النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، ومما تضمنه الرسم بيانات تشير إلى مجلس الخدام، وبيت فاطمة (ر) ومقام جبريل (ع)، وصفة الحجرة والقبور المقدسة، وصفة قبر رسول الله (ص) وحد مسجد النبي (ص) وباب الوفود، ومحراب النبي (ص) وقبة الحرم، وقبة أخرى، وباب الرحمة، وخوخة أبي بكر وباب السلام، وباب جبريل، وباب آخر =يمكن التحقق من الصورة بما ذكره ابن جبير في رحلته: الوراق (ص 71). وأما الرسم الثاني، فهو رسم تجسيمي للحرم المقدسي، يظهر فيه الحرم القدسي برمته وما يحط به من الأماكن المقدسة، وهي صورة جديرة بعناية المؤرخين والباحثين، انظرها (ص 23) من نشرة محمد عزب.