مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
سفر كلمة
free arabic books,online arabic libraryالصلاة

تاريخ النشر :2012-08-20

الصلاة مفردة وردت في معاجمنا في جذر (صلا) وهي من الثنائيّ المضعّف (صلّ) الذي يفيد معنى الميل والإنحناء، وتبعا لذلك الركوع والسجود. والمفردة ذات أصول جزيريّة مشتركة قديمة، أو ما يُصطلح عليها باللغات العربية القديمة سواء المماتة أو تلك التي لا تزال حيّة ومتداولة. تصرّفت العربية بالمفردة على وجوه مختلفة اشتقاقية واستعارية وتعاملت معها بحسّ لغويّ لم يجعلها خاضعة معجميا إليها دون غيرها من اللغات وهو الأمر الذي نلاحظه في تأصيلها عندما ذهب علماء اللغة إلى إنها من المفردات المعرّبة التي دخلت متن لغتنا مع طائفة من المفردات اللاهوتية العبادية عند ظهور الإسلام. فلقد ورد في مصادرنا أن الصلاة: الرُّكوعُ والسُّجودُ والجمع صلوات. والصلاةُ: الدُّعاءُ والاستغفارُ وصلاةُ الله على رسوله: رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه. ونقل صاحب اللسان عن ابن الأَثير قوله: أصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها. وصَلوات اليهودِ: كَنائِسُهم. وفي التنزيل: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ؛ وفي تفسير الآية قال ابن عباس: هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ، وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا وقيل: الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه. فكما رأينا أن العلماء لم يتشدّدوا في أكثر المفردات ارتباطا بطبيعة حياتهم الروحية وعالجوها بهدوء ورويّة ولم يترددوا في القول بأنها من المعربات في القرآن الكريم. فالمفردة من المشترك الجزيريّ العربيّ القديم، واقتربوا كثيرا من المعنى الاصلي للمفردة كما وردت في تلك اللغات، بما فيها الصلاة كفعل عباديّ مشتمل على الحركة التي يستوجبها الركوع والسجود. ففي اللغة الأكدية ترد مفردة الصلاة بصورة: salu و salitu بمعنى الدعاء والإستغفار وهي تختلف عن تلك التي توجب رفع اليدين كما نراها في المنحوتات القديمة، فتلك الصلاة يُطلق عليها في الأكدية (البابلية والآشورية): nish qati نش قاتي، وقد تحيلنا مفردة قاتي الدالة على رفع اليدين إلى مفردة القنوت التي تشمل رفع اليدين أيضا. أما في الآرامية وبعض لهجاتها فترد مفردة salu وsaoutho بالواو لا بالألف وهنا نشير إلى أن مفردة الصلاة العربية كانت تُكتب بالواو أيضا وبوسعنا رؤية رسمها هذا في المصاحف. أما اللغة العبرية فتخلو نصوصها التاسيسية منها، ووردت كلمة salota صلوتا في كتبهم المتأخرة كالترجوم والجنارا والتلمود، ولقد دخلتها من اللغة السريانية، فالعبرية لا تعرف سوى مفردة صلى بمعنى شوى، كما نعرفها في العربية بالمعنى نفسه، ثم لاحقا أطلقوا على كنيستهم لفظ (صلوتا) وجمعها (صلوات) كما ورد في النصّ القرآني الكريم: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ). وهكذا وجدنا المفردة بدأت رحلتها اللاهوتية في ديانات غير توحيدية وانتهت كمفردة دالة على أخصّ خصائص التوحيد في الديانات التي ظهرت في مجالها الجغرافيّ ذاته. والأمر يذكرنا بلا ريب بترحيل مفردات حضارة إلى أخرى دون المساس بجوهرها في أحيان كثيرة، فصرنا نعرف أن اللاهوت السومري غير الجزيريّ انتقل إلى الشعوب الأكدية الجزيرية وبدورها نقلته إلى شعوب المنطقة ومن ثم تلقّفته الديانات السماوية وصار جوهرها الفرد.