قصة الكتاب :
على خطى كريستُوفر كُولُومبُوس
رحلة إلى أمريكا الجنُوبيّة
د. محمّد محمّد خطّابي
سنوات عديدة قضاها كاتب هذه اليوميات في المكسيك والبيرو دبلوماسيا للمغرب وعميداً للدبلوماسيين العرب. وهو كاتب وباحث ومترجم مولع بأميركا اللاتينية وعوالمها التي لا حدود لثرائها. وفي كتابه هذا على خطى المستكشف كريستوفر كولمبوس «نعلاً بنعل، وحافراً بحافر» كما يعبر الكاتب، لا يكتفي بإلقاء الضوء على الحياة اليومية للبلاد وعادات أهلها وتقاليدهم كما عاصرهم، ولكنه يغوص عميقا في ثقافة البلاد وفنونها وآثارها وفي طبيعتها وعمرانها وثرواتها وحضاراتها المتعاقبة في كلا البلدين اللذين ظهرت فيهما أكبر الحضارات القديمة السابقة على الوجود الكولومبي في هذا الشقّ البعيد من العالم الذي أصبح بعد وصول الغزاة الأوروبيين إليه يُنعت ُ بـ»العالم الجديد»، وهو قديم قدم وجود الإنسان فيه.
جهد أدبي وبحثي ثري ورصين يُضاف إلى الرّصيد القليل الموجود في المكتبات العربية من المراجع، والمصادر، والمظانّ، والكتب، والمطبوعات عن المكسيك والبيرو خصوصاً، وقارة اميركا الجنوبية عموما التي لا يعرف القارىء العربي سوى النزر اليسير
خلال جولاته في كلٍّ من المكسيك والبيرو يقف الكاتب على حقائق مثيرة عن البلاد وأهلها بقبائلها وشعوبها فضلاً عن تسليط الأضواء على أبرز الحضارات المتعاقبة التي ازدهرت، وتألّقت، ثمّ أفلت، وبادت. كما نتعرّف على المآسي التي عانى منها السكّان الأصليّون على امتداد تاريخهما الطويل والحزين، ودراسة إشكالية هويّتهما، وجذورهما، وإبداعتهما الفطرية، وفنونهما الأصيلة من رسوم بدائية ساذجة، ورقصات إيحائية وتعبيرية، وأردية، وفولكلور، وأنسجة، وطرْز، وغزْل، وحياكة، وصياغة المعادن النفيسة من ذهب وفضّة، فضلاً عن أسرار أقنعتهما، ولغاتهما، وموسيقاهما، ورموزهما لدى شعوب المايا والأزتيك في المكسيك، وشعوب الإنكا والموشيك في البيرو.
كتاب أدبي ومعرفي ممتع ومفيد يجمع بين المشاهدات والانطباعات والأفكار والملاحظات والتوثيق والدرس معا، ويسد نقصاً في المكتبة العربية عن الجغرافيا الحضارية والإنسانية للمكسيك والبيرو.
|