|
قصة الكتاب :
\"سفرٌ الى آخر الليل\" رواية للكاتب الفرنسي لويس فرديناند سيلين الذي ولد عام 1894، وكان طبيباً ممارساً، وقيل انه يعبر في روايته عن روح فاشية، وهذه التهمة لصقت به لانه ايد الاحتلال الالماني لباريس. وبعد الحرب، نبذه الفرنسيون، ومات عام 1961، لتحظى روايته لاحقا بتقدير وضعها ضمن اهم روايات العالم. له روايات اخرى منها \"الاغطية الجميلة\"، وهي مذكراته كطبيب، و\"موت بالتقسيط\"، وروايتان عن الحرب هما \"عصابة المهرج\"، و\"جسر لندن\". \"سفرٌ الى آخر الليل\" رواية مستمدة من وقائع حياة مؤلفها، وبعض مغامراته وذكريات حياته كمستوطن في افريقيا وفي زمن الحرب العالمية الاولى، مشيرا، وهذه ميزة الريادة، الى مساوئ الكولونيالية، وما تؤدي اليه من تدمير البنى الحضارية المغايرة، وكذلك امتدح التطور الرأسمالي للولايات المتحدة. بطل الرواية باردامو الذي عمل طبيبا في مندوبية عصبة الامم في المانيا، وهي فترة بروز النازية في العشرينات من القرن الماضي، وهنا امتدحها، ثم عاد الى العمل في ضاحية كليشي في باريس، وهي ضاحية البؤس والفقر ليفضح فيها مظاهر قسوة الانسان على اخيه الانسان وعبثية الحياة. وجديد اسلوب السرد في الادب الفرنسي قدمه سيلين في تقسيمه الرواية الى مشاهد وفصول غير مرقمة، مما اعطاه الفرصة في تنقيل البطل بادامو في طول الارض وعرضها، فهو شارك في جبهة القتال في الحرب العالمية الاولى، ثم يمارس الطب في ارقى احياء باريس ويعيش ليلها الصاخب، ثم في عيادة امراض عقلية، في موازاة صديق له غارق في البؤس رسم من خلاله الحياة الموازية. وبهذا الاسلوب، تفوق سيلين في روايته لرسم صورة العالم عشية الحرب العالمية الاولى.
|