مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

كلُّ شيءٍ هادئٌ في الميدانِ الغربيّ

تأليف : إريك ماريا ريمارك
الولادة : 1898 هجرية
الوفاة : 1970 هجرية

موضوع الكتاب : الأدب --> أصول الأدب



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (712)
كتب أخرى لإريك ماريا ريمارك (1)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
كلُّ شيءٍ هادئٌ في الميدانِ الغربيّ\".. روايةٌ كتبها إريك ماريا ريمارك عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وتسعةٍ وعشرين (1929). وتشغلُ الحربُ العالميةُ الأولى ونهايتُها مسرحَ الروايةِ وأحداثَها ونماذجَ من شخصياتِها. يتناولُ الكاتبُ فيها مجموعة من الفتيانِ ما زالوا دون سنِّ العشرين، بعضُهم من الطلبةِ وبعضُهم الآخرُ يعملُ في مهنٍ مختلفة. الحماسةُ الوطنيةُ تدفع بهؤلاء الشبابِ للتطوعِ والانخراطِ في القتالِ على الجبهةِ الغربية ضد فرنسا، دفاعاً عن وطنِهم وإيمانا بعظمة أمتهم ألمانيا. وفي جبهة القتال يكتشفون أهوال الحرب وتتبخر أحلامهم، ولا تلبث المعارك أن تطحنهم برحاها الدائرة واحداً بعد آخر.
ويشير الكاتبُ إلى أن ثمانين جنديا فقط نجَوْا من مئةٍ وخمسين مقاتلاً خاضوا المعركةَ في اليومِ الأخير. وحتى الراوي \"بول بومر\"، وهو لسانُ الكاتبِ وضميرُه، يعود مثقلا بقسوةِ التجربةِ ومرارةِ الفاجعة. لكن المصائب لا تأتي فُرادَى – كما يقول المثل. في آخر أيام الحرب وإعلان الهدنة، يسقط الراوي قتيلاً. وقد مرَّ مصرعُه في خطِّ النارِ دون اهتمامٍ، لئلاّ يعكّرَ جوَّ الهدنة. وبدلَ أن يتحدثوا عنه، جاء التقريرُ حاملاً عنوانَ الرواية: \"كلُّ شيءٍ هادئٌ في الميدانِ الغربيّ\"، وكأن الكاتبَ يسخرُ بهذه العبارةِ من تلك الحربِ العبثيةِ التي كانت بلا قضيةٍ عادلةٍ ولا هدفٍ نبيل.
في البدايةِ كانت فترةُ التدريبِ وقد استمرّت نحوَ ثلاثةِ أشهر. وبعد الانتهاء من تلك الدورةِ، والدخولِ في الحياةِ العمليةِ، تنكشفُ المأساةُ على حقيقتِها أمام الشباب، ويرَوْن أنّ ملامحَ الصورةِ مشحونةٌ بمرارةِ الواقعِ وهي تختلفُ كثيراً عن براءةِ الأحلام، وخاصةً بعد مصرعِ أوّلِ متطوعٍ من رفاقِهم، كما تُبيّنُ الروايةُ الفارقَ بين الأجيالِ في الأفكارِ والمشاعرِ والمعاملة، إذ كان قائدهم الأربعيني يدعوهم \"شبابٌ من حديد\" ولم يكونوا معجبين بهذا الوصف ولا راضين عنه.
ويتحدث الراوي \"بول\" عن تجربةِ التدريبِ قائلاً: \"لقد اكتسبنا في فترةِ أسابيع من التدريبِ العسكري ما لم نُحصِّله في المدرسة خلال عشر سنين. وعرفنا أنَّ الزِرَّ اللامعَ في البذلة، له قيمةٌ أكبرُ من كتبِ شوبنهاور وفلسفتِه. وعلمنا أنَّ صباغَ الحذاءِ أهمُّ من العقل، وأدركنا أن النظامَ أسمى من الذكاءِ وأجدى، كما أنّ التدريبَ العسكريَّ أهمُّ من الحرية...\". والرواي هنا يتحدث بالجمع نيابة عن رفاقه، أما حين يتحدث عن نفسه فهو يتكلم بالمفرد.
وفي جبهة القتال، بين دوي المدافع والدخان والغبار، تبدأ آلة الموت والدمار تختطفهم واحداً واحداً، والراوي يشهدُ هذه المأساةَ الإنسانيةَ ولا يملكُ لها دفعاً. الإصاباتُ والشظايا والجراحُ متعددةٌ، ولكنّ الموتَ واحد: بعضُهم يصابُ صدرُه أو ظهرُه وتتمزّقُ رئتاه، وبعضُهم يغمضُ عينيه في المشفى قبل أن يلقيَ عليه صديقُه نظرةَ وداع، آخر يفقدُ ذراعَه أو ساقَه وسرعان ما يفارقُ الحياة. وحتى الرفيقُ المصابُ الذي حمله \"بول\" ومضى به مسرعا إلى مشفى الميدان، تبيّنَ له أنه كان يحمل جثةَ ذلك الرفيق. وفي لقاءِ الراوي بأمِّه يعترفُ لنفسِه أنه ما زال طفلاً يتمنّى اللجوءَ إلى حضنِها، كما كان يفعلُ في صغرِه.. لكنَّ زمنَ الطفولةِ وحتى الصِّبا ولَّى ولن يعود.
مشاهدُ دراميةٌ فظيعةٌ وقاسية فوق ما يتصوّرُ الخيال. وربما كان من أقسى المشاهد، أنه رأى جنديا هاجما عليه في الخندق فهيّأ سلاحه، لكنه لمح في نظرة عدوه شيئا منعه من قتله، ويرتمي الجنديُّ المعادي عليه وكأنه يعانقُه. وحين يرى أنه جريحٌ يبادرُ إلى تضميدِ جرحِه وعلاجِه، لكنه يكتشفُ أنه فارق الحياة. ولعل هذا الدرسَ لا يُنسَى، فحين يصحو ضميرُ الإنسانِ ويستضيءُ العقلُ بنورِ الحكمة.. يتّضحُ له أنّ الصراعَ الدامي بين الإنسانِ وأخيه الإنسان ما هو إلا حماقةٌ عشواءُ وحقدٌ وحشيّ، لا يجني صاحبُه منه غيرَ الهلاكِ أو الندمِ والأحزان. ونهايةُ الحربِ تؤكد أن الذين نجَوْا بأجسامِهم وعادوا منها سالمين، أصبحت نفوسُهم معطوبةً طوالَ بقيةِ حياتِهم، وصارت قلوبُهم مثقلةً بالحسرة والكآبة والانكسار.
حين استلم هتلر الحكمَ بعد أربعِ سنواتٍ من صدورِ الرواية، منعها وزيرُ الدعايةِ النازيّ غوبِلز، فاضطُرَّ الكاتبُ إلى الهربِ من ألمانيا إلى سويسرا، فقبضوا على أختِه وأعدموها، مع أنها كانت متزوجةً ولها أولاد!

 

  
كتب من نفس الموضوع 712 كتاباً
أوفيد... قيثارة حب
الإلياذة
التحولات
ماكبث - خليل
مأساة كريولانس
المزيد...
  
كتب أخرى لإريك ماريا ريمارك1 كتاباً
All Quiet on the Western Front

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار