مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

الجوع

تأليف : كنوت همسون
الولادة : 1859 هجرية
الوفاة : 1952 هجرية

موضوع الكتاب : الأدب --> أصول الأدب



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (714)
كتب أخرى لكنوت همسون (1)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :

ولد الروائي والشاعر النرويجي كنوتهامسون سنة 1859 وعاش حتى سنة 1952 غير أنـّـه ترك خلفه زوبعة لا تزال مستمرة حتىاليوم. فهو ـ وعلى النقيض من أغلب أقرانه من الروائيين الأوروبيين ـ كان مناصر اللنازية حتى بعد احتلال بلاده من قبل الالمان، بل ومبجلا لشخصية أدولف هتلر إلى الدرجة التي وصف بها موته بـ \" موت آخر العمالقة \" وهو أمر جرّ وراءها لكثير من الويلات عليه فقـُدّم للمحاكمة التي حكمت عليه بالإعدام سنة 1947 وكان قريبا جدا من نهايته المأساوية لولا حملة مضادّة للحكم تبناها روائيون ومشاهير أمثال همنغواي وفوكنر وسارتر وجويس وميلر وغيرهم.
وحتى وهو في المحكمة رفض حجّة المحامي الذي حاول انقاذه عن طريق الادعاء بخرف موكله بسبب كبر سنه، ولكي يُبعد عن نفسه مثل هذه التهمة ألـّـف كتابا جديدا بعنوان\" تحت الدهاليز \" سنة 1949 ليؤكّد من خلاله سلامته العقلية مما حدا بخصومه إلى استبدال العقوبة بإخضاعه للعلاج النفسي ومصادرة أملاكه.
أهم أعماله ثلاثيته: تحت نجمة الخريف، والمتشرّد والعازف، والبهجة الأخيرة. ثم عدّة روايات بعضها تـُـرجم إلى اللغة العربية مثل بينوني وثمار الأرض والجوع فضلا عن ديوان شعر بعنوان الجوقة المتوحشة وآخر بعنوان الأناشيد البريّة، وعدّة روايات أخرى مثل غموص، وفكتوريا، وأبناء غيرهم، ونساء في النافورات، والمتشردون، والحياة تستمر،وأوجست، والدائرة تكتمل، مما أهّـلـه لنيل جائزة نوبل في الأدب سنة 1920.
درس اللاهوت والحضارات والأديان وركّز على دراسة الإسلام بعد أن عاش طفولة قاسية وعمل اسكافيا وحين سافر إلى العاصمة أوسلو عانى هناك من الجوع وهو ما حدا به إلى كتابة رواية تحمل العنوان نفسه \" الجوع \" نشرت سنة 1889 فقد أعطاها من تجربته الذاتية لمرحلة من حياته مليئة بالمعاناة وقسوة الحياة والشجن والجوع أيضا حيث ينظر لها النقـّاد اليوم على أنّها من أروع ما كُتب وقلبت الموازين الإنسانية في أوروبا ولهذا أيضا تـُـرجمت إلى معظم لغات العالـَم! والنرويج اليوم البالغ تعدادسكانها حوالي الخمسة ملايين تملك أعلى دخل للفرد في العالـَم وما ذلك إلا لعدالة توزيع الثروة ولكونها بلدا نفطيا!!..
حدث هذا في تلك الأيام التي كنتُ فيها متشرّدا أتضور جوعا في مدينة كريستيانا، ( 2 ) تلك المدينة العجيبة التي لا يغادرها أحد قبل أن تسمه بسماتها وتترك عليه آثارها .. هكذا تبدأ الرواية وهكذا تحدّث الراوي طانجن، الصحافي الذي يعيش من مهنة الكتابة بالقطعة والتي جعلت منه إنسانا بائسا ويائسا يعاني من الجوع والتشرّد ويصف حياته ومشاعره بأروع ما يكون.
فطانجن يعيش حياته يوما بيوم، وحياته الشقيّة لا تخلو من المسرّات بمجرد حصوله على مبلغ بسيط يكفي لسد رمقه عدّة أيام مقابل مقالة يكتبها بين الحين والآخر، ولهذا تحدّث لنفسه:\" أفكّر باحثا عمّا إذا كنتُ سأوفق في يومي هذا إلى شيء يسرني فقد ساءت أحوالي في الأيام الأخيرة وأصبحتُ نزقا ضيّق الصدر سريع الانفعال وقد اضطرّني الدوّار مرتين أو ثلاثا قبل الآن إلى أن ألبث في سريري طيلة النهار. وكنتُ إذا ساعدني الحظ بين الحين والحين أتمكنُ بشق النفس من الحصول على خمسة كرونات ثمنا لفصل أدبي أكتبه لهذه الصحيفة أو تلك. \"
وطانجن الذي يبحثعن وظيفة هنا وهناك يصطدم بعراقيل من أهمها عدم توفر مبلغ الضمان للوظيفة البالغ 50 كرونةِ. وشيئا فشيئا تتدهور حالته فلا يستطيع حتى شراء ملابس كي يحافظ على مظهره الخارجي الذي بات مزريا بعد أن رثـّت ملابسه وبات بالكاد يمتلك عدّة العمل المكونة من قلم رصاص ومجموعة من الأوراق فضلا عن مقدرته في الكتابة التي ما عادلها سوق يقيه حياة الذل تلك إلى درجة عجز حتى عن دفع إيجار الغرفة الخالية سوى منسرير التي يقطنها.
وهكذا أصبحت أيامه مكرّرة بالمعاناة والتشرّد والجوع.. الجوع الذي أمضى سيفه يعذبه بالألم المتواصل بعد أن صار له الجوع رفيقا لا يفارقه في ليلأ ونهار حتى أنّ معدته نفسها باتت تعاف الطعام الذي يأتيها على فترات متباعدة فيتسبب له ذلك بمعاناة مضافة، ولأنّ الجوع شرس في آلامه فإنـّـه يضطر إلى قضم الخشب قبل أن يلوكه طويلا لتسكين آلام الجوع! ويمضي الجوع بطانجن فيحدّث نفسه:\" الواقع أنّ الحياة على مثل هذه الشاكلة سخافة. وإنـّـي وحق آلام المسيح المقدّسة لا أستطيع أن أتصور ما أستحق عليه كل هذه الآلام المصبوبة عليّ! وخطر في ذهني فجأة أنـّـه ربما كان من المناسب أن أنقلب شريرا!!.. \" ولكنّ طانجن الطيّب والنزيه يجد طعما طيّبا لحياته حين يقدّم المساعدة للآخرين طعاما كانأم مالا، يمتلئ بالغبطة حينها ويشعر بالرضا ولهذا يحدّث نفسه:\" إنـّـني منارة بيضاء في وسط بحر الإنسانية العكر! \" ولكنّ الجوع الذي يعكّر مزاجه يدفعه إشفاقا على نفسه حد البكاء.. البكاء المر!
وحين يحلم طانجنف إنّ حلمه لا يتعدى معدة ممتلئة بالطعام:\" كنتُ غارقا في النوم، فأيقظني أحد الشرطة، فجلستُ وكأنـّـي بُعثتُ بعنف إلى الحياة والشقاء، وكانت دهشتي لوجودي في العراء دهشة جمود في أول الأمر، ولكن سرعان ما انقلبت خيبة مُرّة، فكدتُ أبكي أسفا لأنـّـي لا أزال على قيد الحياة. وكانت السماء قد أمطرت في أثناء نومي فنفذ الماء إلى ملابسي وأحسستُ ببرودة قاسية في أضلاعي، وأخذ الظلام يمد رواقه فتمكنتُ بصعوبة من رؤية الشرطي الواقف أمامي. \" وحين يشتد الجوع الذي تكاثرت أيّامه بطانجنو بات ينهش قواه ومعدته يدفعه ذلك لمناجاة نفسه بطريقة فلسفية:\" كنتُ إذا حالفني الحظ وحصلتُ بشق النفس على خمسة كرونات بهذه المحاولة أو تلك، لم تكن قط لإنعاشي قبل أن تهاجمني المجاعة من جديد فتشلني. ليتني أدري لماذا كُتب عليّ أن ل اأرى يوما صحوا؟ أوليس لي حق في الحياة كأي إنسان آخر؟! أولم أبذل جهدي في الحصول على وظيفة؟ أولم استمع للمحاضرات وأكتب المقالات للصحف وأدرس وأشتغل ليل نهار كالمخبول؟ أولم أعش حياة الشح على الخبز واللبن في اليسر وعلى الخبز وحده فيالعسر، وإذا صفرت يدي تضوّرتُ جوعا؟ تمنيتُ لو أنـّـي متُ وعُفـّـي أثري فشقائي لميشأ أن يقف عند حد. \"
وطانجن الذي باتمشرّدا يعاني من الجوع والبرد والانحطاط بقواه ويفشل في أول تجربة للحب له بعد أنرهن صداريه وحاول بيع أزرار معطفه ويخادع قصّابا بطلب عظمة لكلبه وهو يُريدها لنفسه لعلـّه يعثر بين ثناياها على قليل من اللحم النيئ ولا يجدُ قريبا أو صديقا يلجأ إليه ولا معونة من أحد تحت أي مسمّى حتى بات مشوّها من الجوع ولا يجدُ فائدة تذكر من اطالة كفاحه للاحتفاظ بحياته التي على استعداد أن يهبها مقابل وجبة واحدة من العدس، ويعاني من انحناء الظهر والورم في قدميه، ويتعذب من الجوع باستمرار بعدأن أغلقت جميع الأبواب في وجهه ويبكي لقلـّـة حيلته، أدار وجهه إلى الوطن دون أنيحمل معه شيئا أو يودّع أحدا فغادر على أول سفينة مغادرة ميناء مدينة كريستيانا وكانت سفينة لحمل الفحم تدعى كوبيغور، غير عابئ بوجهة سفرها.
( 1 ) بمناسبة مرور 150 عاما على ولادة كنوت هامسون قامت النرويج بتكريم أديبها مجددا سنة 2009 فأنشأت متحفا خاصا به بتكلفة 20 مليون دولار يضم مقتنياته الشخصية وأعماله وصنعت تمثالا شخصيا له من البرونز أكبر من الحجم الطبيعي، كما أصدرت عملة ورقية تذكارية تحمل صورته من فئة المائتي كرونة وأصدرت طابعا بريديا منفئة الخمسة والعشرين كرونا وعليه صورته، فضلا عن إقامة المعارض واللقاءات والمحاضرات عن أدب كنوت هامسون وهو الأمر الذي أغضب اسرائيل وحدها.
(2 ) مدينة كريستيانا أسسها هارالد هاردراد سنة 1050واختيرت لتكون عاصمة للنرويج سنة 1815 وتعرف حاليا باسم أوسلو وتلقب أيضا بمدينة الليل والمدينة المقدسة.

 

  
كتب من نفس الموضوع 714 كتاباً
أوفيد... قيثارة حب
الإلياذة
التحولات
ماكبث - خليل
مأساة كريولانس
المزيد...
  
كتب أخرى لكنوت همسون1 كتاباً
Hunger

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار