قصة الكتاب :
من أقدم الملاحم الشعرية وأكثرها شهرة، وضعها في القرن الثامن قبل الميلاد شاعر اليونان الأكبر هوميروس في 24 جزءاً، وهي مفتاح أساسي لفهم الأساطير اليونانية.
قصة الملحمة هي قصة بطلها، أوديسيوس ملك إيثاكا، وهو نفسه صاحب فكرة \"حصان طروادة\". فمع انتهاء حصار طروادة الذي استمر عشر سنوات، عاد المحاربون إلى بيوتهم باستثناء أوديسيوس، ألذي غضب عليه الإله \"بوصيدون\"، فجعل من رحلة عودته رحلة عذاب طويلة استمرت سبع سنوات كانت خلالها زوجته بينولوبي مصرة على انتظار عودته ورفض الزواج من الخطاب الكثر الذين أرادوها زوجة.
رحلة أوديسيوس طافت به أهم جزر اليونان، من أوجيجيا إلى كورفو إلى لوتوفاجي إلى كوما إلى تسيرس إلى مضيق مسينا والويليين وكابري، فصقلية ثم العودة إلى إيثاكا. وفي كل جزيرة، واجه أهوالاً من صنع الآلهة، وتعاطفاً من آلهة أخرى.
لكن ملحمة \"الأوديسا\" لا تبدأ بالحديث عن أوديسيوس، بل عن ابنه من بينولوبي واسمه تليماخوس، وهو مدار الرواية في الكتب الأربعة الأولى من الملحمة حيث يطوف في البلاد، وترعاه الآلهة \"أثينا\"، بحثاً عن أبيه الذي لم يره منذ عشرين عاماً،اي منذ بدأت حرب طروادة التي لم يعد منها،وعشر سنين اخرى من الضياع.
من المفيد أن نذكر باختصار ما واجهه أوديسيوس في كل جزيرة من الجزر التي مر بها. ففي المحطة الأولى، أوجيجيا، وقع في أسر الحورية \"كاليبسو\" لسبع سنوات، إلى أن أرسل الاله \"زيوس\" ابنه \"هيرميس\" لفك أسره.
وفي جزيرة لوتوفاجي، يقدم أهلها له زهرة اللوتس السحرية ،ومن يأكل منها ينس كل شيء ويقع في حب الجزيرة. إلا ان أوديسيوس نجح في تجنب هذه المصيدة، وغادر الجزيرة ليقع في أسر بوليفميوس، ابن \"بوصيدون\"، وكان عملاقاً بعين واحدة، نجح أوديسيوس في فقئها، ما زاد غضب \"بوصيدون\" عليه. وبعد عناء، وصلت سفينته إلى جزيرة تسيرس حيث تقيم الساحرة التي تحمل الإسم نفسه، فقامت بسخط رجال أوديسيوس خنازير، واتخذت منه عشيقاً لها، إلا أن \"هيرميس\"، ابن \"زيوس\"، أنقذه بعشبة خاصة تمنع تأثير السحر. ومن هناك الى مضيق مسينا حيث واجه الأفعى البحرية \"سيلا\"، ولها ستة أعناق بستة رؤوس، وتعيش على التهام البحارة. كما واجه \"كاريدي\" وهي تمتص البحر، ثم تلفظه بقوة وتدمر السفن وتغرق البحارة.
أما في جزيرة الأيوليين، فيقوم بحارته بفتح جرة كان \"زيوس\" سجن فيها الرياح، فتثور وتغرق السفن، الى أن يصل الى جزيرة كابري حيث الجنيات يغوين البحارة، فيلقون بأنفسهم الى البحر. أغلق أوديسيوس أذنهم بالشمع، وربط نفسه الى السارية حتى وصل سالماً الى جزيرة صقلية، أو جزيرة الشمس، حيث مرعى أغنام \"أبولو\"، وحين أكل البحارة من لحمها، غضب \"أبولو\" وحطم سفنهم. ومن صقلية الى إيثاكا، ولقائه بزوجته بينولوبي التي كانت تواظب على نسج ثوب عرس لا ينتهي، وقام بقتل جميع النبلاء الذين سببوا الضيق لزوجته، في حفل عشاء دعاهم إليه.