قصة الكتاب :
من عيون كتب الأمثال في الأدب العربي، وقد تفنن الثعالبي في تبويبها ودراستها، وتناولها من أوجه مختلفة، امتازت بالتبويب البارع الذي أخضع له منهج الكتاب فأبعده عن النسق المعجمي لكتب الأمثال. ولم يقتصر فيه على جمع الأمثال المتداولة المعروفة، بل ذهب إلى جمع كل ما يجري مجرى المثل من أقوال القدماء والمحدثين، فجعل كتابه روضة تضم أفانين مختلفات الثمر من أدب هذه اللغة العريقة.
وقد لقي الكتاب رواجاً كبيراً في عصر مؤلفه، فاستوحى من فصوله مناهج جعل كلا منها أساساً لكتابٍ برأسه فيما بعد. وقد صرح الثعالبي بإهداء الكتاب إلى الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير في زيارته الثانية له سنة 400هـ وقبل مقتل شمس المعالي سنة 403هـ.
طبعت منتخبات من الكتاب في القسطنطينية سنة 1302هـ ضمن مجموعة (أربع رسائل) وطبع كاملاً بمصر سنة 1961م بتحقيق عبد الفتاح الحلو
المرجع: الثعالبي ناقداً وأديباً، د. محمود عبد الله الجادر صفحة 96
وننوه هنا إلى كتاب آخر يحمل نفس العنوان (التمثيل والمحاضرة) ألفه القطب النهروالي لسلطان المغرب الأقصى في زمنه: الغالب بأمر الله. وجمع فيه من الأبيات المفردة ما يتمثل به في المحاضر، ورتبه على حروف المعجم معتبراً أوائل الأبيات، وسماه أيضاً (تمثال الأمثال) ومنه نسخة في دار الكتب بمصر، كتبت سنة 1063هـ. وكان النهروالي من كبار رجال التاريخ والأدب في القرن العاشر الهجري، له مؤلفات باللغات الثلاث: العربية والفارسية والتركية. وهو واحد من أصحاب المكتبات الشهيرة في التاريخ، استمر قضاء مكة وفتواها في أسرته زهاء مائة عام. مولده سنة 917هـ ووفاته يوم 26 / ربيع الثاني / 990هـ. له ترجمة موسعة في أماكن متفرقة من المجلد الأول من مجلة العرب.
|