قصة الكتاب :
من مفاخر الدمشقيين في خدمة بلدتهم، يأتي في الأهمية بعد تاريخ ابن عساكر.
كان من أوائل الكتب التي عمل المجمع العلمي العربي بدمشق على تحقيقها، وتصدى لذلك ثلاثة من شيوخ المجمع وهم: عبد القادر المغربي وعبد القادر المبارك، وسليم الجندي، واخترمتهم المنية وقد أنجزوا قسطاً منه، فخلفهم على إتمام العمل به المرحوم جعفر الحسني (ت1970م) وصدرت الطبعة الأولى عام (1948 م). بعنوان (الدارس في تاريخ المدارس) وكانت نشرة تعج بالأخطاء، استدركها د. صلاح الدين المنجد بكتابه (تصحيح كتاب الدارس في تاريخ المدارس) بيروت 1981م اشتمل على (500) تصويب.
وكان النعيمي (ت927هـ) قد عجز أيضاً عن تبييض كتابه، فتركه في مسوداته، وسماه (تنبيه الطالب وإرشاد الدارس لأحوال مواضع الفوائد بدمشق كدور القرآن والحديث والمدارس) ثم أضاف إليه فصلاً مسهباً في التعريف بمساجدها، نقله من تواريخ دمشق، وسمى فيه زهاء (324) مسجداً. ومجموع مواد الكتاب عدا المساجد (310) مادة، مرتبة في فصولها حسب حروف المعجم. وأول فصوله: دور القرآن والحديث، وهي (26) داراً (طبع الفصل مفرداً لأول مرة سنة 1946 بتحقيق د. المنجد) ثم مدارس الشافعية، وهي (60) مدرسة، ثم مدارس الحنفية وهي (51) مدرسة، ثم المالكية، وهي أربع مدارس فقط، ثم الحنبلية وهي (11) مدرسة. وأتبع ذلك بذكر مدارس الطب، وهي ثلاث مدارس، ثم الخوانق وهي (27) خانقاه، ثم الرباطات وهي (20) رباطاً. ثم الزوايا وهي (25) زاوية، ثم الترب، وهي (78) تربة. ومنهجه فيه أنه يذكر اسم المدرسة وبانيها، ثم يترجم له، ثم يصف المدرسة ويذكر أوقافها ويترجم لكل من درس فيها حتى القرن العاشر.
واستهلك عمره في ترتيبه والزيادة عليه، وطال عمله فيه، فسأله تلميذ له أن يكفيه مشقة تبييضه، فأذن له بذلك. فكان الذي وصلنا من الكتاب مختصر هذا التلميذ. ورجح جعفر الحسني أن يكون التلميذ هو ابن طولون (ت953هـ) إلا أنه لم يجزم بذلك لأن المختصر لم يصرح باسمه، ولأن طائفة من المؤرخين تناولت كتاب النعيمي بالاختصار، أهمها مختصر عبد الباسط العلموي الدمشقي، وقد قام المستشرق الفرنسي (سوفير) بنشر ترجمة فرنسية لمختصر العلموي في المجلة الآسيوية (1894م - 1898م). فكان لأوروبا السبق في الإفادة من ذخائر الكتاب. ثم قام د. صلاح الدين المنجد بنشر مختصر العلموي عام (1947م) قبيل صدور نشرة الحسني. ويضم مختصر العلموي (ذيلاً) له على الكتاب تجده ص237 منه.
|