قصة الكتاب :
أشهر تآليف الراغب الأصفهاني الأدبية التي سارت من بعده مسير النور، جنباً إلى جنب مع كتابيه (مفردات القرآن) و(الذريعة إلى مكارم الشريعة) الذي استل منه كتاب (ميزان العمل) ونسب للإمام الغزالي. ومع ذلك فلا مطمع بالعثور على ترجمة له في كتب معاصريه، فقد سكت عنه حتى أصحاب الطبقات من مذهبه. وحكى الزركشي في (البرهان) أن الإمام الرازي عده من أئمة السنة وقرنه بالغزالي. وهو في كتب تراجم الشيعة في عداد رجالاتهم، إلا أنهم لم يتفقوا على تاريخ وفاته، بل وردت الإشارة إليه في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ثلاث مرات، هو في الأولى من وفيات سنة 565هـ وفي الثانية من وفيات سنة 502 وفي الثالثة سنة 322هـ. وعثر على هامش الورقة الأولى من مخطوطته (حل متشابه القرآن) أنه مات في طريقه إلى نيسابور سنة 406هـ وهذا لا يصح، لأنه ذكر في بعض كتبه أبا علي الخازن المتوفى سنة 421هـ. ورجح الدكتور الساريسي في كتابه (الراغب الأصفهاني في جهوده) أنه توفي في حدود هذا التاريخ، وأنه ألف (المحاضرات) للأستاذ الرئيس أبي العباس الضبي المتوفى سنة 399هـ الذي أهداه مجموعة من كتبه أيضاً، منها: (مجمع البلاغة) و(مراتب العلوم) و(تفصيل النشأتين). وقد طبع الكتاب مرات كثيرة، أولها في بولاق سنة 1284هـ وترجمه (غوستاف فلوجل) إلى اللغات الأوروبية، وذكر الأستاذ إبراهيم صالح في مقدمة نشرته لكتاب (زاد سفر الملوك)(ص9) أن فلوجل نشر قطعة من الكتاب بعنوان (مؤنس الوحيد) ونسبها للثعالبي. وفي معظم طبعات (محاضرات الراغب) حذف لباب السوأتين. وأصدر سعيد اللحام ضمن سلسلة (أروع ما قيل) إثني عشر كتاباً استخرجها من (محاضرات الراغب) منها (الطبيعة) و(الخيل) و(الطيور). والكتاب كما قال جرجي زيدان: (خزانة أدب وشعر وحكم وأمثال). وعده حاجي خليفة عمدة فن المحاضرات. أما ما ذكره الخوانساري في (روضات الجنات) من أن ياقوت الحموي ترجم للراغب في (معجم الأدباء) فلعله رجع إلى نسخة أخرى غير التي اعتمدت في طبع (معجم الأدباء)? وانظر (رأي في تحديد عصر الراغب الأصفهاني): مجلة مجمع اللغة الأردني (س4 ع11 ص43)