|
قصة الكتاب :
أطول الكتب آثاراً في النصف الثاني من التاريخ الإسلامي.
انظر كلامنا عليه في التعريف بكتاب (معاهد التنصيص) في هذا البرنامج.
وهو ثلاثة أقسام، امتاز القسم الثالث منه، حتى أصبح كأنه الكتاب كله، كما يقول الشراح.
وقد علت شهرة الكتاب، بسبب ارتباطه بشخص الجلال القزويني، خطيب جامع دمشق: صاحب المنزلة التي لم يكن لها نظير عند سلاطين عصره، كما يقول ابن حجر. وكان الجلال القزويني قد لخص القسم الثالث منه، وتصرف في بعض أبوابه، وأضاف إليه ما يحتاجه من الأمثلة والشواهد، وأسقط الفصول التي ألحقها السكاكي بالقسم الثالث، وهي: (علم الجدل والاستدلال والعروض والقوافي، ودفع المطاعن عن القرآن). ثم وضع شرحاً على تلخيصه، وسماه (الإيضاح) وهو مطبوع مع حاشية الدسوقي، على هامش (شروح التلخيص) وهي: شرح السعد التفتازاني، و(مواهب الفتاح) لابن يعقوب المغربي، و(عروس الأفراح) للبهاء السبكي (ت773هـ). وطبع تلخيص المفتاح لأول مرة في كلكتا 1815م وانظر في (إكتفاء القنوع) ما طبع من حواشي الكتاب وشروحه وهي كثيرة.
وكانت لكتاب (مفتاح العلوم) شهرة، قبل القزويني، أشار إليها ياقوت بقوله في ترجمته: (أحد أفاضل العصر الذين سارت بذكرهم الركبان، صنف (مفتاح العلوم) في اثني عشر علماً، أحسن فيه كل الإحسان. وله غير ذلك، وهو اليوم حي ببلده خوارزم)
طبع الكتاب طبعات كثيرة، أجلها: نشرة أكرم عثمان يوسف (جامعة بغداد 1981م) نال بها الدكتوراه. ويقع متن الكتاب فيها في (805) صفحات. قدم لها بمائة صفحة، تحدث في بعض فصولها عن مصادر السكاكي، وأفاد أنه اعتمد بشكل أساسي في قسم النحو على (المفصل) للزمخشري و(الجمل) للجرجاني. وفي قسم البلاغة على (أسرار البلاغة) و(دلائل الإعجاز) للجرجاني، و(نهاية الإعجاز) للرازي، و(دقائق السحر) لرشيد الدين الوطواط. أما قسم العروض والقوافي فقد استخلصه من كتاب (الوافي) للتبريزي.
واعتمد المحقق (11) نسخة للكتاب، أهمها: نسخة المتحف العراقي، المنقولة عن نسخة المؤلف سنة 703هـ. قال: وفي النسخة (ح) تحت العنوان: (وكانت وفاة السكاكي في قرية من قرى الميالع، اسمها (آت نام) يوم 1 / رجب/ 626 وبها قبره. وانظر في (الفوئد البهية) خبر موته في حبس جغتاي: حفيد جنكيز خان. وننوه هنا إلى أن ما نقله المحقق عن (روضات الجنات) من تأخر السكاكي في طلب العلم، وقصة القفل الذي أبدعه، هو نفس ما ذكره السبكي في ترجمة القفال المروزي.!
|