قصة الكتاب :
للمؤلفة: إحسان بنت سعيد الخلوصي\r\n تجدد الرحلات حياة الإنسان، ذلك أن التجول في أرض الله الواسعة يزيد المعارف وينمي القدرات، كما يساعد على الترويح عن النفس ويولد الشعور بالاغتباط. وأنا جوابه أفاق، أتحين الفرص وأترصد أنباء الإعلان عن رحلات جديدة لأماكن لم تطأها قدماي، لكني قرأت عنها وسحرت بما فيها، وتولدت عندي رغبة جامحة في زيارتها والاطلاع على معالمها القديمة والحديثة وحياة أهلها. وكان سروري بالغأ، وفرحي غامرأ، حين تناهى إلى سمعي نبأ صدور إعلان عن رحلة إلى جمهورية أوزبكستان في بلاد ما وراء النهر لمدة أسبوعين، لأني كنت تواقة إلى الذهاب إلى تلك المنطقة وزيارة مدنها الهامة من طشقند العاصمة إلى بخارى ثم إلى سمرقند وذلك بعد رحلات كثيرة شاركت فيها إلى مدن مختلفة في شتى أنحاء الأرض . لكن هذه الرحلة شدتني لكثرة ما سمعمت بها وقرأت عنها، وكم كنت أتطلع إلى زيارتها، وهي بلد العلماء والفقهاء والمحدثين منهم: ابن سينا والإمام البخاري ... فقررت المشاركة بها، وبخاصة أنها المرة الأولى التي تتجه رحلة نحوها. وعدت مباشرة إلى الأطلس في مكتبتي، أسترجع المعلومات الجغرافية الخاصة بالمنطقة التي سأزورها. وها هو المصور يشير إلى موقع أوزبكستان بمدنها الثلاث طشقند، بخارى وسمرقند ٠ في آسيا الوسطى في منطقة ما وراء النهر، أي نهر جيحون في خراسان حيث ينبع من (جبال هندوكس )ماراً بجنوب مدينة بخارى متجهاً الى الشمال الغربي ليصب في بحر آرال ومنطقة ما وراء النهر محصورة بين نهري (جيحون) أموداريا، و(سيحون) سرداريا كما أني استذكرت المعلومات التاريخية التي أعرفها لأكون قريبة منها، وهذه هي الطريق المثلى لمن يود زيارة بلاد جديدة لم يزرها سابقا ٠ كان ذلك في صيف عام 1975 ٠ وفي أثناء الرحلة، كنت أدون انطباعاتي بإيجاز عما أشاهد وأسمع ٠ وعند العودة إلى دمشق، كتبت هذه المشاهدات موسعة لتبقى محفوظة لدي، أطلع عليها كلما حننت إلى تلك المنطقة أو لأنشرها في المستقبل، لعلها تفيد وتلاقي صدى عند قارئيها. إحسان بنت سعيد خلوصي دمشق في . 1 حزيران يونيو 2003
|