مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

جمهرة أنساب العرب

تأليف : ابن حزم
الولادة : 384 هجرية
الوفاة : 456 هجرية

موضوع الكتاب : الأنساب



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (31)
كتب أخرى لابن حزم (7)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
كتاب لا يزال في أمس الحاجة للتحقيق والتوثيق، وفيه ما يحبس الأنفاس من نوادر التراجم والمؤلفات والدول الدارسة والممالك الدائلة طوال أربعة قرون، وقد أوجز ابن حزم أخبارها مرة وتوسع أخرى، وذكر في أثناء ذلك مؤلفات في الأنساب صرح بالإفادة من بعضها كقوله في ترجمة سليمان بن علي بن عبد السميع العباسي وعن كتابه إليَّ أخذت كثيراً من أنسابهم. وقوله في ترجمة القاضي المالكي المعروف بابن أم شيبان العباسي:، (ولي قضاء بغداد للمطيع، وله كتاب جليل القدر في النسب، لم يؤلف مثله استيعاباً وكمالاً.) وقوله في ترجمة هارون بن محمد بن إسحاق العباسي، (ولي المدينة ومكة، وحج بالناس من سنة 263 إلى سنة 278 ولاء، ثم هرب من مكة عند الفتنة. فنزل مصر ومات بها؛ وألف نسب العباسيين ) وقوله (ص63) أثناء تسمية أولاد عقيل بن أبي طالب: (ومن ولده: النسابة المشهور الحسين بن قمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد ابن عقيل بن أبي طالب، كان أعلم الناس بالنسب) وقد حذا في بناء هيكل الكتاب حذو ابن الكلبي في جمهرته، فبناه على ثلاث شجرات هي أنساب قبائل عدنان، ثم قبائل قحطان ثم قبائل قضاعة قال: (وأما قضاعة فمختلف فيه: فقوم يقولون: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وقوم يقولون: هو قضاعة بن مالك بن حمير؛ فالله أعلم. ووجدنا في كتب بطليموس، وفي كتب العجم القديمة، ذكر القضاعيين ونبذة من أخبارهم وحروبهم. فالله أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم). طبع الكتاب لأول مرة في دار المعارف في مصر عام 1948 بعناية (إ. ليفي برفنسال) أستاذ اللغة والحضارة العربية بالسوربون ومدير معهد الدراسات الإسلامية بجامعة باريس وقام المرحوم أحمد محمد شاكر بمراجعة طبعة الكتاب وإصلاحها خاصة كما يقول بروفنسال فيما يتعلق بالأعلام النادرة وغير القياسية، واعتمد بروفنسال في نشرته هذه على ثلاث مخطوطات من أصل عشر نسخ وصلتنا من مخطوطات الكتاب قال: (نعرف اليوم ما يقرب من عشر نسخ لكتاب الجمهرة، وجميعها إلا المخطوط الذي في خزانتي الخاصة متفرقة في مختلف الخزائن العامة من الهند إلى أسبانيا) ثم عرف بهذه النسخ وكلها نسخ حديثه، يعود أقدمها =وهي نسخته الخاصة= إلى القرن الثامن عشر، وهي ناقصة الصفحة الأخيرة وربما كان فيها تاريخ النسخ. وذهب بروفنسال إلى ان ابن حزم ألف الكتاب على وجه الدقة ما بين سنتي 422 و432 ولم يبيّن ما معنى (على وجه الدقة) والأرجح أنه قرر ذلك بناء على قول ابن حزم في ترجمة أبناء عقبة بن أبي معيط: (ومن ولد خالد بن عقبة: أحيح بن خالد؛ وعبد الله بن عبد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز بن خالد بن عثمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، كان متفقهاً بقرطبة؛ ثم خرج إلى دانية والجزائر، فبويع بها بالخلافة؛ ثم خلعه مجاهد، وفر إلى أرض كتامة، وهو بها إلى الآن.) وقد توفي عبد الله المعيطي هذا عام 432هـ كما أفاد ابن بشكوال في "الصلة" ما يعني أن قول ابن حزم (الآن) كان قبل هذا التاريخ. إلا أن في الكتاب حوادث وتواريخ تتجاوز عام 432 من ذلك وفاة إسحاق ابن المعتمد سنة (343هـ) وخبر القائم بماردة، المقتول يوم البركة بالزهراء في ذي الحجة سنة 343 وقوله: (وولد عبيد الله بن جعفر: محمد: من ولده كان جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله المذكور،محدث فاضل، مات بمكة سنة 341، وقد قارب المائة سنة) وقوله: (واسم الرضي محمد، واسم المرتضى علي، ابنا الحسين ابن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى المذكور. وكان المرتضى رئيس الإمامية، ويقول مع ذلك بالاعتزال؛ وكان متكلماً؛ وكانا جميعاً شاعرين؛ مات المرتضى سنة 437، وله نيف وسبعون سنة) وقوله: (يحيى بن مسلمة بن هشام المذكور؛ وجده هشام حتى الآن حي، وهو شيخ كبير، قد جاوز التسعين سنة). وقوله في تسمية أبناء الخلفية العباسي المهتدي ابن الواثق: (وأحمد بن عبد الصمد بن عبد الرحمن بن هبة الله ابن المهتدي، بمصر الآن). ومن ذلك قوله: وولي الجزيرة "أي الأندلس" بعد محمد ابن القاسم المذكور ابنه القاسم بن محمد؛ ولم يتسم بالخلافة، إلى أن خرج عنها سنة 446؛ واضمحل أمرهم كلهم. =وهذا التاريخ قبل وفاة ابن حزم ب 12 سنة فقط= وقوله: (وأما حسن، فهو معتقل عند ابن عمه إدريس بن يحيى؛ ثم أفلت، فأخرجه أخوه عن نفسه إلى العدوة، وتسمى بالسامي عند غمارة، ثم اضمحل أمره، وخرج إلى المشرق، ثم اضمحل أمر جميعهم، ولم يبق لهم أمر في رجب سنة 488. =وهذا التاريخ خطأ مطبعي في النشرة الألكترونية للكتاب صوابه 448هـ = أي قبل وفاة ابن حزم ب 10 سنوات. بل نجد في الكتاب تواريخ وحوادث وقعت بعد وفاة ابن حزم بعشر سنوات، ما يرجح أن ولده أبا رافع قد زاد في الكتاب وكان عالما بالأنساب له فيه كتاب خاص في أنساب بني عباد سماه "الهادي إلى معرفة النسب العبادي" ألفه للمعتمد بن عباد وكان من كبار رجاله وقتل معه في وقعة الزلاقة يوم الجمعة منتصف رجب سنة (479هـ) وأبرز هذه الزيادات تظهر أثناء حديثه عن أولاد الطائع قال: (وعبد الله أبو جعفر، القائم بأمر الله أمير المؤمنين، وهو الخليفة الآن. ولا أعرف للقادر ولداً غيرهما. وبلغني أن لأمير المؤمنين أبي جعفر القائم ابناً ذكراً لم يبلغني اسمه؛ ثم بلغنا أنه مات في حياته، واسمه محمد الملقب ذخيرة الدين وخلف ابناً ذكراً، هو أمير المؤمنين اليوم، بويع له بعد جده القائم، واسمه عبد الله، يكنى أبا القاسم، ويلقب المقتدي بأمر الله "تعالى. والله تعالى ولي التوفيق لا رب غيره، ولا معبود سواه"). وقد بويع المقتدي بالخلافة في شعبان 467 بعد وفاة ابن حزم ب 9 سنوات. قال بروفنسال بعدما أشار إلى مكانة ابن الكلبي وجمهرته: (وقد ألف في هذا الفن قبل ابن حزم عدد من المؤرخين من بينهم أعظم مؤرخي الدولة الأموية أحمد الرازي وغيره من العلماء الأجلاء كعبد الملك بن حبيب وقاسم بن أصبغ البيّاني .. والخليفة الأموي الحكم الثاني المستنصر بالله، فكثيرا ما يرجع ابن حزم إليه ويعتمد على قوله لإثبات نسب رجل من مشاهير الرجال) وفي نفس الوقت الذي ألف فيه ابن حزم جمهرته وضع ابن عبد البر النمري (ت 464هـ) كتابيه (الإنباه على قبائل الرواه) و(القصد الأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم) قال: (وهناك خاصية أخرى تزيد جمهرة ابن حزم قيمة عند مؤرخي جزيرة الأندلس وهي وجود ذيول ازدراها غالب النساخ فحذفوها من أكثر النسخ، وهذه الذيول تبين أنساب أعظم الأسر البربرية التي نزلت بأسبانيا على عهد الأمويين وأنساب الإقطاعيين الأسبانيي الأصل الذين توارثوا إقطاعاتهم أبا عن جد في عهد دولة قرطبة، ونخص بالذكر منها أسرة بني قسي) وفيما يلي نماذج من فوائده في الكتاب: فمن ذلك قوله في تراجم أبناء هارون الرشيد: (والقاسم المؤتمن، ولي العهد، خلفه المأمون، ولم يتم له أمر، وكان مضعوفاً: أطلق أسدين على النساء والرجال في حمامين كانا له على شارع معمور؛ فخرج الرجال والنساء عراة هرباً، وقعد هو في علية له ينظر من ذلك ويضحك). وقوله في تراجم أبناء المأمون: (ومنهم الفقيه المحدث الشافعي محمد ابن موسى بن يعقوب بن المأمون، مات بمصر، وله تواليف: منها فقه عبد الله ابن العباس -رضي الله عنهما- مجزأ على أبواب الفقه، في عشرين كتاباً) وفي تراجم أولاد المعتصم: (وأحمد، وكان جليلاً في نفسه، مقدماً في قومه، وكان يعقوب ابن إسحاق الكندي أخص الناس به، وهو الذي مدحه حبيب بقصيدته التي أولها: (ما في وقوفك ساعة من باس) سكناه بقصر الجص) وقوله في تراجم أولاد المعتز: (أما عبد الله، فطلب الخلافة في أيام المقتدر، فقتل دونها؛ وكان حصوراً، لم يقرب امرأة قط ... ولم أسمع لحمزة أخيه بذكر ولد، إلا أن للمعتز عقباً باقياً إلى اليوم: كتب إلي أبو محمد سليمان بن أبي طالب على ابن أبي العباس عبد السميع بن أبي حفص عمر بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد، أن بمصر عندهم محمد بن محمد بن أحمد بن المعتز. وهذا عندي وهم، وأراه أحمد بن ولد المعتز أمير المؤمنين حمزة بن المعتز). وقوله في ولد داود بن علي بن عبد الله بن العباس: (فمنهم الفقيه "الإمام" المحدث الجليل أبو أيوب سليمان ابن داود بن علي بن عبد الله بن العباس، وهو نظير أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه) وقوله في ولد سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس: (هم بالبصرة كثير. وكان لسليمان بن علي من الولد: محمد؛ لم يعقب؛ وجعفر؛ وعلي؛ وغيرهم كثير. فولد لجعفر بن سليمان المذكور أربعون ذكراً وأربعون بنتاً؛ فمن ولده؛ جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان، قاضي القضاء بسر من رأى، ولزم الثغور،وكان فاضلاً؛ وله عقب، منهم: محمد بن عبيد الله، وقد ارتد، ثم راجع الإسلام، الفارس المشهور بطرسوس). وقوله في ترجمة يحيى الهادي: (وليحيى هذا الملقب بالهادي رأي في أحكام الفقه، قد رأيته، لم يبعد فيه عن الجماعة كل البعد). وقوله في ترجمة صاحب الزنج وكانت لصاحب الزنج -لعنه الله- ابنتان، زوج إحداهما من علي بن أبان المهلبي صاحبه، وولد له منها ابن استعبده الموفق، وسماه نسيفاً، وولاه الولايات، وآخر ما ولاه البصرة، وقتل بها ليلة دخول القرامطة البصرة؛ وكان محمود الطريقة؛ والثانية، زوجها من سليمان بن جامع صاحبه؛ وعلت حاله عنده، ثم أخذ هو، والمهلبي، وأخو المهلبي الخليل بن أبان، وصلبوا ثلاثتهم مع محمد ابن صاحب الزنج المذكور -لعنهم الله- وكان محمد المذكور يلقب انكلاني، ومعناه بالزنجية: "ابن الملك". وقوله في ولد كنانة: (وليس في العرب ملك "بإسكان اللام" غير ملك بن كنانة فقط؛ وسائرهم مالك "بكسر اللام وقبلها الألف"، ولا أعرف فيمن تأخر من اسمه ملك أيضاً، إلا ملك والد بكر بن ملك، صاحب فرغانة، من كبار الدهاقين). وقوله في ولد إبراهيم بن الحسن بن زيد، فولد إبراهيم، وله عقب؛ ومحمد بن إبراهيم. فمن ولد محمد هذا: (محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قام بالمدينة؛ وكان من أفسق الناس، شرب الخمر علانية في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاراً، وفسق فيه بقينة لبعض أهل المدينة، وقتل أهل المدينة بالسيف والجوع؛ وكان قيامه أيام المعتمد، وقتل أهل المدينة؛ ولم يصل بها طول مدته فيها جمعة ولا جماعة. قال: (ومن ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان الحسن ومحمد ابنا زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- القائمان بطبرستان، وهما غيَّرا نعم أهلها، وأذهبا بهجة البلد؛ وكانا من كبار الفساق؛ وهما كانا السبب في تورد الديلم بلاد الإسلام). وقال في ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ولد موسى هذا: إبراهيم، جد بني الأخيضر، أصحاب اليمامة؛ وعبد الله ابن موسى، عقبه كثير جداً. فمن ولد إبراهيم بن موسى المذكور: إسماعيل -رحمه الله- وأخوه محمد الأخيضر: ابنا يوسف بن إبراهيم بن موسى المذكور بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. فأما إسماعيل، فلا عقب له، وهو الذي حاصر المدينة حتى مات أهلها جوعاً، ولم يصل أحد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم مات بالجدري في سنة 251، أيام حرب المعتز مع المستعين؛ وكان قيامه في ربيع الأول منها؛ ومات -رحمه الله- آخر سنة 252، وهو متردد في الحجاز بالجدري، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ولم يعقب؛ وولى مكانه أخوه الأخيضر محمد. وكان محمد أسن من إسماعيل بعشرين سنة؛ فنهض إلى اليمامة، فملك أمرها، وكان له من الولد: محمد، وإبراهيم، ويوسف، وعبد الله، وهم باليمامة؛ ودار ملكهم بها الخضرمة. ولى يوسف مكان أبيه .... ومنهم: جعفر ابن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي غلب على مكة أيام الإخشيدية؛ وولده إلى اليوم ولاة مكة؛ منهم: عيسى بن جعفر المذكور، لا عقب له، وأبو الفتوح الحسن بن جعفر المذكور؛ وشكر بن أبي الفتوح؛ قد انقرض عقب جعفر المذكور، إلا أن أبا الفتوح لم يكن له ولد إلا شكر. ومات شكر، ولم يولد له قط؛ وصار أمر مكة إلى عبد كان له. وقال في أنساب الإمام زيد بن علي: (ومنهم: يحيى بن عمر بن يحيى ابن الحسين ابن زيد، القائم بالكوفة أيام المستعين، وقتل بها، ولم يعقب، وكان فاضلاً، مالكي المذهب، حسن القول في جميع الصحابة -رضي الله عنهم- وهو الذي رثاه ابن الرومي بقوله: (أمامك فانظر أي نهجيك تنهج) وكان ليحيى هذا أخوان: محمد الملقب بالفران، وأحمد، لهما عقب؛ أما أحمد، فمن ولده كان العمريون الذين استولوا على الكوفة، وعظم أمرهم بها أيام الديالمة، واتسعت أموالهم، إلا أنهم لم يثبتوا في الكوفة، ولا منعوا عزل وال وولاية آخر، إنما كانت رياستهم من قبل السلطان ببغداد فقط؛ وكانوا يتكبرون ببغداد كثيرا. وقال في تراجم بني عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ولد عمر بن علي بن الحسين: محمد، وإسماعيل، وموسى، وعبد الله، وعلي، والحسين، وجعفر. فولد موسى هذا: عمر، درج، أمه عبيدة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. منهم: محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان فاضلاً في دينه، يميل إلى الاعتزال؛ قام بأرض الطالقان؛ فلما رأى الأمر لا يتم له إلا بسفك الدماء، هرب؛ فظفر به، فبعث إلى المعتصم، فتحيل وهرب، واستتر إلى أن مات. ومنهم: زيد، وجعفر، ومحمد: بنو الحسن الأطروش الذي أسلم الديلم على يديه ابن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وكان للحسن الأطروش من الإخوة: جعفر؛ ومحمد؛ وأحمد المكنى بأبي هاشم، وهو المعروف بالصوفي؛ والحسين المحدث، يروي عنه ابن الأحمر وغيره. وكان هذا الأطروش فاضلاً، حسن المذهب، عدلاً في أحكامه؛ ولي طبرستان ومات سنة 304 مقتولاً؛ وكان الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو ابن أخي الأطروش، قام بطبرستان وقتل بها سنة 316، قتلته جيوش نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن نوح بن أسد الساماني صاحب خراسان. وتستوقفنا المعلومات المهمة جدا والتي ساقها ابن حزم في تراجم أولاد الحسين أخي الإمام محمد الباقر قال: ومنهم: جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كانت له شيعةٌ يسمونه حجة الله؛ أمه وأم أخيه حمزة: حمادة بنت عبد الله بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي. ومنهم: محمد وعبد الله ابنا الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أمهما: خليدة بنت مروان بن عنبسة بن سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس. ومنهم حمزة بن الحسن بن سليمان بن سليمان بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ملك هاز في أرض المغرب، وملك قطيعاً من صنهاجة؛ وإليه ينسب سوق حمزة، وولده بها كثير، وكذلك أيضاً ولد إخوته في تلك الجهة؛ وكان عمه الحسين بن سليمان من قواد الحسن بن زيد بطبرستان، وهو الذي غزا له الري، وكان شاعراً. (علق المحقق ص 49 على قوله "ملك هاز" بقوله: "راجع صفة إفريقية الشمالية" لأبي عبيد البكري طبعة الجزائر ص 143" ومنهم: الملقب بمسلم، الذي كان يدبر أمر مصر أيام كافور، واسمه محمد بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى المحدث بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن عمه طاهر بن الحسين بن طاهر، الذي مدحه المتنبي بقوله: أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب. وكان لمسلم هذا من الولد: إبراهيم، ويحيى، وطاهر، وطاهر أيضاً؛ وأخو مسلم هذا: عبد الله بن عبيد الله، قام بالشام إثر موت كافور الإخشيدي، وتسمى بالمهدي، وحارب الحسن بن عبيد الله بن طغج، واستنصر بالقرامطة. والحسن بن محمد بن يحيى، المحدث المذكور، تجاوز التسعين سنة، وكان بالكوفة، حمل عنه العلم؛ وكان عالماً بأنساب قومه. ومنهم: محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان له قدر بالكوفة، ومنزلة عند الديالمة، يعارض بها منزلة بني عمر العلويين بالكوفة؛ وهو الذي مدحه المتنبي بقوله في قصيدته التي أولها: (أهلاً بدارٍ سباك أغيدها) وفي تراجم أولاد جعفر بن ابي طالب (ر): فولد معاوية بن عبد الله بن جعفر: عبد الله، القائم بفارس "وله شيعة ينتظرونه؛ وكان غاية في الفسق، مذكوراً بفساد الدين؛ وكان أخص الناس به يحيى ابن مطيع، وعمارة بن حمزة، وكانا دهريين؛ وكان له ابن اسمه معاوية، نظير أبيه في الشر، وكان له عقب". والحسن بن معاوية، ولي مكة لمحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أيام قيامه بالمدينة؛ وصالح بن معاوية؛ ويزيد ابن معاوية. فولد يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: خالد بن يزيد، ولده بكرمان. وعقب عبد الله بن جعفر كثير بالجحفة وأعراضها، ومنهم: موسى، وإسحاق، ويعقوب، وسليمان، وإدريس، وأحمد والعباس، وعبد الصمد، وحمزة، وجعفر، والقاسم، والحسين، بنو محمد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكان أم إبراهيم بن محمد المذكور بنت عبد الله بن العباس. ولي منهم إسحاق، وموسى، وسليمان، وجعفر، والقاسم المدينة، وكانت بينهم وبين بني الحسن بن علي حروب عظيمة ودماء. ... وكان من ولده: عبد الله بن المسور بن عون بن عبد الله بن جعفر، قتله عبد الله بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر بالسياط هو وامرأته، وكان مذكوراً بالكذب في الحديث وفي تراجم ولد العباس بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب: ومنهم الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب، كان يرشح للخلافة، وكان له رأي، كان يرى أن الخلافة فيمن صلح من بني هاشم دون غيرهم ... فولد الفضل بن عبد الرحمن هذا: إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد، وعبد الله، وعبد الرحمن، والعباس؛ كان إسحاق ويعقوب ومحمد شعراء مشاهير، وكان لإسحاق منهم ابن اسمه عبيد الله؛ اتهم يعقوب منهم بالزندقة، وأنه أحبل ابنة له تسمى فاطمة، وكذلك ابناه أيضاً الفضل بن يعقوب، وعبد الرحمن بن يعقوب، وابن ابنه محمد بن الفضل بن يعقوب، وكذلك أيضاً أولاد محمد هذا، وهم: عبد الله، وعبيد الله؛ وإخوة لهما خمسة كلهم اتهم بالزندقة تهمة قوية؛ وسجن المهدي يعقوب بن الفضل على الزندقة، وقتله موسى الهادي إذ ولي الخلافة. وقوله أثناء تسمية قبائل وائل: (وبنو عنز بن وائل، وأخبرني أبو سالم الشيباني الأنباري الشاعر: أنه رأى دارهم باليمن، وأنهم أزيد من ثلاثين ألف مقاتل). وقوله: في ولد عمر بن مروان بن الحكم: منهم: الوزير العباس بن عبد العزيز بن العباس بن عبد الله بن عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم؛ وابن أخيه إبراهيم بن أحمد بن عبد العزيز، ارتد وقتل على النصرانية. وقوله في أولاد مروان بن محمد: ولمروان عقب بإصبهان وفي ديار مصر، منهم: صاحب "كتاب الأغاني"؛ وهو أبو الفرج الإصبهاني، واسمه علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن ابن مروان بن عبد الله بن أمير المؤمنين مروان بن محمد بن مروان بن الحكم؛ وكان عمه الحسن بن محمد، من كبار الكتاب بسر من رأى، أدرك أيام المتوكل؛ وكان عمه عبد العزيز بن أحمد بن الهيثم، من كبار الكتاب أيضاً أيام المتوكل. = وأنوه هنا أن ابن حزم لم ينوه هنا بكتاب أبي الفرج في أنساب بني أمية، ولا يستبعد أن يكون قد أدرجه كله في كتابه، قال ابن الأبار في الحلة السيراء في ترجمة الحكم الأموي (ت 366هـ) بعدما ذكر قصة إهداء أبي الفرج للحكم كتابه الأغاني: وألف له أيضاً أنساب قومه بني أمية موشحة بمناقبهم وأسماء رجالهم، فأحسن فيها جداً، وخلد لهم مجداً. وأرسل به إلى قرطبة وأنفذ معه قصيدة حسنة من شعره ،وكان محسناً، يمدحه بها ويذكر مجد قومه بني أمية وفخرهم على سائر قريش، فجدد له عليه الصلة الجزيلة قال: وكان "أي الحكم" قد قيد كثيراً من أنساب أهل بلده، وكلف أهل كور الأندلس أن يلحقوا كل عربي أخمل ذكره قبل ولايته، وأن يصحح نسبهم أهل المعرفة بذلك، ويؤلف من الكتب، ويرد كل ذي نسب إلى نسبه=. ومن فوائد ابن حزم المتعلقة بالحكم قوله: (اتصلت ولايته خمسة عشر عاماً في هدوء وعلو. وكان رفيقاً بالرعية، محباً في العلم، ملأ الأندلس بجميع كتب العلوم. وأخبرني تليد الفتى - وكان على خزانة العلوم بقصر بني مروان بالأندلس - أن عدد الفهارس التي كانت فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة، في كل فهرسة خمسون ورقة، ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين فقط). ومن نوادره ما نقله في أنساب البربر عن صديقه أبي محمد بويكنى الرزالي الإباضي، قال: وكان ناسكاً، عالماً بأنسابهم ثم قال بعدما نقل عنه اسماء قبائلهم وأفخاذها: وكل من ذكرنا معتزلة، حاشا بني برزال وبني واسين، فهم إباضيةٌ. وأما جمهور بني مغراوة وبني يفرن، فسنيةٌ. وذكر لي أن نسابي البربر يزعمون أن سدراتة، ومزاتة، ولواتة، من القبط). وفيهم من ملوك بني فرتون: فرتون بن لب ارتد وتنصر. وقوله في ترجمة بني الحارث بن عمرو مزيقياء: (هم أهل بيت مع الأنصار بالمدينة. منهم: أبو زيد عمرو بن عذرة بن عمرو بن أخطب بن محمود بن رفاعة بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن الأحمر بن رفاعة بن الفيطون، واسمه عامر، بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن الحارث بن عمرو مزيقياء؛ هكذا قال ابن الكلبي؛ والصحيح أن أبا زيد الأنصاري المذكور بالنحو واللغة، صاحب التواليف المشهورة ك"كتاب المعزى"، و"كتاب حيلة ومحالة"، و"كتاب الهشاشة والبشاشة"، هو سعيد بن أوس بن ثابت بن حرام بن محمود بن رفاعة بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن الأحمر بن الفطيون بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن الحارث بن عمرو مزيقياء. مات بالبصرة سنة 215؛ فكان الصحبة من أجداده لرفاعة بن بشر). كذا قال ابن حزم والمذكور في كتب الصحابة أن الصحابي من أجداده عمرو بن أخطب (ر) عاش أكثر من 94 سنة، ولم يكن من الأنصار وإنما من إخوتهم بني عدي، وهو جد المحدث "عزرة بن ثابت" لأمه، انظر تعليق الحافظ ابن حجر على كلام ابن حزم في كتابه: (تهذيب التهذيب) أما جده الفيطون فهو خطأ مطبعي والصواب الفطْيَون، على وزن فرعون، وهو ملك يثرب اليهودي المشهور والذي قتله مالك بن العجلان الخزرجي القوقلي في القصة المشهورة وقد ترجم له ابن حبيب في كتابه (المغتالين من الأشراف). وجدير بالذكر هنا عبارة ابن الكلبي ونصها: (منِهم أبو زَيْد عَمْرو بن عذرة بن عَمْرو بن أَخْطَب بن مَحمُود بن رِفَاعَةَ ابن بِشْرَُ بن عَبْد اللهُ بن الضَّيْفِ، كان يَهودِيّاَ وكانت لهُ صحبة ؛ وَوَلَدِه اليُوْم بالبَصْرَةِ). وهكذا يستمر ابن حزم من أول الكتاب إلى آخره في عرض نظائر هذه المعلومات النادرة التي لا شك أنها كلفته السنين الطوال من البحث الدؤوب ولم يكشف عن السبب الذي جعله يتجشم كل هذا العناء، ولكن ومن وجهة نظري فإن سبب ذلك ما كان يسمعه من أهله من أن أصولهم فارسية أموية الولاء وأن جده الأعلى يزيد، تسمى باسم سيده يزيد بن أبي سفيان، وقد أفاض ابن حيان في كتابه "المتين" في بسط ذلك في كلام لا يخلو من تحامل قال: (وكان مما يزيد في شنآنه تشيعه لأمراء بني أمية، ماضيهم وباقيهم بالمشرق والأندلس، واعتقاده لصحة إمامتهم، وانحرافه عمن سواهم من قريش، حتى نسب إلى النصب لغيرهم. وقد كان في غرائبه انتماؤه في فارس، واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المفضل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد بن سعيد بن حزم لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد عهده الناس خامل الأبوة، مولد الأرومة من عجم لبلة، جده الأدنى حديث عهد بالإسلام، لم يتقدم لسلفه نباهة، فأبوه أحمد على الحقيقة هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابيةٍ، وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة والرأي، فاغتدى جرثومة شرف لمن نماهم، أغنتهم عن الرسوخ في أولي السابقة، فما من شرف إلا مسبوق عن خارجية، ولم يكن إلا كلا ولا، حتى تخطى علي هذا رابية لبلة، فارتقى قلعة إصطخر من أرض فارس، فالله أعلم كيف ترقاها ...قال: ومال أولاً به النظر في الفقه إلى رأي الشافعي، وناضل عن مذهبه، وانحرف عما سواه حتى وسم به، ونسب إليه، فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء، وعيب بالشذوذ، ثم عدل في الآخر، إلى قول أصحاب الظاهر، مذهب داود بن علي ومن اتبعه من فقهاء الأمصار، فنقحه، ونهجه، وجادل عنه، ووضع الكتب في بسطه، وثبت عليه إلى أن مضى لسبيله، رحمه الله. وكان يجادل عن علمه هذا من خالفه، على استرسال في طباعه، ومذل بأسراره، واستناد إلى العهد الذي أخذه الله على العلماء من عباده، "ليبيننه للناس ولا يكتمونه" فلم يك يلطف بما عنده بتعريض، ولا يزفه بتدريج، بل يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه أحر من الخردل، فطفق الملوك يقصونه عن قربهم، ويسيرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره، بقرية بلده، من بادية لبلة. وبها توفي رحمه الله سنة ست وخمسين وأربعمائة. إلخ)

 

  
كتب من نفس الموضوع 31 كتاباً
الأنساب
لباب الأنساب والألقاب والأعقاب
معجم قبائل العرب القديمة والحديثة
أنساب الأشراف
المزيد...
  
كتب أخرى لابن حزم7 كتاباً
الفصل في الملل والأهواء والنحل
المحلى
طوق الحمامة
الأخلاق والسير
المزيد...

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار