مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

بلغة المرام في الرحلة إلى بيت الله الحرام وإلى المدينة النبوية

تأليف : عبد الله بن محمد الحبشي وحسني بن ذياب
الولادة : 1949 هجرية
الوفاة : 1 هجرية

موضوع الكتاب : الرحلات

تحقيق : 'NA'

ترجمة : 'NA'



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (1267)




() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
للمؤلف: يحيى بن مطهر بن إسماعيل\r\nمقدمة المحقق
الحمدُ لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين، ومن سار على هديه إلى يوم الدين، وبعد. فإن كتب الرحلات من أمتع المؤلفات وأفضلها لما تتركه من أثر في نفوس القراء وبما تحويه من موضوعات منوعة يتنقل فيها المؤلف كالطائر من روضة إلى روضة، ويقطف من كل شجرة زهرة، ويضعها في مؤلفه، وكأن القارئ وقد كفى مشقة السفر يرحل مع الرحالة في تنقلاته وتطّوافه، أو كأنه في مجلس علم يؤمه العديد من العلماء في جميع الاختصاصات من حيث ثقافاتهم، وسعة اطلاعهم ومعرفتهم. وتتنوع كتب الرحلات بتنوع مؤلفيها وكتابها، وتختلف من حيث الإمتاع وغزارة الفائدة، وبالطبع فإن كان صاحب الرحلة متنوع المعارف فإن رحلته تأتي مميزة عن غيرها بما يسجله ويضمنه إياها من معارفه، وهذا ينطبق على صاحبنا العلامة يحيى بن مطهر في رحلته بلغة المرام، والتي طوّف بها في العديد من المعارف والعلوم إلى جانب وصفه لرحلته لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة وزيارة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. وهذه المخطوطة من نوادر المخطوطات وأنفسها في مجال الرحلات التي تركها أهل اليمن وتتميّز بالدّقة في الوصف، والاستيعاب لأمور الرِّحلة والمشاهدات، وقد وقفنا على المخطوطة الوحيدة بخط المؤلف وهي بمثابة مسودة يكثر فيها التصحيح والإضافات. وهذه المخطوطة عبارة عن وصف لرحلة قام بها المؤلف لأداء فريضة الحج فذكر في المقدمة أنه عزم عام 1211 هجرية للقيام بهذه الرحلة، وانه كان في بداية الأمر متردداً في سلوك أي الطرق: البرية أم البحرية، وأيهما أنسب، وقام بسؤال الناس الممارسين لمثل هذه الأمور، وقد اختار علامتنا طريق البحر، وقد تهيأ للمؤلف بعد العودة من رحلته أن يرصد ما عنَّ له فيها، وذلك بعد فراغه من الدرس في كتاب \"سبل السلام، شرح بلوغ المرام\"، وقد قام المؤلف بعمله هذا اقتداءاً بمن دوَّن رحلاته من الأعلام السابقين. وقد أجاد علاّمتنا في تدوين مشاهداته خلال رحلته، وهذا ما كان عليه معظم الرحالة المسلمين الذين حرصوا على تدوين مشاهداتهم وتسجيل أخبار رحلاتهم وأسفارهم، والمسالك والطرق التي ساروا فيها والمسافات التي قطعوها في تنقلاتهم. وقد وصف علاّمتنا رحلته وصفاً دقيقاً ونقل لنا تفاصيلها من لحظة خروجه من مقر إقامته في صنعاء وحتى وصوله الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ثم العودة، ونقل لنا كل ما لاقاه والجماعة التي حج معهم من مصاعب السفر في البر والبحر وما لاقوه من مشقة خاصة في أثناء إبحارهم في المركب. كما تحدث عن المدن والمناطق التي مر بها في أثناء سفره وأجرى مقارنة بين هذه المدن، وتحدث عن الأشخاص الذين التقى بهم والمسؤولين في تلك المدن. وقد أبان صاحبنا عن سعة إطلاعه ومعرفته، وكان ذلك واضحاً في تعرضه للكثير من المسائل الفقهية في الشريعة الإسلامية، مثل: مسائل الحج وأنواعه، وحجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتطرقه للمقامات التي يتبرك بها الناس وغيرها من المسائل الفقهيه حيث أورد آراء الفقهاء وأشار للرأي الراجح فيها، وترجم للعديد من العلماء والفقهاء، وذكر أعمالهم ومؤلفاتهم، كما تناول المراكب البحرية وأنواعها وتحدث عن أقسامها ومسميات أجزائها، وقد أعطى وصفاً دقيقاً للمراكب التي شاهدها والتي كانت ترسو في موانئ المدن التي مر عليها في أثناء رحلته، وجاء وصفه وصفاً تاريخياً أشبه ما يكون بالتحقيقات العلمية التي اتصف فيها علامتنا في سائر مؤلفاته الفقهية والتاريخية، وتحدث عن قيادة السفينة ودائرتها والشراع، وأعطى معلومات مهمة عن السفن في ذلك الوقت. وتحدث المؤلف عن البحر وعجائبه خاصة الغوص الذي يعد أول من وصفه من أهل اليمن، وروى مشاهدته للحيتان في البحر، كما تحدث عن آلات الصيد وطرقه. كما تحدث أيضاً عن بعض الحيوانات التي شاهدها في أثناء رحلته وأورد مقتطفات مما قيل عنها في الكتب المختصة بالحيوان. وقدم المؤلف وصفاً شاملاً ودقيقاً لما كانت عليه مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدينة جدة في ذلك الوقت، فأشار إلى ماكانت عليه جدة من حالة يرثى لها من الاهمال والفوضى، وكان أول ما فاجأ علامتنا في جدة هو حرها الشديد، ووصف مكة والكعبة المشرفة والمهابة التي تركتها رؤية الكعبة في نفسه، وأورد أبعاد الكعبة وكسوتها، ووصف أبواب الحرم المكي والمقامات حول الكعبة والتي اعتبرها المؤلف من البدع الداعية إلى تفريق المسلمين. وتناول مناسك الحج وكيفية توفير المياه للحجاج في منى، والاختلاف الذي حصل في ذلك العام حول تحديد يوم الوقوف في عرفة، وتحدث عن العادات التي تقع والمخالفات التي كانت تحصل من قبل الحجاج في ذلك الوقت، وما كان يجري في أيام منى، ومن ثم قدَّم المؤلف وصفاً دقيقاً لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد النبوي بكل تفاصيله خاصة قبر الرسول وصاحبيه أبوبكر وعمر وقد أثنى على القائمين على الحرم المدني من قبل الدولة العثمانية والعناية التي يولونها إياه. وأشار إلى ولاة مكة والمدينة المعينيين من قبل السلطان العثماني في ذلك الوقت، وكيفية قيامهم بالأمر ورعايتهم للحرمين، والجرايات التي كانت ترسل للعلماء في المدينتين من قبل السلطان، كما عبر عن مشاعره تجاه أهل المدينة وطيبتهم وحسن عشرتهم، وكذلك عن الناس الذين التقى بهم في خلال سفره بين مكة والمدينة والمناطق التي نزل فيها برفقة جماعته في أثناء عودته من المدينة إلى جدة في طريق العودة إلى بلاده، ووصف ما لاقاه ومن معه من حجاج اليمن في أثناء العودة والمعاناة التي عانوها من تغير البحر عليهم وغرق أحد المراكب وما جرى لركاب هذا المركب، كما تحدث عن الفرحة التي غمرتهم لدى عودتهم إلى بلدهم وفرحة أهل البلد بهم واستقبالهم الحافل للحجاج. وهذه المخطوطة على قيمتها الأدبية والتاريخية فقد شابها الكثير من الشطب والتصحيح بخط المؤلف، وكذلك كثرة التعليقات والإضافات على الهامش، التي تربك الأصل، كما شابها كثرة الأخطاء اللغوية التي يستغرب أن تصدر من عالم مثل رحالتنا هذا واستخدامه للكثير من الألفاظ العامية في اللهجة اليمنية. ترجمة المؤلف هو يحيى بن مطهر بن إسماعيل بن يحيى بن الحسين، حفيد القاسم بن محمد الحسني: مؤرخ، وأديب من أهل صنعاء في اليمن، ولد عام 1190 هجرية، 1776 ميلادية، ونشأ في كنف والده وأخذ الفقه عن سعيد ابن اسماعيل الرَّشيدي، كما أخذ النحو وغيره من العلوم عن علي بن عبد الله الجلال، من أبرز شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم وأخذ منهم وتتبع خطاهم، العلامة محمد بن علي الشوكاني. اشتغل العلامة يحيى بن المطهر بالدرس والتدريس، وتبحر في العلوم واجتهد وحقق ودقق، وله عدة كتب منها \"الروض الباسم في معرفة أولاد الإمام القاسم\"، والعطاء والمنن في التاريخ، جعله ذيلاً لكتاب بهجة الزمن، لجد والده، يحيى بن الحسين ابن القاسم، والعنبر الهندي في سيرة المهدي، وشرح سنن النسائي، وعقد اللآل شرح منظومة اسافةجي للسيد العلامة علي بن عبد الله الجلال،وله نظم جمع في ديوان، بالاضافة الى هذا الكتاب \"بلغة المرام\" وهو رحلة إلى مكة والمدينة. يقول المؤرخ زبارة عن علاّمتنا \"كان لا يخرج من بيته غالباً إلاّ لصلاة الجمعة، وبيته مأوى لأهل العلم وله وجاهة عظيمة، وحج مرتين، وأقام مدة في حصن كوكبان، ثم عاد الى صنعاء\". أما شيخه العلامة محمد بن علي الشوكاني فيقول عن علامتنا: \"له سماعات كثيرة وشغلة تامة بالعلم، وتقيد بالدَّليل ومحبّة للإنصاف، وهو على منهج سلفه في البعد عن أعمال الدَّولة والتكفّي بما تركوه له، وهو الكثير الطَّيب، وفيه علو همة ومكارم أخلاق\". وقد توفي علاّمتنا عام 1268 هجرية، 1852 م، عن عمر يناهز السادسة والسبعين عاماً( ).

 

  
كتب من نفس الموضوع 1267 كتاباً
رحلة ابن بطوطة
رحلة ابن جبير
سفر نامه
رحلة ابن فضلان
تاريخ المستبصر
المزيد...
  

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار