مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

صور مدينة - قسنطينة في أدب الرحلات

تأليف : د. بورايو عبد الحفيظ

موضوع الكتاب : الرحلات

تحقيق : 'NA'

ترجمة : 'NA'



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (1279)
كتب أخرى لد. بورايو عبد الحفيظ (1)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
قسنطينة في أدب الرحلات بورایو عبد الحفیظ
ما الجديد في قصة رحلة لاجئ فلسطيني إلى ألمانيا؟
أليس هؤلاء اللاجئون \"متع ودين\" على التنقل والترحال؟ وعلى
هذا فليست هذه الألمانيا إلا مح ّ طة ما، لا هي الأولى وقد لا تكون
الأخيرة؟
سؤال وجيه! وعلى كاتب يدعي بأن في كتابه ما يستحق الاهتمام
أن يجيب على هذا السؤال.
فمنذ لحظة شد الرحال يبدأ \"الخاص\" في هذه الرحلة، أي منذ
لحظة قرار الهروب بأي ثمن وإلى أية بقعة من الأرض أو السماء باستثناء
البناء الذي تقيم فيه مخابرات عسكرية لبلد عربي سيعرفه القارئ بدأ من
الفصل الأول لهذا الكتاب. لكن الأحداث التالية أثبتت أن اللاجئ
المذكور انتقل من الدلف إلى تحت المزراب كما يقول ف ّ لاحو بلاد الشام.
وخلال المراحل التالية لذلك الهروب يكتشف المسكين قانون \"ما
أحد أحسن من أحد\" ولكن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، كما هو
معروف.
غير أن سيرة هذا \"الانسلاخ الجغرافي الدائم\" ليست هي كل ما
يريد الكتاب أن يقوله، فالجغرافيا تتح ول فورا إلى تاريخ وسياسة..
وثقافات مقارنة.
ولنبدأ بالتاريخ. فما عاشه كاتب هذه السطور وس جل بعضه– في
الفصل حول المرحلة الصيداوية من الرحلة- يكفي لفهم الأساس البنيوي
لمشكلات المقاومة الفلسطينية في مرحلتها الفتحاوية. أقصد الفوضى
والفساد الداخليين. فإذا أضفنا إليهما سمة العشائرية التي هي بحد ذاا
ليست اختراعا فتحاويا، لكن القيادة رعتها وغ ّ ذا واستغّلتها لصالحها
حصلنا على \"وصفة\" شبه طبية تضمن فشل أي حركة تحرير في العالم.
أما ما يمكن أن يكون هذا \"الارتحال القسري\" الذي هو موضوع
الكتاب قد ساهم به على صعيد \"علم الثقافات المقارن\" فهو تسجيل
بعض الجوانب من الثقافة الألمانية التي لا يعنى ا الزائر العربي لأوربا
عادة. منها مثلا التقاليد الجديدة نسبيا التي أدخلها ما يدعى باليسار
المتطرف إلى اتمع في مرحلة ازدهاره في اية الستينات وطوال
السبعينيات.. ومنها تلك الفوارق التي ت دق أحيانا وتظهر بشكل فاقع
أحيانا أخرى ما بين الدور الذي يلعبه الدين في كل من اتمعين العربي
والألماني وكيفية ذلك \"اللعب\".
المقدمة
عندماقرأت وصف الرحالة الفرنسيLouis Bertrand الذي زارمدينة قسنطينة سـنة 1933م
ووصفها في كتابه (إفريقيا) Africa: «لا تتكلم عن المدن المثيرة للإعجاب ما دمت لم تر قسنطينة
وهي مشدودة إلى جانبي وادي الرمال بين جسر سيدي راشد الحجري العملاق والجسر الضيق
الممتد على الهوة المثيرة للدوار، محاطة بالمرتفعات الخضراء...قسنطينة أشبه ما تكون ببناء أنشأه فنان
1 على بطاقة بريدية ..».
انتابني شعور غريب أشبه بذلك الذي ينتابني كلماعبرت أزقة المدينة
أوشوارعها وساحاتهاإذفي كل خطوة، في كل التفاتة وفي كل نفس يتسلل إلى كياني كله عبق
صارخ، لم أجد له من تفسير سوى شعوري بالزهو والعجب والخيلاء بالإننتساب إلى هذه المدينة
وا إليها الرحال عربا
التي ألهبت المشاعروألهمت المبدعين من الأدباء والشعراء والرسامين فشد
وأجانب من كل فج عميق، بل وكانت على مر الأزمنة والعصور منشد الساسة والغزاة الطامعين
الذين يصدق فيهم قول أبي الطيب المتنبي:
وكم ذا يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك؟ !
فما لانت ولا هانت وظلت رغم الداء والأعداء، كالنسر فوق القمة الشماء..ظلت قسنطينة
تحكي العروسةَفي حلْيٍ وفي حلَلٍ علَى الأَرِيكَةفي نسقٍ وتنضـيد
كَـدرة في سنامِ الطَّود لاَمـعة أَو زهرة غَضـة في باَقــة العـيد
مرت عصـور وما زالَت بِبهجتها خضر الحَداَئقِ أوحمر القَرامـيد
2

وانطلاقا من هذا الإحساس العذب الجميل وجدتني مسكونا بالمدينة، مهوسا بالرحيل عبر
الزمان والكان مستهديا، بعبق التاريخ المتسلل إليهاعبرباب القنطرة وباب الوادي وباب الجابية...و
المنساب بين أزقة رحبة الصوف ورحبة الجمال والسويقة وسيدي جليس والقصبة وسوق الغزل...
،والمتسابق مع مياه وادي الرمال الخالد عبر خوانقه في رحلته الأبدية...لذلك

ارتأيت أن يكون موضوع مذكرة الماجستير حول هذه المدينة في إطار أدب الرحلات
(مدينة قسنطينة في أدب الرحلات ).
وحين أعلنت موضوع بحثي عاب علي بعض معارفي اختياري هذا وحجتهم في ذلك كون
الموضوع لا يزال بكرا لم يحظ بدراسات مستقلةجادة،وكون ميدان أدب الرحلات لا يحظى في

- Louis Bertrand.Africa 1933 .p147
1
-
-
2
-أحمد الغوالمي، ديوان ص،207-206
بلادنابالعناية الكافية،أضف إلى ذلك ندرة المصادروالمراجع التي تتناول مدينة قسنطينة غير أني ما
كدت أشرع في البحث حتى بدأت أدرك ثراء مادة أدب الرحلات وتنوعها .كمالفت انتباهي
عدد من الكتابات القيمة - وإن كانت قليلةمحتشمة-حول المدينة ككتاب(( أم الحواضرفي الماضي
والحاضر)) لصاحبه محمد المهدي بن علي شغيب، و((نفح الأزهار عما في قسنطيتة من الأخبار))،
لسليمان الصيد. و((مدينة قسنطينة)) لمحمد الهادي لعروق وعبد العزيز فيلالي. و((تاريخ حاضرة
قسنطينة)) للحاج أحمد بن المبارك العطار وآخرين غيرهم.
لايخفى أن كتاب العرب درجوا على استخدام عبارة أدب الرحلات للإشارة إلى كتابات الرحالة
العرب والأجانب التي بصفون فيها البلاد والأقوام والتي يذكرون فيها أحداث تجوالهم ودوافع
رحلام وما فد يصادف ذلك من بلورة انطباعات شخصية أو اصدار أحكام تقويمية لما شاهدوه
وما سمعوه. ونظرا لارتقاء الوصف في كثير من أعمال الرحالة وبلوغه حدا كبيرا من الدقة، علاوة
على الأسلوب القصصي السلس المشرق، أُدخلت أدبيات الرحلة ضمن فنون الأدب العربي
وأصبحت قراءة أدب الرحلات متعة ذهنية كبرى ومصدرا لوصف الثقافات الإنسانية ورصد
بعض جوانب حياة الناس اليومية في مجتمع معين وخلال فترة زمنية محددة.
إن الإجحاف الذي لمسته في حق أدب الرحلات ببلادنا شجعني أكثر على الإهتمام ذا
الفن ونمّى لدي رغبة جامحة في خوض غماره مادة وقضابا وغذّى لدي حرصا شديدا على
استنطاق النصوص الرحلية علها تجود بـمـا تكتمّعليه صخر قسنطينة العتيق.
ولإبراز هذا العمل كان علي أن أحتمل المعاناة في جمع المادة الموزع معظمها في مصادر ومراجع
عزيز منالها. ولقد ضاعف من إحساسي بالمعاناة ندرة المصادر والمراجع كما سبقت الإشارة إلى
ذلك، فجمع المادة تطلب مني جهدا كبيرا، كما تطلب إعدادها وتصنيفها ثم

دراستها وترجمة جل مصادر الفصل الثالث الأجنبية جهدا آخر في ظروف صعبة هي في أيسر
أحوالها ضرب من النضال الضاري والتضحية الجسيمة، وكان علي أن أقدم قسنطينة سعيدا راضيا
فهان في سبيل هذا الهدف كل صعب، وماذلك إلا بالعزيمة الصلبة والصبر الصبور.
ولقد سلكت في هذا البحث منهجا تاريخيا تحليليا نقديا منطلقا من الرحلات الأساسية الهامة
(أكثر من عشرين رحلة (20))لتحديد الاتجاهات في رحلات الرحالة والقضايا التي انعكست من
انطبعام على أقلامهم فقسمته إلى ثلاثة فصول مسبوقة بمدخل بعد هذه المقدمة.
فأما المدخل فتناولت فيه مفهوم المدبنة بصفة عامة والعربية بصفة خاصة متطرقا إلى العرب
وحظهم من التمدن وخصائص مدم العربية الاسلامية وملامحها الأساسية التي تميزها عن المدينة
الغربية في كثير من الأحيان، وكيف أن العرب عرفوا حياة المدن (وهو ما حاول كثير من الأجانب
نفيه عنهم)، لأخلص في اية المدخل إلى الحديث عن عوامل نمو المدن وعوامل زوالها، وكل هذا
محاولة مني إلى الوصول إلى غاية أسمى في بحثي وهي أن مدينة قسنطينة مدينة عربية من كبريات
المدن العريقة في العالم بكل المقاييس – وإن أنكر المرجفون، وشكك المشككون- حتى وإن كانت
لها جذور غير عربية...!
وفي الفصل الأول تحدثت عن المدينة العربية في أدب الرحلات، ولقد تناولت عددا معتبرا من
المدن العربية العتيقة العريقة وما جاء حولها من أوصاف وحقائق و مشاهدات لعدد من الرحالة
العرب والأجانب الذين حطوا بها الرحال عابرين أو زائرين أو مقيمين...
ولقد كان لكل منهم عينه التي ينظربها إلى هذه المدينة أو تلك مزيحين الستار عن الحياة ذه المدن
من شتى مناحيها مؤكدين أن العرب عرفوا حياة المدن والتمدين قبل كثير من الأمم.
وفي الفصل الثاني قدمت استهلالا تحدثت فيه عن أصل تسمية مدينة قسنطينة وأهم محطاتها
التاريخية الكبرى ثم ركّزت على موضوع بحثي وهو مدينة قسنطينة في أدب الرحلات
من خلال إحدى عشرة (11) رحلة عربية تتبعتها كرونولوجيا بدءً برحلة الإدريسي ((نزهة
المشتاق في اختراق الآفاق)) في القرن 6هـ/12م وانتهاء برحلات ثلاث تونسية في العهد
الإستعماري الفرنسي محاولا الوقوف على أوضاع المدينة وأهلها عبر أزمنتها المختلفة، ومدى
تطابق وجهات نظر الرحالين واختلافها.
وفي الفصل الثالث والأخير مهدت بتمهيد قصير عن دوافع الرحلة الأجنبية للبلاد العربية
وتناولت بالحديث مدينة قسنطينة في الرحلات الغربية (الأجنبية) من خلال ثماتي (08) رحلات
جلها تصور المدينة خلال العصرين (التركي) والاستعماري الفرنسي محاولا من خلالها ابراز
وجهات نظرهم التي تكاد تكون صورا مكررة، لذلك لجأت إلى الإنتقاء، ثم اتبعت الفصول الثلاثة
بخاتمة أجملت فيها بعض ما تفرق من شتات النتائج والآراء والتي لا أزعم لها كثيرا من الصواب بعد
الدراسة والتحليل، ثم أردفتها بفهارس المصادر والمراجع التي كانت سندي المباشر الذي لا يبرح
عن الأخرى لامتزاجها بي وامتزاجي بها حتى

غرفتي، وأدليت ببعضها لأنها تأبى التخفي، وسكت
ليصعب تمييزها عن كياني!
وبديهي أنه ولكي يتم انجاز هذا البحث أن أنتهج منهجا يلائم طبيعة الموضوع فاستعرت
من المناهج مايتمشى وطبيعة النصوص الرحلية التي اعتمدتها في الدراسة. ونظرا لكون الرحلة عملا
يقوم على السرد رأيت من الأفضل مساءلة هذه النصوص ضمن ما تقتضيه السردية وفق إجراءاتها
المنهجية للكشف عن الخصائص الأدبية فيها، كما عمدت إلى توظيف بعض أدوات البحث
كالإستعانة بما ورد في كتب المؤرخين الذين عايشوا الأحداث والتي مكنتني من النبش في ذاكرة
عصور الرحالة العرب والأجانب من خلال رحلاتهم لأبين ما يمكن أن تحوي في أحشائها من
الجواهر الكامنة المنسية والتي تتجاذبها مجالات معرفية متنوعة ما بين تاريخ وجغرافيا واجتماع
وأدب وغيرها..كما انتهجت المنهج الوصفي الذي مكنني من الوقوف على وصفية النصوص
الرحلية كظاهرة أدبية إذ من المؤكد أن هذا المنهج غايته وصف الظاهرة الأدبية في حدودها
الواقعية شكلا ووظيفة. ثم وجدتني ورغبة مني في دعم الصورة الرحلية بالواقعة التاريخية أميل إلى
اعتماد المنهج التاريخي الذي يهتم بتطورالظاهرة الأدبية بغض النظر عن كونها فنية أوفردية أو
اجتماعية، ويحاول الكشف عن نشأتها وتتبع مراحل تطورها إلى حين اكتمالها أو اندثارها. وأخيرا
ولرصد مواقف الرحالة استعنت بالمنهج التحليلي. وما من شك في أن هذه المناهج مجتمعة كانت
لي أكبر عون على تجاوز قدر كبير من عقبات البحث والتي يأتي في مقدمتها الجهد المضني في
الحصول على المصادر التي تتسم بالندرة في معظمها، وصعوبة توظيف المنهج الناسب لقرب هذه
النصوص الرحلية من التاريخ وكونها لا تستجيب في أحايين كثيرة لبقية المناهج... وبعون من االله
ثم مساعدة بعض الأصدقاء قمت بزيارة عدة جامعات بأرض الوطن اطلعت في مكتباتها على بعض
النصوص الرحلية والرسائل الجامعية المتصلة بموضوع بحثي وجمعت الكثير من مراجع الدراسة
بتوجيه من أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور عبد االله حمادي الذي كان لي ينبوعا ثرا من
المعارف لا ينضب فدلّني على عيوبها، زيادة على رعايته لهذا البحث منذ نشأته كفكرة إلى أن آتت
الفكرة أكلها بإذن ربها...
فإليه أتوجه بخالص شكري وأصدق تقديري مشفوعين بتحيات الإجلال والإكبار..
كما أتوجه بجزيل الشكر وصادق الامتنان إلى كل من مد لي يد العون في عملي هذا ولو
بالتشجيع والدعاء والكلمة الطيبة وكلاهما جزى االله عنّي خیر الجزاء...

 

  
كتب من نفس الموضوع 1279 كتاباً
رحلة ابن بطوطة
رحلة ابن جبير
سفر نامه
رحلة ابن فضلان
تاريخ المستبصر
المزيد...
  
كتب أخرى لد. بورايو عبد الحفيظ1 كتاباً
قسنطينة في أدب الرحلات

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار