مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

أوروبا في مرايا الرحالين العرب؛ المعرفة، الحداثة، الآخر - المجلد 1

تأليف : مجموعة مؤلفين

موضوع الكتاب : الرحلات

تحقيق : 'NA'

ترجمة : 'NA'



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (1280)
كتب أخرى لمجموعة مؤلفين (7)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
لمجموعة مؤلفين\r\nضم هذا الكتاب القسم الأول من الأبحاث والدراسات المقدمة إلى \"ندوة الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الذات والآخر\" المنعقدة في الرباط ما بين 22-25 آيار مايو 2009، تحت عنوان \"الرحلة العربية في ألف عام\". وهو القسم المعنون بـ\"أوروبا في مرايا الرحالين العرب: المعرفة، الحداثة، الآخر\". يتألف هذا القسم من الكتاب من جزأين كبيرين يستوعبان النصوص والدراسات الموضوعة في علاقة الثقافة العربية بالآخر وعالمه وثقافته، وذلك تحت ثلاثة عناوين رئيسية هي: \"مرايا الذات والآخر\"، \"العرب وأوروبا\"، \"خطابات الرحلة العربية\". وتندرج تحت هذه العناوين دراسات محكمة، فتحت العنوان الأول هناك النصوص المبكرة لرؤية العرب لما وراء جغرافية ديار الإسلام، كالبحث مثلاً في صورة بيزنطة وروميّة في المدوّنات الأولى للرّحالين والجغرافيين العرب، وهناك قراءات متجددة لرحلة ابن فضلان في القرن العاشر الميلادي، إلى بلاد الترك والخزر والصقالبة، تلقي أضواء جديدة على الرحلة، وتناقش قضايا وإشكاليات تتعلق بطبيعة الوعي العربي بهذه الرحلة والأبحاث الأوروبية والعربية المتداولة من حولها. أنوه هنا بالدراستين المنشورتين عن ابن فضلان في هذا المجلد لكل من: شاكر لعيبي ود. خديجة صفوت، ففي كلا النصَّين هناك بحث جديد، وأفكار جديدة. وإن كان بحث شاكر لعيبي يفند بعض \"الأساطير البحثية\" غير العلمية الشائعة من حول النص، فإن بحث د. خديجة صفوت إنما ينتهج درباً يجعلنا نعيد قراءة التاريخ العربي والثقافة العربية في ضوء ما يردمه هذا النص من فجوات في النسيجين الثقافي والتاريخي للعرب والمسلمين في علاقتهم بالآخر.
وفي هذا المجلد أيضاً إطلالة متجددة على عالم أسامة بن منقذ في القرون الوسطى: من خلال تلك اليوميات البارعة التي تنقل لنا بأمانة وحرارة صوراً مدينية تتصل بالحياة اليومية لكل من المسلمين والصليبيين، وملامح من حياة الفروسية والرحلة بين مصر والشام خلال الحروب الصليبية لفارس عربي ينتمي إلى أسرة من الأمراء الشوام.
وإلى الزمن نفسه الذي تنتمي إليه رحلة ابن فضلان، هناك رحلة أخرى لها أهمية استثنائية بين الرحلات العربية المؤسّسة لأدب الرحلة، وأعني بها رحلة الشاعر أبي دلف المسعري، الذي قام في القرن العاشر الميلادي برحلتين؛ واحدة انطلقت من ينبع على البحر الأحمر وانتهت إلى أرمينيا عبر بلاد خراسان، والثانية انطلقت من الجغرافيا نفسها وصولاً إلى الصين، ولكننا وإن كنا نملك أخباراً عن هذه الرحلة الاخيرة، فإن نصها لم يصل إلينا.. ويعتبر المستشرقون الروس وعلى رأسهم أغناطيوس كراتشكوفسكي الرحلة الأولى والتي حققها المستشرقون الروس من أهم الرحلات الجغرافية التي تضيء الجغرافيا والتاريخ الروسيين. في المجلد بحث لـ د. بوشعيب الساوري يدرس الرحلة إلى الصين للمسعري تحت عنوان \"من الاختلاف الثقافي إلى الإثنوغرافيا العفوية\".
البحث الأخير في هذا القسم من الكتاب حول علم الخرائط في الفكر الجغرافي الإسلامي. والباحث العراقي عبد الرحمن صالح مزوري الفائز بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي يدرس في بحثه ملامح أساسية من تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين منذ بداياته في القرن الثالث الهجري وحتى القرن السابع الهجري، وهي بطبيعة الحال الفترة التي ازدهرت فيها الأبحاث والدراسات الجغرافية وعلم الخرائط (الكارتوغرافيا) لدى العرب والمسلمين في بغداد، ودمشق، وحواضر الغرب الإسلامي.

ما سلف ليس أكثر من إشارات وإلماحات إلى ما تقصده البحوث وتتشاكل معه من موضوعات وقضايا وإشكاليات تتصل بالفترة الأبكر من حياة أدب الرحلة والأدب الجغرافي في الثقافة العربية.
وكان من الطبيعي أن تدرج هذه الأبحاث في هذا المجلد من الكتاب وتسبق البحوث والدراسات التي ستنصب في القسم الثاني من المجلد على الرحلة العربية إلى أوروبا خلال القرون الأربعة المنصرمة، بكل ما تثيره هذه الحركة نحو الآخر الأوروبي من قضايا وإشكاليات ما تزال قائمة إلى اليوم، إن في نصوص الرحلة أو في وعي الرحالة والنخب المثقفة المتفاعلة مع الآخر في المجتمعات التي ينتمون إليها.

نحو أوروبا
في هذا القسم من الكتاب سوف تقودنا البحوث في رحلة مع شبكة متكاملة من النصوص والموضوعات المركبة التي تعكس ثراء نص الرحلة، والإمكانات الهائلة التي يتيحها هذا النص لدراسة المجتمعات والوقائع والتواريخ والأفعال، أدوار الأفراد، وأدوار الجماعات، وأدوار الجغرافيا في أزمنة الحرب وأزمنة السلم، وفي التواصل والانقطاع بين الجماعات الثقافية المختلفة في البلد الواحد وبين الأمم والثقافات المختلفة. وهناك باستمرار الآخر القريب بما يطرحه علينا وجوده من مشكلات وقضايا، والآخر البعيد، وما يثيره وجوده في أخيلتنا الفردية والجمعية من صور شتى غرائبية وغريبة!

وإن كانت غالبية نصوص الرحلة العربية ترصد السفر الهادئ والمخطط له مرات، على أعلى المستويات، للسفراء والمندوبين والعلماء، فإن هناك من بين نصوص الرحلة إلى أوروبا ما يعكس سفر المغامرة الفردية، والفرار الشخصي من الاضطهاد (تجربة فخر الدين المعني في القرن السادس عشر اللاجئ إلى توسكانا الإيطالية هرباً من السلطان العثماني) وصولاً بطبيعة الحال إلى الهجرات القسرية والأسفار الطارئة في أزمنة العنف والحروب والجوع إلى الحرية، في فلسطين وظفار والجزائر ولبنان والعراق، وحتى الأمثلة الحية للمبحرين بقوارب الموت ما بين سواحل الشمال الإفريقي و\"جنة عدن\" الأوربية.

النص المقلق
ليس فقط نصاً ممتعاً، إنه نص مقلق، أيضاً، هو نص الرحلة. إنه الطاقة في أقصاها، تدفع بها ثقافة لتتماس مع ثقافة أخرى، وترتفع بها الروح لترقى بما تتسم به نحو روح أخرى، في أرض أخرى وقدر آخر، وحياة أخرى. بهذا المعنى وعلى مستويات كهذه علينا أن نقرأ نصوص الرحلة. وهذا الكتاب بمجلديه إنما يقترح قراءة راقية، بل قل يؤسس لمثل هذه القراءة في ثقافتنا العربية.
من، بالتالي، يمكن أن يستمد هذا العمل البحثي الخلاق أهميته في خزانة الفكر العربي. فهو أنجز ليعكس الحركة في أدب الرحلة، من حيث هو بحث يسعى، مرة أخرى، في أثر \"الذات\" الساعية نحو الآخر، الملاقية له في فضائه وعلى أرضه، وهو بحث يفحص الكيفية التي تشاكلت بها الذات الحضارية للعرب والمسلمين مع الآخر في عالمه؛ بين ناسه وثقافته، ومرات في الأبعد من مكوناته الخاصة.

في هذا القسم من الكتاب هناك البحوث الفكرية والفلسفية التي تستنطق النصوص لتنتج منها معارف مركبة، كما هو الحال مع تجربة د. الطائع الحداوي الذي يبحث وراء الدلالة في النص الرحلي، وفي الكيفيات التي تنتج فيها النصوص المعرفة. وفي هذا السياق نقف على نصوص تطرح الأسئلة حول جنس الرحلة وخطابها وصوت المجتمع في صوت الرحالة ووعي الرحالة والطبقات اللاواعية في نص الرحلة، وجنس النص ولغة السرد، إلخ... لا أريد أن أواصل الإشارة إلى نصوص دون غيرها، فأخل من حيث أميّز بين نصوص تستحق كلها أن يضاء عليها.

والواقع أن جلَّ النصوص المنشورة هنا هي بحوث نقدية وفكرية بارعة في أدائها جديدة في منهجها، جريئة في طروحاتها.
ولكن أرجو أن تقبل إشارتي إلى بعض الأبحاث دون غيرها للتدليل على اتجاهات البحث وطبيعة الموضوعات التي يتناولها هذا الكتاب. وفي هذا السياق، لا أكثر ولا أقل، أشير إلى ما يطرحه بحث د. خلدون الشمعة حول برنارد لويس واكتشاف الإسلام لأوروبا، فهو يقف على بعض مؤشرات \"خطاب أبلَسَةِ الآخر\" الذي عاد فانتشر في الثقافة الغربية مؤخراً. الباحث ينبهنا، من خلال هذه الوجهة في البحث، إلى ضرورة مواصلة تفكيك الخطاب الغربي الحديث نحو الشرق، فهو خطاب يعيد تأسيس شوط آخر من المسافة الاستعمارية على طريق الهيمنة على الشرق. ثمة إدانة للأكاديميا الغربية المقنعة بالحداثة في موقفها من الآخر الشرق، والمسلم على نحو خاص.
في جانب آخر من الصورة يمسك عبد النبي ذاكر بمشرط البحث ليجرح صوراً أخرى في المشهد، إنه يقرأ ويفكك خطابات عربية تحت عنوان \"بلاغة الحجاج في سخرية الرحالين العرب من بلاد العم سام\" وهو عنوان أدبي لباحث عرف بأكاديميته، ولكن أيضاً بأريحية أدبية توشي لغته في البحث.

وفي التفاتة إلى الشق الاجتماعي/الإنساني في رحلة الجعيدي، يعود محقق الرحلة ذات الأهمية الكبيرة بين الرحلات العربية إلى أوروبا القرن التاسع عشر، ليقرا مشهداً إنسانياً اجتماعياً طالما مرَّ عنه البحث في النصوص لصالح بؤر في النص عادة ما تكون أكثر جاذبية للباحث. من حق معنينو علينا أن نوافقه على وصف هذا البعد بدءاً من العنوان بأنه بُعد مغيَّب. وبالتالي أن نلفت انتباه الباحثين في أدب الرحلة إلى أهمية التركيز في بعض الحالات على قراءة الخلفية الاجتماعية، والمشهد الإنساني لبلاد الرحالين وكذلك بالمقابل للمجتمعات التي يحلون فيها، على أرض \"فكرة\" المقارنة.
أود أن الفت الانتباه هنا إلى أن غالبية الأمثلة التي تدرسها البحوث هنا أو تتناول من خلالها الظواهر التي تدرسها، هي نصوص رحلية كتبت في القرن التاسع عشر، كرحلات: الصفار، الجعيدي، الغسال، وغيرهم، وقليلها ينتمي إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر كرحلة الأمير فخر الدين المعني الإيطالية، ورحلة \"استيبانكو الأزموري\" إلى أميركا الشمالية.

إشارة
هناك ثلاثة بحوث هنا في هذا المجلد تخرج شكلياً، على الأقل، عن السياقات التي أُدرجت فيها البحوث الأخرى، هي أولاً: البحث المكتوب بقلم أحمد بوغلا عن رحلة الكاتب المغربي عبد الهادي التازي المنشورة تحت عنوان \"رحلتي الأولى إلى فرنسا\"، الذي تكرمه الندوة هذا العام لأعماله التي خدمت أدب الرحلة، وخصوصا تحقيقه لكتاب \"تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار\" لابن بطوطة. ووجه الخروج عن السياق كامن في زمن الرحلة. فالأبحاث كلها في هذا المجلد تتناول نصوص الرحلة العربية إلى أوروبا خلال القرون الأربعة الماضية، وتتوقف عند نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وبالتالي الحديث هنا يدور عن رحلات ما يسمى في أدبياتنا بعلماء ومثقفي \"الجيل النهضوي\" العربي، أو \"الجيل التنويري\" كما يسميه البعض الآخر.
بينما تتعلق رحلة التازي بنص كتبه مثقف معاصر. ولكن لأن القضايا المطروحة في هذا النص والإشكاليات التي تطرحها الكتابة لا تقطع مع تلك التي تفصح عنها نصوص الرحلة العربية إلى أوروبا القرن التاسع عشر، فقد أدرجناه معها.

وثانياً البحث الذي كتبه الروائي العراقي علي بدر حول ما يسميه بـ\"الأساطير المؤسسة للعراق من الرحلات الأدبية إلى النصية الاستعمارية\" وقد أدرجناه في هذا الجزء من الكتاب ليكون له فعل الصدمة المرآوية التي تعكس واقعاً يعاكس بحقائقه الصادمة كل ما ذخرت به نصوص الرحالة العرب النهضويين في القرن التاسع عشر من آمال بالغرب وتطلع لاحتذاء حذوه والتعلم من نهضته، ورغبة منهم في اقتباس الأفكار الجديدة التي نادى بها الغرب عن الحرية والمساواة والعدالة والتحرر.
كأن نص علي بدر هو الجواب النهائي الذي يقطع الأمل باليأس من إمكان زحزحة الغرب عن ماضيه الاستعماري المتعلق به إلى أبعد الحدود!
ثالثاً أشير إلى البحث/الشهادة الذي كتبه الشاعر علي كنعان تحت عنوان قراءة في المشهد الصيني (من خلال أربع رحلات 1966-2008). وهو نص يقوم على مستويين الأول يتصل بـ(ويمتح من) رحلة قام بها الشاعر سنة 2008، ويقدم الشاعر سرداً مثيراً للفكر والخيال حول الشرق الأقصى وانعكاس صورته في مرآة النفس الشرقية لشاعر مرهف.. والمستوى الثاني يتصل بـ (ويتعالق مع) نصوص لعدد من الرحالة العرب إلى الشرق الأقصى كرحلة د. خديجة صفوت إلى الصين المسماة \"رحلة فتاة سودانية إلى الصين\"، إلى جانب رحلات أخرى. يقف معها الشاعر.
أهمية هذا النص أنه ينبهنا، بينما نحن نقف على العرب في علاقتهم بأوروبا والغرب والآخر، أن هناك عوالم أخرى توسع من عالمية العالم وآخرية الآخر، وأن العالمية لا يمكن حصرها بأوروبا والغرب.
***
أخيراً، لا بدَّ لي هنا أن أشير إلى أن هذا المجلد الجامع لقسم أساسي من أعمال ندوة \"الرحلة العربية في ألف عام\" قد جُمع وحُرر وطُبع في ظروف ضاغطة وسرعة قياسية ليكون أولاً في متناول المشاركين في الندوة\" ومن ثم في أيدي القراء العرب، ولا بدَّ أن هنات قد لا يكنَّ هينات وقعت هنا وهناك من هذا الكتاب، لسوف نتداركها بإذن الله في الطبعات اللاحقة للكتاب
والله ولي الوفيق

نوري الجرّاح
لندن في 14 مايو/ أيار 2009

 

  
كتب من نفس الموضوع 1280 كتاباً
رحلة ابن بطوطة
رحلة ابن جبير
سفر نامه
رحلة ابن فضلان
تاريخ المستبصر
المزيد...
  
كتب أخرى لمجموعة مؤلفين7 كتاباً
رحلات إلى الوطن العربي إلى ليبيا
مشرق مغرب - ديار الإسلام من الأندلس إلى استانبول
مشرق مغرب، عرب ومسلمون
العرب بين البحر والصحراء -أرض التعارف
المزيد...

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار