مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

السودان وإفريقيا في مدوّنات رحالة الشرق والغرب اكتشاف الذات والآخر

تأليف : أبحاث ندوة الرحالة العرب والمسلمين - دورة ابن حوقل - الخرطوم فبراير 2006

موضوع الكتاب : الرحلات

تحقيق : 'NA'

ترجمة : 'NA'



إقرأ الكتاب
نقاشات حول الكتاب
كتب من نفس الموضوع (1279)
كتب أخرى لأبحاث ندوة الرحالة العرب والمسلمين - دورة ابن حوقل - الخرطوم فبراير 2006 (1)



() التواصل الاجتماعي – أضف تعليقك على هذا الكتاب

 

قصة الكتاب :
أبحاث ندوة الرحالة العرب والمسلمين
دورة ابن حوقل – الخرطوم فبراير 2006

يضم هذا المجلد جزءاً أساسياً من أعمال \"ندوة الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الذات والآخر\"، دورة ابن حوقل المنعقدة في الخرطوم 11 – 2- 2006، ولئن حالت ظروف قاهرة دون أن يحتوي على سائر البحوث المقدمة إلى الندوة، فإننا نتطلع إلى مجلد ثان يضم بقية أبحاثها وملخصاً عن سير أعمالها وما أثارته أوراق البحث من جدل ونقاش.
لا تبتعد محاور هذا الكتاب كثيراً عن محاور الندوة نفسها، وهي الثالثة بعد ندوتي الرباط، نوفمبر 2003، والجزائر، فبراير 2005، فهي تغطي بصورة أساسية الفضاء الجغرافي السوداني لترصد من خلاله حركة الرحلة منه وإليه وعبره، نهراً وبحراً وميناء ومدينة وغابة وبادية وصحراء، وطرقاً عبرها التجار والعلماء والحجاج والمتصوفة والسفراء والمغامرون، عرباً وشرقيين وأوروبيين.
تأتي هذه الندوة لتستكمل أبحاثُها رسم الطريق الذي بدأه \"المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق\" في عقد ندواته السنوية انطلاقاً من المغرب الأقصى (مغرب اليوم) ، إلى المغرب الأوسط (الجزائر)، إلى وسط إفريقيا في بلاد النوبة والبجة (السودان) نزولاً عبر الجغرافيات الحضارية والثقافية الواقعة على البحر الأحمر، إلى حواضر جزيرة العرب، قبل الانطلاق من هناك إلى أرض السواد (العراق) وبلاد الشام ومصر، ومن ثم إلى جغرافيات تركيا وإيران وبلاد آسيا الوسطى والهند والصين، في مسعى ثقافي حضاري فكري أدبي يستهدف إعادة بناء جسور المعرفة المؤسسة على خبرات السفر بين ثقافات الشرق في ما بينها وبين هذه الثقافات وثقافات الغرب.
وبالتالي فإن الندوة العلمية السنوية لـ\"ارتياد الآفاق\" هي رحلة الفكر في متون المدونات التي وضعها الرحالة بفعل مغامراتهم المفتوحة عبر طرق البر والبحر، وفي مختلف الأزمان، وعمر الرحلة العربية، كما قدمت وثائق البحث، يزيد على ألف عام.

محاور الكتاب
المحور الأول: \"السودان في مدونات الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين\"، وقد وقفت أوراق البحث في هذا القسم على أخبار النوبة والبجة في مصنفات الجغرافيين العرب خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين، ومنهج الرحالة المسلمين في التعريف بالأمصار من خلال الجغرافية السودانية، والمدن السودانية في كتابات الجغرافيين والرحالة المسلمين والعرب، وحول سرديات رحلات العبور التاريخية وأسلمة سلطنة الفونج في القرن السادس عشر. وفي هذا المحور أيضاً، هناك قراءة في العهد الذي قدمه عبد الله بن أبي السرح لعظيم النوبة، وعبد الله كان صحابياً من المهاجرين، وهو -نقلاً عن ياقوت-، وصلت جيوشه إلى قبرص بحراً شمالاً، وإلى مجاهل إفريقية جنوباً براً؟ وكان أول من بلغ بلاد السودان وجال فيها فاتحاً، وانتصر، وقد سرى العهد الفريد من نوعه الذي كتبه قرابة ستة قرون.
وتندرج في هذا المحور مدونات الحجاج، ويرصد هجرات العلماء والمتصوفة، ويجري تناول طرق الحج القديمة وأخطار السفر من خلال ابن جبير، ويبحث في رمزية الماء وواقعيته من خلال دراسة الماء في الرحلات الحجية المغربية، ومنها ما يدرس بنية النص ومنطق السرد والقص في رحلات الحج الشنقيطية، ولاسيما رحلة العالم الجكنِّي، ويبلغ البحث الفترات المتأخرة والحديثة، فيتناول بحثٌ الرحلة الحجازية المغربية في ظل الحماية الفرنسية، ونموذجه رحلة إدريس الجعيدي السلوي سنة 1930م
المحور الثاني، \"السودان وإفريقيا في مدونات رحالة الشمال الإفريقي\"، وبحوثه ركزت على محطّات من التواصل الثقافي بين المغرب والسودان من خلال نصوص وعلامات هي رحلات وحواضر وطرق صوفية. واستطلعت السودان الشرقي في عيون الرحالين المغاربة انطلاقاً من الحركة عبر ميناء عيذاب على البحر الأحمر. ويقرأ بحثٌ تجليات رباط التثاقف والوصال بين المشرق وإفريقياً في رحلات الرحالة الشناقطة. ولا تهمل البحوث ما للصوفية وطرقها وحركتها من أثر في تأسيس النص الرحلي عبر السودان، لاسيما بينه وبين الشمال الإفريقي، وهناك بحوث مكرسة لهذه الغاية منها البحث في الزياري والصوفي من خلال نص \"أزهار البساتين في الرحلة إلى السوادين\" للمغربي محمد بن أبي بكر محمد الشابي البيضاوي .
المحور الثالث: نهر النيل، وفيه بحثان، الأول رصد واسع لحضور النيل في كتابات الرحالة العرب والمسلمين، والثاني بمثابة مقدمة تكشف عن أقدم محاولة شرقية لاستكشاف منابع النيل الأبيض، وهي البعثة التي أرسلها محمد علي باشا الكبير لاستكشاف منابع النهر سنة 1939م، بقياد الباكباشي سليم قبودان.
المحور الرابع: \"السودان لدى الآخر الشرقي والآخر الغربي: تجارب ورؤى مختلفة\"، وفي هذا المحور خمس دراسات غطت جوانب مختلفة من خلال أزمنة ورؤى مختلفة، ويرصد بحث \"رحلة حنون\" في القرن الخامس قبل الميلاد كهمزة وصل قديمة بين المشرق العربي والشمال الإفريقي من خلال علاقة قرطاجة باللوبيين، ويلقي هذا المحور الضوء أيضاً على الأرمادا الصينية ووصولها إلى سواحل إفريقيا بقيادة الأميرال الصيني المسلم جينغ خيه الذي قام بسبع رحلات بحرية قبل 600 سنة قاد خلالها أضخم أسطول بحري تجاري في التاريخ الوسيط، ويتناول بحث دور الرحالة المسلمين في الكشوفات الأثرية في السودان من خلال رحلة أوليا شلبي لمنطقة المحسن [1670-1671]، وتلقي رحلة الفارسي ناصر خسرو في كتابه \"سفر نامة\" الضوء على بلاد النوبة والسودان، بينما تشكل رحلة الألماني ألفرد إدموند بريم العلمية 1847-1852 نموذجاً لرحلات الرحالة الألمان في القرن التاسع عشر إلى الجغرافية الإفريقية، وخصوصاً السودان.
المحور الخامس من المجلد \"ملامح إثنوغرافية وثقافية قديمة وحديثة\" يتضمن مجموعة متفاوتة من الأبحاث التي تتناول أدب الرحلة في مستويات فكرية وتاريخية وأدبية جمالية، ومن خلال أسماء وعلامات تتصل غالباً بالجغرافية الإفريقية: الرحلات العربية: النص وخطاب الهوية، دائرة الخيال في مصر ابن بطوطة، ملامح سير ذاتية في رحلة \"نُفاضة الجِراب\" للسان الدين بن الخطيب، ابن خلدون: من أفق المغرب إلى أفق المشرق: قراءة في رحلته، ارتسامات ومشاهدات سفير مغربي في بلدان المشرق العربي، وأوضاع الولايات العربية العثمانية في القرن الثامن عشر، رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى إيطاليا 1612-1618 واغتيال مشروع نهضوي شرقي مبكر، مسألة الاسترقاق في التفكير العربي، وتجربة شخصية للمفكر الشهيد عبد الرحمن الكواكبي مع الطفلة السودانية المسترقة في حلب حجاب النور.
وإلى هذه المحاور يحفل المجلد بمراجعات وقراءات متعمقة لنصوص من أدب الرحلة بصفتها علامات، وبينها دراسة في الحوافز ومستويات السرد في \"تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان\" لمحمد عمر التونسي الذي كتب في القرن السابع عشر عن دارفور بما يمنح القراءة المعاصرة للمكان إمكان تعميق الصور وتظليل المشاهد المعاصرة بماضيها.. ودراستان الأولى تسلط الضوء على خمس رحلات مصرية في النصف الأول للقرن الماضي في محاولة لاكتشاف السودان، وتكشف عن جانب من اهتمام المصريين بإقليم السودان غالباً بصفته امتداداً جغرافياً طبيعياً وتاريخياً لمصر؛ والثانية تتناول المكان وكائناته كما سيتشكل في وعي رحالتين من مصر، الأول هو الأديب محمد حسين هيكل، والثاني علي ماهر رئيس وزراء مصر في العهد الملكي. وفي دراسة غيرها يجري تناول البعد الأنثروبولوجي في \"رحلة السودان\" للشيخ التونسي محمد بن علي بن زين العابدين، وتنتمي الرحلة إلى الفترة نفسها.
أخيراً، يحتوي المجلد على بيبليوغرافيا عربية وأخرى إنكليزية مختارة للرحلة من السودان وعبره وإليه، من القديم وحتى أواخر القرن العشرين.
ينتظر من ندوة الخرطوم بأبحاثها ومداخلات المشاركين في أعمالها أن تستحضر الفضاء الثقافي السوداني إلى مركز الاهتمام الحضاري العربي، بعيدا عن عطالة المؤسسة الثقافية الرسمية وبيروقراطيتها، إذا ما أمكن لهذه الندوة أن تكون مسرحاً لجدل ونقاش ومحاججات في ما يمكن تناوله وطرحه من الأسئلة والإشكالات المنهجية المتصلة بتداعيات الأسفار والرحلات والاكتشاف والمقام المؤقت، وأثر ذلك وغيره مما يتصل به على النسيج السودانى وتجلياته الحضارية عبر السنين: أثره في المعرفة المدونة، وأثره في تواتر الأخبار الشفوية عن المكان، كما اتضح للذات وتجلى للآخر بعيداً وقريباً، وكما شاعت أخباره في الجوار الجغرافي، أو تداعت عن جواره في فضائه الرحب. فالسودان مكان شاسع بسعة مليون ميل يشارف حجم شبه القارة الهندية بكل ما يتيحه اتساع كهذا من تنوع لغوي، ثقافي، فني، وإثني، وهو لعمري ثراء يمكن أن يشكل مدخلا عظيماً للعالم العربي إلى إفريقيا، والعكس أيضاً، وبالتالي فهو بامتياز منطقة تبادل ثقافي وتجاري، وحلقة استراتيجية رابطة بين قارتين. ولو استدركنا في اعتبارنا البحر الأحمر والنيل، فإن جغرافية السودان همزة وصل عبقرية بين القارات الثلاث التي شكلت العالم القديم.

نوري الجرّاح
أواخر يناير 2006


 

  
كتب من نفس الموضوع 1279 كتاباً
رحلة ابن بطوطة
رحلة ابن جبير
سفر نامه
رحلة ابن فضلان
تاريخ المستبصر
المزيد...
  
كتب أخرى لأبحاث ندوة الرحالة العرب والمسلمين - دورة ابن حوقل - الخرطوم فبراير 20061 كتاباً
THE VIXEN AND THE LIONESS

أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا .zaza@alwarraq.com


مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار