قصة الكتاب :
كتاب في التراجم على حسب السنين، بدأ فيه اليافعي بوفيات السنة الأولى للهجرة، وانتهى بسنة 750هـ مقيداً أهم الحوادث التي وقعت طوال هذا التاريخ، وأكثر فيه من الرجوع إلى تاريخ الذهبي ووفيات الأعيان لابن خلكان، وطبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجنَدي، والأغاني لأبي الفرج، والمقتبس لابن المرزباني، والشعر والشعراء لابن قتيبة.
وتبرز قيمة الكتاب في المجلدة الرابعة منه، والتي ترجم فيها للصوفية من أهل اليمن، ففيها يجد الباحث مادة ثرة عن المؤلف وعصره، ومادة عزيزة نادرة عن صوفية اليمن في القرن الثامن الهجري، تلقّى أكثرها من مشافهة أصحابها، أو ما عاينه بنفسه من الأحداث، ونثر في مطاويه طائفة من شعره الذي كتبه في أماديح شيوخه.
وامتاز في كثير من فصوله بإيراد الشكوك على الأخبار وتمحيصها وإعطاء رأيه فيها، كقوله في خبر وفاة النبي (ص) يوم الإثنين 12 / ربيع الأول / 11هـ :(ولا يتصور وقوع يوم الإثنين في ثاني عشر من ربيع الأول في هذه السنة، لأن خطبة الوداع كانت في السنة العاشرة، وكانت وقفتها يوم جمعة إجماعاً).
طبع الكتاب للمرة الأولى في حيدر أباد سنة 1337هـ في أربعة مجلدات ضخام، بعناية القاضي الفاضل شريف الدين البالمي، معتمداً على ثلاث نسخ، كثرت فيها التصاحيف والأغلاط والخروم، وأثر سقم هذه النسخ يتضح في مواضع كثيرة من مادة الكتاب، وهي:
نسخة المتحف البريطاني، ونسخة بودليانا بأكسفورد، ونسخة جامعة كمبردج.
وقد حاول عبد الله الجبوري إعادة تحقيق الكتاب، وأصدر منه الجزء الأول سنة 1405هـ 1984م بدمشق، إلا أنه اعتذر عن متابعة العمل ريثما يعثر على نسخ أخرى للكتاب، يجد فيها العون على تصويب أخطاء النسخ الثلاث التي تكاد تكون صدى لبعضها.
|