تعريف المرحوم محمد رشيد رضا للكتاب
( إرشاد الأريب ، إلى معرفة الأديب ) المعروف بمعجم الأدباء ، أو : طبقات الأدباء : مؤلف هذا الكتاب هو أبو عبد الله ياقوت : الحموي المولد ، البغدادي الدار , الروميّ الجنس , صاحِبُ كتاب معجم البلدان المشهور . كان غلامًا لتاجر حموي علمه ليكون عونًا له في تجارته , ثم أعتقه وتركه مدّة , ثم استعمله في تجارة سفره بها , فلما عادَ كان مولاه قد تُوُفِّيَ , فأعطى أولاده وزوجته شيئًا مما كان بيده فأرضاهم واتّجر بالباقي , وجعل بعض تجارته كتبًا , فكانت عونًا له على ما تَصْبُو إليه نفسُه مِن العلم لا سِيَّمَا التاريخ والأدب . فألف مؤلفات كثيرة في ذلك أشهرها معجم البلدان , ومعجم الأدباء الذي ذكر ابن خِلِّكان أن اسمه ( إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء ) ولكننا أهدينا منذ أشهر المجلد الأول منه مطبوعًا طبعًا متقنًا على ورق جيد , وإذا باسمه الذي كتب عليه ( إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ) وكان بعض النسخ كتب عليها هذا الاسم , وبعضها كتب عليها ذاك . موضوع هذا المعجم تراجم مَن كانوا يعرفون بالأدباء في تلك العصور ، قال المؤلف في فاتحته ( ص 5 ) : ( وجمعْتُ في هذا الكتاب ما وَقَعَ إليّ مِن أخبار النَّحْوِيِّين واللغويين والنّسّابِين والقُرّاء المشهورين والإخباريّين والمؤَرّخِين والورّاقِين المعروفين ، والكُتّاب المشهورين ، وأصحاب الرسائل المدوّنة ، وأرباب الخطوط المنسوبة والمعينة ، وكل مَن صَنَّفَ في الأدب تصنيفًا ، أو جمع في فنّه تأليفًا ، مع إيثار الاختصار والإعجاز ، في نهاية الإيجاز ، ولم آلُ جهدًا في إثبات الوفيات ، وتبين المواليد والأوقات ، وذكر تصانيفهم ومستحسن أخبارهم ، والإخبار بأنسابهم وشيء من أشعارهم إلخ ) فالكتاب من أحسن دواوين التاريخ والأدب , وقد كان كنزًّا مخفيًّا فأظهرته همة أوربية . ذلك أن رجلاً من الناشئين في البلاد الإنكليزية اسمه إلياس جب كان مغرمًا بدرس العلوم والتواريخ العربية والتركية والفارسية , ثم مات في الخامسة والأربعين مِن سِنِّهِ , فوقّفَتْ أُمّه مالاً عظيمًا على إحياء الكتب الشرقية التي كان مشتغلاً بها يصرف ريعه في ذلك , وعهدت بالعمل إلى لجنة من الرجال القادرين عليه , وقد شرعت اللجنة بطبع هذا الكتاب بعدما عُنِيَ الدكتور مرجليوث العالم المستشرق الشهير بتصحيحه , وقد أهدتنا الجزء الأول منه , فإذا فيه بعد الفاتحة فصلان في علم الأدب وعلم الأخبار , يتلوهما باب الهمزة , وهو يبتدئ باسم آدم بن أحمد الهرمي وينتهي باسم أحمد بن علي بن المعمر وصفحاته تزيد على أربع مائة , منها ترجمة أبي العلاء المعري في 43 صفحة , فنشكر لجميع العاملين في إحياء هذا الكتاب وأمثاله فضلهم , ونخص بالذِّكْرِ المُصَحِّح , ونرجو أن يُعْنَى طابعو الكتب في مصر ولو بعض هذه العناية في التصحيح والإتقان . (تقريظ المطبوعات الجديدة . المنار ج11/ ص528)
|
أفضل طبعة للكتاب !!!
أفضل طبعة للكتاب ، هي : -معجم الأدباء ؛ (إرشاد الأريب في معرفة الأديب ) ؛ لياقوت الحموي ، تحقيق إحسان عباس ، دار الغرب الإسلامي ،بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى 1993م. وطبعات الكتاب السابقة كلها ناقصة ، وجاءت مستدركات عليه تكمل الناقص ، حتى قام العلامة الكبير الشيخ الفاضل ياقوت الجزيرة العربية ، حمد الجاسر بالتنبيه على مختصر له مخطوط في مكتبات سلطنة عُمان ، وقدم نسخة من مصورة خطية لهذا الكتاب للدكتور إحسان الذي استدرك في طبعته هذه كثيرا من الخروم والسقط والنواقص .. وكتاب معجم الأدباء هذا فيتألف من مقدمة وفصلين , فتراجم الأدباء . الفصل الأول : في فضل الأدب وأهله وذم الجهل وحمله . والثاني في فضيلة علم الأخبار . يليه تراجم الأدباء , وهم مرتبون حسب حروف الهجاء , وبلغ عددهم (1071) أديبا ,, وبعد أن انتهي ياقوت الحموي من فصلي الكتاب يبدأ بترجمة الأدباء , ابتداءا من آدم بن أحمد بن أسد الهروي , وانتهاء بآخر مترجم ، وهو : يونس بن إبراهيم الوفراوندي . وتتراوح الترجمة بين سطور قليلة إلى عشرات الصفحات . فقد كتب74صفحة في ترجمة أبي إسحاق الصابي و150 صفحة في ترجمة الصاحب بن عباد , و 87 صفحة في ترجمة الحسن بن عبد الله المرزباني النحوي و49 صفحة في أبي الفتح بن العميد و47 في أبي حيان التوحيدي و52 في عمر بن أحمد (ابن العديم) و 46 في الأمام محمد بن إدريس الشافعي و 54 صفحة في محمد بن جرير الطبري .. وآخر المترجمين ، وهو يونس بن إبراهيم كتب عنه ياقوت سطرا ونصف فقط , من أنه صنف : الشافي في علوم القرآن , والوافي في العروض والقوافي , وذكره ابن النديم في الفهرست , فكان أقل المترجمين حظا فيما كتب عنه . أما أوفرهم حظا فهو الصاحب بن عباد , حيث يمكن اعتبار ما كتبه عنه ياقوت كتابا كاملا بلغ 150 صفحة ..
|