المحكم لابن سيده عندما أوشكت طباعة هذا السفر الجليل أن تتم كنت أتحدث إلى أخي وصديقي الدكتور محمود محمد الطناحي - رحمه الله - فقال : في هذا الكتاب كنز لا يستخرج إلا بالفهارس ، ثم أخبرني أنه وضع تصورا مفيدا في صناعة فهارس المحكم وأنه سيقدمها لمعهد المخطوطات الذي تولى إصداره ليكلفوا من يرون كي يصنع الفهارس اللازمة المتنوعة وأحسب أنه ذكر اسم عالم جليل كان الأمل ولا يزال معقودا عليه في ذلك أن يشرف على الفهارس ويقدم توجيهاته السديدة في أثناء الإعداد ، ذلك الرجل هو الأستاذ العالم الجليل مصطفى حجازي ، ثم تم الكتاب وانقضت السنون طبع خلالها المحكم طبعتين إحداهما بتصوير طبعة المعهد في مجلدين فقط بلا فهارس وكان صدورها عن معهد المخطوطات . والأخرى تجارية لا تتسم بالتحقيق العلمي ومع ذلك لها فهارس قاصرة على أنواع محدودة وهي : فهرس آيات القرآن الكريم ، وفهرس الحديث الشريف ، وفهرس الأمثال ، وفهرس الشعر والأرجاز ، وفهرس المواد اللغوية . وهذا الأخير كان موزعا في أجزاء المعجم بحسبها . وإني أهيب بالمعهد الموقر أن ينشط لإتمام الكتاب الذي صدر في إحدى وأربعين سنة قبل أن ينقضي عمر آخر لجيل القراء المنتظرين والله الموفق والمعين .
|