هذا الكتاب منحول على الإمام الغزالي وليس من تأليفه
ما يلي منقول من كتاب"كتب الإمام الغزالي الثابت منها والمنحول " من تأليف الدكتور مشهد العلاف جزاه الله عنا كل خير: ___________________________ هذا الكتاب ليس للغزالي بل هو منحول عليه وقد اتفق الباحثون قطعاً على انه منحول. - يقول شاه عبد العزيز الدهلوي في كتابه "تحفة اثنا عشرية" ص 87 : "إن الكتاب منحول وليس للغزالي". - وكذلك يرى بدوي، وكذلك يرى المستشرقون مثل: جولديستهر وبويج ومكدونالد. (بدوي ص 271). واقول انه منحول على الغزالي من قبل الباطنية الإسماعيلية للأسباب الواضحة أدناه: 1 - قال الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" ج19 ص 328: "ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب "رياض الأفهام" في مناقب أهل البيت قال: ذكر أبو حامد في كتابه "سر العالمين وكشف مافي الدارين" ... وسرد كثيراً من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية وما أدري ما عذره في هذا؟ ... هذا إن لم يكن هذا وضع هذا، وما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لاتتطبب." وهذا يعني صراحة ان الإمام الذهبي يشك في نسبة الكتاب للإمام الغزالي، ويرى انه موضوع عليه ولايستبعد ان يكون سبط ابن الجوزي نفسه قد وضعه لقوله: "إن لم يكن هذا وضع هذا، وما ذاك ببعيد". 2 - يذكر المؤلف أبو العلاء المعري الشاعر ويقول: أنه أنشده لنفسه: "وانشدني المعري لنفسه وأنا شاب في صحبة يوسف بن علي شيخ الإسلام " (رسائل الغزالي ج6 ص 74 )، ثم يذكر بعض الأبيات الشعرية. ومن الحقائق التاريخية المعروفة ان المعري توفي سنة 448 للهجرة والغزالي ولد سنة 450 للهجرة فكيف أنشده لنفسه، ولانعلم ان المعري قد بعث من قبره قبل يوم النشور. أنظر بدوي ص 272 . 3 - يذكر الكاتب أبو العلاء المعري الشاعر بقوله: "وأنشد الشيخ أبو العلاء المعري لنفسه رحمه الله: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا إن العيون التي في طرفها مرض قتلننا ثم لم يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا" ( رسائل الغزالي ج6 ص 84 ) ويلاحظ على هذا النص خطأين تاريخيين: أولاً: أنه ذكر المعري بوصفه شيخاً ولايعقل أن فقيهاً كالغزالي يقول هذا، لاسيما وان المعري قد أُتّهِم بالزندقة وهو الذي قال : هفت النصارى وحنيفة ما أهتدت ويهود حارت والمجوس مضللة ثانياً: الأبيات الشعرية الثلاثة المذكورة أعلاه يدرك كل من له ثقافة عامة غير تخصصية وحتى الطالب في مرحلة الدراسة الثانوية أو التوجيهية أنها من شعر جرير وأنها ليست للمعري. 4 - يكرر المؤلف موضوع الإمامة وكل من الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما ويركز على النزاع بينهما وعدم أهلية معاوية للخلافة ، وهذا يقطع بأنها من دس الباطنية الأسماعيلية عليه . فالمؤلف يذكر على سبيل المثال في آخر الكتاب ما يلي: "وقد سمعت كلاماً لمعاوية إذ قال: هموا بمعالي الأمور لتنالوها ،فإني لم أكن للخلافة أهلاً فهممت بها فنلتها " (رسائل الغزالي ج6 ص 96) وهذا هو نفسه الذي ذكره المؤلف في بداية الكتاب: "كما قال معاوية رضي الله عنه : همّوا بمعالي الأمور لتنالوها ، فإني لم أكن للخلافة أهلاً فهممت بها فنلتها " (رسائل الغزالي ج6 ص 5 ) وتكرار هذا القول في فاتحة الكتاب وفي خاتمة الكتاب لم يأت اعتباطاً وانما جاء مقصوداً ومبيتاً للتقرير في الأذهان أن معاوية لم يكن للخلافة أهل، وهو ذم وان جاء وكأنه في سياق المدح. 5 - والرسالة عموماً تغلب عليها المسحة الشيعية التي تمتاز بالغلو في علي كرَّم الله وجهه، خذ على سبيل المثال هذا النص السقيم : "وأعجب من هذا الحديث حديث بلوقيا وعفان ، فحديثهما طويل، وإشارة منه كافية، فقد بلغ من سفرهما حتى وصلا إلى المكان الذي فيه سليمان، فتقدم بلوقيا ليأخذ الخاتم من أصبعه، فنفخ فيه التنين الموكل معه، فأحرقه فضربه عفان بقارورة فأحياه، ثم مد يده ثانية وثالثة فأحياه بعد ثلاث، فمد يده رابعة فاحترق وهلك فخرج عفان وهو يقول: أهلك الشيطان أهلك الشيطان، فناداه التنين: ادن أنت وجرب، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلا في يد محمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث، فقل له إن أهل الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك وفضل الأنبياء قبلك، فاختارك الله على الأنبياء، ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان فجئتك به، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه عليّاً فوضعه في أصبعه، فحضر الطير والجان والناس يشاهدون ويشهدون، ثم دخل الدمرياط الجني، وحديثه طويل، فلما كانوا في صلاة الظهر تصور جبرائيل عليه السلام بصورة سائل طائف بين الصفوف، فبينا هم في الركوع إذ وقف السائل من وراء علي عليه السلام طالباً، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلى السائل، فضجت الملائكة تعجباً، فجاء جبرائيل مهنياً وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم "ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" فأخبر النبي بذلك علياً فقال علي عليه السلام: ما نصنع بنعيم زائل، وملك حائل، ودنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب؟ فإن اعترض المفتي وقال: كيف قاتل معاوية على الدنيا؟ فالجواب أنه قاتل على حق هو له يصل به إلى حق؛ وأما التحكيم فباطل غير صحيح؛ لأن التحكيم إنما يكون على موجود ومحدود ومعروف ومعلوم غير مجهول؛ هذا فقه وشرع؛ ثم قولوا ما تريدون، فمن أراد أن ينظر في كشف ما جرى فيطلع في كتاب صنفته وسميته " كتاب نسيم التسنيم "، وفي قصص ذي القرنين كفاية، وكتاب رياض النديم لابن أبي الدنيا وانظر في كتاب الأقاليم، وانظر في كتاب المسالك والممالك، وكتب الماوردي الموصلي." (رسائل الغزالي ج6 ص 92 - 93 ) 6 - إن الكتاب مليء بالخرافات وماهو اخطر من ذلك ان الكتاب يحتوي على شرك واضح وعبادة للكواكب خذ مثالاً على ذلك : " المقالة الثامنة عشرة : في عزائم التسخير تقف أول ساعة من يوم السبت مستقبل الغرب بثياب سوداء وزرق بأبخرة مذكورة مثل اللبان والحرمل وقشور الرمان والخردل البري، ثم تقول في وقت سعيد من تثليث أو تسديس مناط إلى شرف فتقول: "أيها السلطان الأعظم والملك العرمرم، مالك الفلك التابعة له النجوم، الخاسف المزلزل: زحل أنت أشرف الكواكب وسيدها وقائدها ومؤيدها، أسألك أن تعطيني وأن تمنحني ما يصلح منك لي " وتقول يوم الأحد عند طلوع الشمس وأنت مستقبلها بهمة مصروفة إليها: " أيتها السيدة الرفيعة والملائكية المطيعة والمدبرة الكبيرة التي جادت بفيضها على الظلام فصارت نوراً، ذاتها طاهرة وسلطنتها قاهرة، أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي، واصرفي همتك إليَّ وأنت الملكة العزيزة .." (رسائل الغزالي ج6 ص 62 ) ثم يستمر الكاتب الى نهاية أيام الإسبوع لكل يوم كوكب يسأله بدل أن يسأل الله سبحانه وتعالى. وحاشا لعلماء المسلمين أن يخوضوا في مثل هذا .
|