البيان لمميزات الجامع لأحكام القرآن يعتبر كتاب الجامع لأحكلم القرآن للأمان القرطبي رحمه لله من اجل التفاسير وأعظمها نفعا وقد انكببت على دراسته لفترة طويلة فوجدته موسوعةفي الأحكام الشرعية المستنبطة من أدلتها من القرآن والسنة ولذا قال الذهبي رحمه الله :(ألف القرطبي تفسيرا فأتى فيه بكل عجيب). ومن مميزاته:
1ـ أنه ضم زخما كبيرا من المباحث العلمية جلها تندرج ضمن علوم الفرآن مثل ذكره لوجوه القراءات والاعراب والناسخ والمنسوخ كما يعرض لبيان الغريب من ألفاظ القرآن الكريم.
2ـ جمع الامام القرطبي في هذا التفسير الماتع آيات وأحاديث أحكام وأقوال اهل العلم في مسائل الأحكام ثم يستخلص منها الراجح عنده وبهذا النهج صار كتابه كتاب فقه قبل أن يكون كتاب تفسير
3ـ يلاحظ على الكتاب ايضا أنه يساير نهج ابن العربي في كتابه النفيس( أحكام القرآن) ولذا انبثقت اختياراته الفقهية من خلال تتبع مسار الدليل في كل المسائل الخلافية كما هو شأن الفقهاء فحشد حشدا من الأدلة والايرادات تدل على نقده النزيه ومناقشته العفيفة.
3ـ الى جانب ما ذكرت يلاحظ على منهج الامام في التفسير اتيانه بالشواهد اللغوية وقطوف من الشعر البليغ والأدب االماتع كما فعل اين جرير وهذا يدل على أن الامام كان بارعا في كل فن استطرد اليه أو تكلم فيه.
5ـ كما أسقط القرطبي من تفسيره جملة من القصص والتواريخ ليثبت عوضها الأحكام الشرعية المستنبطة من الكتاب والسنة مع أدلتها .
6ـ أما بالنسبة للأحاديث فجامعه يضم أحاديث صحيحة وحسنة وأخرى ضعية مع وجود الموضوع منها .
7ـ وفي تفسيره تعرض فيها لمسائل عقدية كان له فيها صولات وجولات يرد على المعتزلة والقدرية والفلاسفة وغلاة الصوفية وفي نفس المسار يؤخذ عليه من طرف بعض الباحثين أنه يؤول في بعض الصفات .
وأمتح ما فيه من مباحث علمية تلك التوطئة التي استهل بها جامعه النفيس حيث جعل من استهلاله ابوابا في ذكر فضائل القرآن وتفسيره وكيفية التعامل معه .
وبالجملة: فان القرطبي رحمه الله في تفسيره قد أجاد وأفاد في كل ما ذهب اليه من والعلوم والفنون المستطردة وأبان عن رسوخه وفضله في العلم .. جاز الله عنا علمانا وأعلامنا خيرا الجزاء وجمعنا الله واياهم في مستقر رحمته والحمد لله أولا وآخرا.
|