وهذه طبعة محققة أخرى قرأت كتاب العمدة في طبعته القديمة التي صدرت تحت عبارة ( حققه وشرح غوامضه وعلق عليه محمد محيي الدين عبد الحميد ) ، كان ذلك منذ أربعين سنة وكنا نراها درة العروس ، ثم وقعت في يدي الطبعة التي حققها أخي وصديقي الدكتور النبوي عبد الواحد شعلان ، وصدرت عن مكتبة الخانجي بالقاهرة ، في مجلدين ، فكانت القراة الثانية في شيء مختلف تماما عما قرأته منذ أربعة عقود ؛ من حيث جودة القراءة وتكميل النقص ومن حيث التعليق والتخريج والفهارس ، وتبين لي أن تعدد المخطوطات وحده لا يكفي في تقويم النص إذ لا بد من الرجوع إلى مصادر المؤلف التي نهل منها - ما أمكن ذلك - ووجدت وهما وقع فيه كل من انبرى يوما لتحقيق كتاب العمدة ، من ذلك اسم الكتاب نفسه وكذلك اسم( الأغاني ) فقد ظنوا جميعا أنه للأصفهاني ولما أرادوا رد النص المنقول عنه إلى أصله لم يجدوا النص في كتاب الأغاني ، وهذا شيء طبيعى لأن كتاب الأغاني الوارد في العمدة هو لإسحاق الموصلي المغني المشهور وليس للأصفهاني ، فالعنوان واحد بتسمية واحدة والكتابان مختلفان ، وكذلك بيتان نسبهما ابن رشيق للبستي وهما للبيني - كما حققه الأستاذ الجليل شاكر الفحام وتبناه الاأستاذ إبراهيم صالح فيما بعد في شعر أبي منصور البيني من جمعه وتحقيقه - ووجدت المحقق النبوي شعلان ينتقد جميع الطبعات السابقة المحققة وغير المحققة في دقة وعمق وقد قدم لتحقيقه بمقدمة موسعة دراسية نفيسة .
|