نقد على نقد
عنوان هذا الكتاب يوحي بنوع من الخصومة النقدية العنيفة التي احتدمت بين نقاد العراق والشام، ابتداء من عصر ضياء الدين بن الأثير الذي أثار هذه الزوبعة النقدية بكتابه المشهور: *المثل السائر*، مرورا بخصمه اللدود ابن أبي الحديد الذي كان أول من تصدى لتلك الزوبعة بكتاب ألفه في زمن قياسي ـ15 يوماـ سماه * الفلك الدائر على المثل السائر* وانتهاء بالصفدي في كتابه هذا * نصرة الثائر...*
وبالإضافة إلى ما في هذا الكتاب القيم من التعليقات والردود والموازنات الموفقة، في أغلب الأحيان، بين جهود الناقدين المتخاصمين: ابن الأثير وابن أبي الحديد،فقد تميز بآراء ومواقف جريئة وجديدة، أذكر منها على سبيل التمثيل فقط، مطالبته بجعل السرديات العربية كالمقامات ومايجري تحتها قسما مستقلا بذاته، واهتمامه بالفنون الجميلة كالرسم والمنمنمات، في علاقاتها المتشابكة مع الأدب..
بقي أن أشير إلى أن هذا الكتاب ربما يكون أول كتاب حقيقي في نقد النقد، فهو نقد على نقد قبل أن يكون كتاب بلاغة أوأي شئ آخر. عبد اللطيف المصدق.أستاذ باحث.
|