أرى أن كلا التعليقين قد ذكرا الخروج على أنه تهمة و أنه مذموم بإطلاق بينما نجد ابن حجر مثلا في تقريب التهذيب يقول بأن الخروج مذهب للسلف قديم ، و مما يدعم هذا أن الكثير من فضلاء السلف كانت لهم مواقف شجاعة في تصديهم للطغيان و الاستبداد ، حيث صدعوا بكلمة الحق عند السلطان الجائر ، بل أحيانا يصل الأمر إلى الخروج على الحاكم بالسيف عند توفر الضوابط و الشروط و تحقق المصالح و انتفاء الضرر و الموانع ، فأنا أرى أن ذم تراث الخوارج من نصوص أدبية و خطب و أشعار و مواعظ ليس في محله فأرجو الإنتباه لذلك ، و المقصود هو التفصيل دون الوقوع في الافراط أو التفريط ، فلا طالما قرأت كلمات هزت كياني و أجرت دموعي و بثت في الوعي السياسي -بلغة العصر- مع عدم انكار الغلو في كثير من النصوص كذلك في التحريض على سفك الدماء و هتك الاعراض و اشاعة الفتن