لايوجد تقسيم موحد للطبقة عند المؤلفين السابقين
ويجب أن ننبه هنا إلى أنه ابتداء من القرن الثامن أخذ المؤلفون فى ترتيب الوفيات على القرون ، وتخصيص مؤلفات لوفيات كل قرن مرتبة على حروف المعجم، وكان أسبقهم أبو شامة المقدسى المتوفى سنة 665هـ /1267م بكتابه : "الذيل على الروضتين " ، أو " تراجم رجال القرنين السادس والسابع "، ثم تبعه ابن حجر العسقلانى بكتابه "الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة " ، وشمس الدين السخاوى بكتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ".. وكان المؤهل الرئيسى لإدراج اسم شخص فى كتب الطبقات والتراجم هو مدى إسهامه فى أحد المظاهر الثقافية أو الفكرية المختلفة للمجتمع الإسلامى، على أن من أكبر عيوب التنظيم على الطبقات صعوبة العثور على الترجمة لغير المتمرسين بهذا الفن تمرسًا جيدا، فضلا عن عدم وجود تقسيم موحد للطبقة عند المؤلفين. ولكن عندما توفرت للمؤلفين مادة كافية لضبط تاريخ المواليد والوفيات إزداد عدد المؤلفين الذين ينظمون كتبهم الرجالية على الوفيات : (الوفيات لابن رافع السلامى ،وشذرات الذهب لابن العماد) وأصبح ذلك سمة هامة في تراجم العلام .. وإن أصبح الترتيب على حروف المعجم هو الأكثر شيوعا مثل : "الوافى بالوفيات " ،للصفدى المتوفى سنة 763 هـ "والمنهل الصافي ؛ لابن تغري بردي" ، ومؤلفات ابن حجر والسخاوي السابق الإشارة إليها. وأحيانا أخرى كان المؤلف يعمل في كتابه ، الذي جعله على الحوليات ، فبعد أن ينتهي من ذكر أحداث السنة ، يقوم بتنظيم وفيات هذه السنة ألفبتثائيا ؛ مثلما فعل شمس الدين الذهبي ، في : "تاريخ الإسلام " ، وابن كثير الدمشقي في : "البداية والنهاية" ، ثم تابعهم بقية العلماء على هذا المنهج ..
|