أهلاً و سهلاً في موقع الوراق - resource for arabic books
مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث

تستطيع هنا أن تناقش وجهة نظرك حول هذا الكتاب مع الآخرين
"ديوان الصبابة(المؤلف : ابن أبي حجلة)"

أدخل تعليقك
 
زهير ظاظا الإمارات العربية المتحدة  إداري 28 - أغسطس - 2005

وصف الوزير لسان الدين ابن الخطيب لدخول كتاب ديوان الصبابة إلى الأندلس
كتاب (روضة التعريف بالحب الشريف) من أشهر كتب الحب الإلهي، لا يضاهيه في موضوعه كتاب، وهو مطبوع غير مرة، منها نشرة محمد الكتاني في مجلدين، في (816) صفحة. وقد ألفه الوزير لسان الدين ابن الخطيب صاحب (الإحاطة في أخبار غرناطة) تلبية لرغبة الأمير أبي عبد الله ابن أبي الحجاج، وكان سبب تأليف الكتاب هو وصول كتاب (ديوان الصبابة) إلى الأندلس وافتتان الناس به، كما تجده في مقدمة كتابه (روضة التعريف) وقد نقلها المقري برمتها في ترجمته في (نفح الطيب) مع ما نقله من فصول الكتاب، واستغرقت الصفحات (1315 حتى 1337) من نشرة الوراق، وقد أسقطت منها الألقاب المطولة التي أسبغها لسان الدين على الأمير ابن أبي الحجاج، واكتفيت بذكر ما يخص كتاب (ديوان الصبابة) فقط. قال: ( لما ورد على هذه البلاد الأندلسية المحروسة .. (ديوان الصبابة) وهو الموضوع الذي اشتمل من أبطال العشاق على الكثير، واستوعب من أقوالهم الحديثة والقديمة كل نظيم ونثير، وأسدى في غزل غزله وألحم، ودل على مصارع شهدائهم من وقف وترحم، فصدق الخبر المخبر، وطمت اللجة التي لا تعبر، وتأرج من مسراه المسك والعنبر، وقالت العشاق عند طلوع قمره: الله أكبر: (مررت بالعشاق قد كبروا * وكان بالقرب صبي كريم ) (فقلت: ما بالهم? قال لي: * ألقي للحب كتاب كـريم) ولا غرو أن أقام بهذه الآفاق، أسواقَ الأشواق، وزاحم الزفراتِ في مسالك الأطواق، وأسال جواهرَ المدامع من بين أطباق تلك الحقاق، وفتك نسيمها الضعيف العهد والميثاق بالنفوس الرقاق... فوقع للحجة المصرية التسليم، وقالت ألسنة الأقلام معربة عن ألسنة الأقاليم: (سلمت لمصر في الهوى من بلد * يهديه هواؤه لدى استنشـاقـه) (من ينكر دعواي فقل عني لـه * تكفي امرأة العزيز من عشاقه) فغمر المحافل والمجالس، واستجلس الراكب واستركب الجالس، يدعو الأدب إلى مأدبته فلا يتوقف، ويلقي عصا سحره المصري فتتلقف، ما شئتَ من ترتيب غريب، وتطريب وبنان أريب، يشير إلى الشعر فتنقادُ إليه عيونُه، ويصيحُ بالأدب الشريد فتلبيه فنونُه. وَأُنْهِيَ خبرُهُ للعلوم المقدسة، ومداركِ العزِّ الموطدة المؤسسة، سما به الجدُّ صعداً إلى المجلس السلطاني مقرِّ الكمال، ومطمحِ الأبصار والآمال..... مولانا السلطان الإمام العالم العامل المجاهد أمير المسلمين (أبو عبد الله ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد) .... فخصته عينُ استحسانه أبقاه الله تعالى بلحظة لحظ، وما يلقاها إلا ذو حظ، (وصدرت إلي منه الإشارة الكريمة بالإملاء في فنه، والمنادمة على بنت دنه، وحسب الشحمَ من ذي ورم والله سبحانه يجعلني عند ظنه) ومتى قورن المثري بالمترب، أو وزن المشرق بالمغرب? شتان بين من تجلى الشمس منه فوق منصتها، وبين من يشره أفقه الغربي لابتلاع قرصتها. لكني امتثلت، ورشت ونثلت، ومكرهاً لا بطلاً مثلت، وكيف يتفرغ للتأليف، ويتبرع للوفاء بهذا التكليف، من حمل الدنيا في سن الكهولة على كاهله، وركض طرف الهوى بين معارفه ومجاهله، واشترى السهر بالنوم، واستنفد سواد الليل وبياض اليوم، في بعثٍ يُجَهَّزُ، وفرصةٍ تُنْهَزُ، وثغرٍ للدين يُسَدُّ، وأزرٍ للمُلك يُشَدُّ، وقصةٍ تُرفَع، ووساطةٍ تَنفع، وعدلٍ يَحرِصُ على بذله، وهوىً يَجهدُ في عذله، وكريمِ قومٍ يُنصَفُ من نَذْله، ودِينٍ تُزاح الشوائبُ عن سبله، وسياسةٍ تشهد للسلطان بنبله وإصابة نبله، ما بين سيف وقلم، وراحة وألم، وحرب وسلم، ونشر علم أو علم، وجيش يعرض، وعطاء يفرض، وقرضِ حسنِ لله تعالى يقرض، في وطنٍ تَوافرَ العدوُّ على حصرِه، ودارَ به دَوْرَ السوارِ على خصرِه، وملك قَصَرَ الصبرَ والتوكلَ على قصرِه، وعددٍ نسبتُه من العدد العظيم الطاقة، الشديد الإضاقة، نسبة الشعرة من جلد الناقة، وبالله نستدفع المكروه، وإليه نمد الأيدي ونصرف الوجوه. وسألت منه - أيده الله تعالى - القنوعَ بما يسره الوقت، مما لا يناله المقت، والذهاب بهذا الغرض لما يليق بالترب والسن، ويؤمن من اعتراض الإنس والجن، وما كنتُ ممن آثر على الجد والهزل، واعتاض من الغزل الرقيق الغزل بشيمة الجزل، ولا آنف من ذكر الهوى بعد أن خضت غماره، واجتنيت ثمارَه، وأقمتُ مناسكه ورميتُ جمارَه، وما أبرّئ نفسي إن النفس لأمارة، فالهوى أول تميمة قلدتني الداية، والتِرْبُ التي عرفتها في البداية، وأنا الذي عن عُروتِه نُبْتُ، وبُعثتُ إلى الرصافة لأرقَّ فذبتُ، إلى أن تبين الرشد من الغي، وصار النشر إلى الطي، وتصايح ولدان الحي، (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) كما منَّ عليَّ: (جزى الله عني زاجر الشيب خير ما * جزى ناصحاً فازت يداي بخـيره) (ألفت طريق الحب حتى إذا انتهـى * تعوضت حب الله عن حب غـيره) حال السواد بحال الفؤاد، وصوح المرعى فانقطعت الرواد، ونهاني ازورار خيال الزوراء، واتفات عاذل الشيب عن المقلة الحوراء، وكيف الأمان، وقد طلع منه النذير العريان، يدل على الخبر بخبره، وينذر بهاذم اللذات على أثره، ولله در القائل:( دعتني عيناك نحو الصـبـا * دعاء يردد في كل ساعـه) (فلولا، وحقك عذر المشيب * لقلت لعينيك: سمعاً وطاعه ) ولولا أن طيف هذا الكتاب الوارد طرق مضجعي وقد كاد يبدو الحاجب، ويضيع من الفرض الواجب، ويعجب من نوم الغفلة العاجب، لجريت معه في ميدانه، وعقدت بناني ببنانه، وتركت شاني وإن رغم الشاني لشانه، وقلت معتذراً عن التهويم في بعض أحيانه: (أهلاً بطيفـك زائراً أوعـائداً * تفديك نفسي غائباً أوشـاهـدا).. (يا من على طيف الخيال أحالني * أتظن جفني مثل جفنك راقـدا).. (ما نمت، لكن الخيال يلـم بـي * فيجله طرفي فيطرق ساجـدا).. ومن العصمة أن لا تجد، هلا قبل المشيب، ومع الزمن القشيب، وقبل أن تمخض القربة، وتبنى الخانقاه والتربة، وتؤنس باله الغربة، وعلى ذلك فقد أثر، وباء قلبي المعثر، اللهم لا أكثر: (وبدا له من بعد ما اندمل الهوى * برق تألق موهناً لمـعـانـه).. (يبدو كحاشـية الـرداء ودونـه * صعب الذرا متمنع أركـانـه).. (فبدا لينظر كيف لاح، فلم يطق * نظراً إليه ورددت أشجانـه).. (1) (فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه * والماء ما سمحت به أجفانـه).. وجعلت الإملاء على حمل مؤازرته أيده الله تعالى علاوة، وبعد الفراغ من ألوان ذلك الخوان حلاوة، وقلت أخاطب مؤلف كتاب الصبابة بما يعتمده جانب إنصافه، ويغطي على نقص إن وقع فيه كمال أوصافه: (يا من أدار من الصبابة بيننـا * قدحاً ينم المسـك مـن رياه).. (وأتى بريحان الحديث فكلمـا * سمح النديم براحـه حـياه).. (أنا لأهيم بذكر من قتل الهوى * لكن أهيم بذكر مـن أحـياه).. ___________ (1)كذا ورد هذا البيت في الأصل، والمشهور فيه (ورده سجّانه) وأخذ المتصوفة هذه القطعة وحوروها، ونسبوها إلى الحلاج، وجعلوا مكان (ورده سجانُه): (وصده سبحانه) !. وكتبوا عليها تخاميس سائرة. والقطعة في الأصل من شعر محمد بن صالح العلوي المتوفى نحو عام (250هـ) كما هو مذكور في معظم كتب الأدب، وانفرد داود الأنطاكي في (تزيين الأسواق) بذكر قصة القصيدة كاملة، وتسمية البنت التي كتبت فيها، وهي حمدونة بنت عيسى بن موسى، وقد تزوجها بعد خبر طويل، حكاه الأنطاكي، وأورد ثمانية أبيات، من القصيدة، وهي أطول رواية لها في كتب الأدب، ويضاف إليها بيتان، انفرد الصفدي بروايتهما، ولم يذكرهما الأنطاكي، وهما: (وبدا له أن الذي قد ناله * ما كان قدره له ديانه) (حتى اطمأن ضميره وكأنما * هتك العلايق عاملٌ وسنانه) قال: توفي سنة (255) أو سنة (252). وأما البيت الذي نتحدث عنه فلم يذكره أبو الفرج في روايته للقصيدة وقصتها، وسمى جماعة ممن غناها. وذكر الحميدي في (جذوة المقتبس) خبر غناء بعض الجواري بها في مجلس تميم أبي المعز بن باديس. وذكر الجاحظ القصة نفسها، وفيها البيت: (وهده هيجانه) مكان (ورده سجانه) وانظر ما كتبناه عن صاحب القصيدة في مجالس الوراق، عن طريق البحث عن اسمه في المجالس، وانظر ديوانه منشورا في الموسوعة الشعرية (نشرة المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي: الإصدار الثالث) والقصيدة فيه (13) بيتا.