أهلاً و سهلاً في موقع الوراق - resource for arabic books
مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث

تستطيع هنا أن تناقش وجهة نظرك حول هذا الكتاب مع الآخرين
"تاريخ ابن خلدون(المؤلف : ابن خلدون)"

أدخل تعليقك
 
زهير ظاظا الإمارات العربية المتحدة  إداري 29 - ديسمبر - 2011

ابن خلدون يحكي سبب تاليفه للكتاب
وإن فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأيام وجمعوها، وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها، وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل وهموا فيها أو ابتدعوها، وزخارف من الروايات المضعفة لفقوها ووضعوها، واقتفى تلك الآثار الكثير ممن بعدهم واتبعوها. وأدوها إلينا كما سمعوها، ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال ولم يراعوها، ولا رفضوا ترهات الأحاديث ولا دفعوها، فالتحقيق قليل، وطرف التنقيح في الغالب كليل، والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل، والتقليد عريق في الآدميين وسليل، والتطفل على الفنون عريض وطويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيم وبيل. والحق لا يقاوم سلطانه، والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، والناقل إنما هو يملي وينقل، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، والعلم يجلو لها صفحات الصواب ويصقل.
هذا وقد دون الناس في الأخبار وأكثروا، وجمعوا تواريخ الأمم والدول في العالم وسطروا.
والذين ذهبوا بفضل الشهرة والأمانة المعتبرة، واستفرغوا دواوين من قبلهم في صحفهم المتأخرة، هم قليلون لا يكادون يجاوزون عدد الأنامل، ولا حركات العوامل، مثل ابن إسحاق والطبري وابن الكلبي ومحمد بن عمر الواقدي وسيف بن عمر الأسدي والمسعودي وغيرهم من المشاهير، المتميزين عن الجماهير، وإن كان فى كتب المسعودي والواقدي من المطعن والمغمز ما هو معروف عند الأثبات، ومشهور بين الحفظة الثقات، إلا أن الكافة اختصتهم بقبول أخبارهم، واقتفاء سننهم في التصنيف واتباع آثارهم، والناقد البصير قسطاس نفسه في تزييفهم فيما ينقلون. أو اعتبارهم فللعمران طبائع في أحواله ترجع إليها الأخبار، وتحمل عليها الروايات والآثار. ثم إن أكثر التواريخ لهؤلاء عامة المناهج والمسالك، لعموم الدولتين صدر الإسلام في الآفاق والممالك، وتناولها البعيد من الغايات في المآخذ والمتارك.
ومن هؤلاء من استوعب ما قبل الملة من الدول والأمم، والأمر العمم، كالمسعودي ومن نحا منحاه.
وجاء من بعدهم من عدل عن الإطلاق إلي التقييد، ووقف في العموم والإحاطة عن الشأو البعيد، فقيد شوارد عصره، واستوعب أخبار أفقه وقطره، واقتصر على أحاديث دولته ومصره. كما فعل أبوحيان مؤرخ الأندلس والدولة الأموية بها، وابن الرقيق مؤرخ إفريقية والدول التي كانت بالقيروان.
ثم لم يأت من بعد هؤلاء إلا مقلد وبليد الطبع والعقل أو متبلد ينسج على ذلك المنوال، ويحتذي منه بالمثال، ويذهل عما أحالته الأيام من الأحوال، واستبدلت به من عوائد الأمم والأجيال.
فيجلبون الأخبار عن الدول، وحكايات الوقائع في العصور الأول، صوراً قد تجردت عن موادها، وصفاحاً انتضيت من أغمادها، ومعارف تستنكر للجهل بطارفها وتلادها، إنما هي حوادث لم تعلم أصولها، وأنواع لم تعتبر أجناسها ولا تحققت فصولها،
يكررون في موضوعاتهم الأخبار المتداولة بأعيانها، اتباعاً لمن عني من المتقدمين بشأنها، ويغفلون أمر الأجيال الناشئة في ديوانها، بما أعوز عليهم من ترجمانها، فتستعجم صحفهم عن بيانها.
ثم إذا تعرضوا لذكر الدولة نسقوا أخبارها نسقاً، محافظين على نقلها وهماً أو صدقاً لا يتعرضون لبدايتها، ولا يذكرون السبب الذي رفع من رايتها، وأظهر من آيتها، ولا علة الوقوف عند غايتها فيبقى الناظر متطلعاً بعد إلى افتقاد أحوال مبادىء الدول ومراتبها، مفتشاً عن أسباب تزاحمها أو تعاقبها، باحثاً عن المقنع في تباينها أوتناسبها، حسبما نذكر ذلك كله في مقدمة الكتاب.
ثم جاء آخرون بإفراط الاختصار، وذهبوا إلى الاكتفاء بأسماء الملوك والاقتصار، مقطوعة عن الأنساب والأخبار، موضوعة عليها أعداد أيامهم بحروف الغبار، كما فعله ابن رشيق في ميزان العمل، ومن اقتفى هذا الأثر من الهمل. وليس يعتبر لهؤلاء مقال، ولا يعد لهم ثبوت ولا انتقال، لما أذهبوا من الفوائد، وأخلوا بالمذاهب المعروفة للمؤرخين والعوائد.
ولما طالعت كتب القوم، وسبرت غور الأمس واليوم، نبهت عين القريحة من سنة الغفلة والنوم، وسمت التصنيف من نفسي وأنا المفلس، أحسن السوم. فأنشأت في التاريخ كتاباً، رفعت به عن أحوال الناشئة من الأجيال حجاباً، وفصلته في الأخبار والاعتبار باباً باباً،
وأبديت فيه لأولية الدول والعمران عللاً وأسباباً وبنيته على أخبار الأمم الذين عمروا المغرب في هذه الأعصار، وملؤوا أكناف النواحي منه والأمصار، وما كان لهم من الدول الطوال أو القصار، ومن سلف من الملوك والأنصار، وهم العرب والبربر، إذ هما الجيلان اللذان عرف بالمغرب مأواهما، وطال فيه على الأحقاب مثواهما، حتى لا يكاد يتصور فيه ما عداهما، ولا يعرف أهله من أجيال الآدميين سواهما.
فهذبت مناحيه تهذيباً، وقربته لأفهام العلماء والخاصة تقريباً، وسلكت في ترتيبه وتبويبه مسلكاً غريباً، واخترعته من بين المناحي مذهباً عجيباً وطريقة مبتدعة وأسلوباً. وشرحت فيه من أحوال العمران والتمدن، وما يعرض في الاجتماع الإنساني من العوارض الذاتية ما يمتعك بعلل الكوائن وأسبابها، ويعرفك كيف دخل اهل الدول من أبوابها، حتى تنزع من التقليد يدك، وتقف على أحوال ما قبلك من الأيام والأجيال ما بعدك.
ورتبتة على مقدمة وثلاثة كتب:
المقدمة: في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع بمغالط المؤرخين.
الكتاب الأول: في العمران وذكر ما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الفلك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم وما لذلك من العلل والأسباب.
الكتاب الثاني: في أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ مبدإ الخليقة إلى هذا العهد، وفيه الإلماع ببعض من عاصرهم من الأمم المشاهير ودولهم مثل النبط والسريانيين والفرس وبني إسرائيل والقبط واليونان والروم والترك والإفرنجة.
الكتاب الثالث: في أخبار البربر ومن إليهم من زناتة وذكر أوليتهم وأجيالهم وما كان لهم بديار المغرب خاصة من الملك والدول.
ثم كانت الرحلة إلى المشرق لاجتلاء أنواره، وقضاء الفرض والسنة في مطافه ومزاره، والوقوف على آثاره في دواوينه وأسفاره، فأفدت ما نقص من أخبار ملوك العجم بتلك الديار، ودول الترك فيما ملكوه من الأقطار، وأتبعت بها ما كتبته فى تلك الأسطار، وأدرجتها في ذكر المعاصرين لتلك الأجيال من أمم النواحي، وملوك الأمصار والضواحي، سالكاً سبيل الاختصار والتلخيص، مفتدياً بالمرام السهل من العويص، داخلاً من باب الأسباب على العموم إلى الأخبار على الخصوص.
 فاستوعب أخبار الخليقة استيعاباً، وذلك من الحكم النافرة صعاباً، وأعطى لحوادث الدول عللاً وأسباباً، ؤأصبح للحكمة صواناً وللتاريخ جراباً.
ولما كان مشتملاً على أخبار العرب والبربر، من أهل المدن والوبر، والإلماع بمن عاصرهم من الدول الكبر، وأفصح بالذكرى والعبر، في مبتدإ الأحوال وما بعدها من الخبر، سميته:
كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
ولم أترك شيئاً في أولية الأجيال والدول، وتعاصر الأمم الأول، وأسباب التصرف والحول، في القرون الخالية والملل، وما يعرض في العمران من دولة وملة، ومدينة وحلة، وعزة وذلة، وكثرة وقلة، وعلم وصناعة، وكسب وإضاعة، وأحوال متقلبة مشاعة، وبدو وحضر، وواقع ومنتظر، إلا واستوعبت جمله، وأوضحت براهينه وعلله.
 فجاء هذا الكتاب فذا بما ضمنته من العلوم الغريبة، والحكم المحجوبة القريبة. وأنا من بعدها موقن بالقصور، بين أهل العصور، معترف بالعجز عن المضاء، في مثل هذا القضاء، راغب من أهل اليد البيضاء، والمعارف المتسعة الفضاء، النظر بعين الانتقاد لا بعين الارتضاء، والتغمد لما يعثرون عليه بالإصلاح والإغضاء. فالبضاعة بين أهل العلم مزجاة، والاعتراف من اللوم منجاة، والحسنى من الإخوان مرتجاة، والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وهو حسبي ونعم الوكيل.
وبعد أن استوفيت علاجه، وأنرت مشكاته للمستبصرين وأذكيت سراجه، وأوضحت بين العلوم طريقه ومنهاجه، وأوسعت في فضاء المعارف نطاقه، وأدرت سياجه، أتحفت بهذه النسخة منه خزانة مولانا السلطان الإمام المجاهد، الفاتح الماهد، المتحلي منذ خلع التمائم ولوث العمائم، بحلى القانت الزاهد، المتوشح من زكاء المناقب والمحامد، وكرم الشمائل والشواهد، بأجمل من القلائد، في نحور الولائد، المتناول بالعزم القوي الساعد والجد المؤاتي المساعد، والمجد الطارف والتالد، ذوائب ملكهم الراسي القواعد، الكريم المعالي والمصاعد، جامع أشتات العلوم والفوائد، وناظم شمل المعارف الشوارد، ومظهر الآيات الربانية، في فضل المدارك الإنسانية، بفكره الثاقب الناقد، ورأيه الصحيح المعاقد، النير المذاهب والعقائد، نور الله الواضح المراشد، ونعمته العذبة الموارد، ولطفه الكامن بالمراصد للشدائد، ورحمته الكريمة المقالد، التي وسعت صلاح الزمان الفاسد، واستقامة المائد من الأحوال والعوائد، وذهبت بالخطوب الأوابد، وخلعت على الزمان رونق الشباب العائد، وحجته التي لا يبطلها إنكار الجاحد ولا شبهات المعاند، أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز ابن مولانا السلطان الكبير المجاهد المقدس أمير المؤمنين، أبي الحسن ابن السادة الأعلام من بني مرين.
الذين جددوا الدين، ونهجوا السبيل للمهتدين، ومحوا آثار البغاة المفسدين. أفاء الله على الأمة ظلاله، وبلغه في نصر دعوة الإسلام آماله. وبعثته إلى خزانتهم الموقفة لطلبة العلم بجامع القرويين من مدينة فاس حاضرة ملكهم، وكرسي سلطانهم، حيث مقر الهدى، ورياض المعارف خضلة الندى، وفضاء الأسرار الربانية فسيح المدى، والإمامة الكريمة الفارسية العزيزة إن شاء الله بنظرها الشريف، وفضلها الغني عن التعريف، تبسط له من العناية مهاداً، وتفسح له في جانب القبول آماداً، فتوضح بها أدلة على رسوخه وأشهاداً. ففي سوقها تنفق بضائع الكتاب، وعلى حضرتها تعكف
ركائب العلوم والآداب، ومن مدد بصائرها منيرة نتائج القرائح والألباب. والله يوزعنا شكر نعمتها، ويوفر لنا حظوظ المواهب من رحمتها، ويعيننا على حقوق خدمتها، ويجعلنا من السابقين في ميدانها، المجلين في حومتها، ويضفي على أهل إيالتها، وما أوى من الإسلام إلى حرم عمالتها، لبوس حمايتها وحرمتها وهو سبحانه المسؤول أن يجعل أعمالنا خالصة في وجهتها، بريئة من شوائب الغفلة وشبهتها، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 
 
زهير ظاظا الإمارات العربية المتحدة  إداري 10 - نوفمبر - 2011

تتمة قصة الكتاب كما رواها ابن خلدون
هل غير بابك للغريب مؤمل         أو عن جنابك للأماني معدل
انظر بقية القصيدة وتعداد أبياتها (101) : قال : ومنها في ذكر الكتاب المؤلف لخزانته:
وإليك من سير الزمان وأهله         عبراً يدين بفضلها من يعدل
صحفاً تترجم عن أحاديث الألى         غبروا فتجمل عنهم وتفصل
تبدي التبابع والعمالق سرها         وثمود قبلهم وعاد الأول
والقائمون بملة الإسلام من         مضر وبربرهم إذا ما حصلوا
لخصت كتب الأولين لجمعها         وأتيت أولها بما قد أغفلوا
وألنت حوشي الكلام كأنما         شرد اللغات بها لنطقي ذلل
أهديت منه إلى علاك جواهراً         مكنونة وكواكباً لا تأفل
وجملته لصوان ملكك مفخرا         يبأى الندي به ويزهو المحفل
والله ما أسرفت فيما قلته         شيئاً ولا الاسراف مما يجمل
ولأنت أرسخ في المعارف رتبة         من أن يموه عنده متطفل
فملاك كل فضيلة وحقيقة         بيديك تعرف وضعها إن بدلوا
والحق عندك في الأمور مقدم         أبداً فماذا يدعيه المبطل
والله أعطاك التي لا فوقها         فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل
أبقاك ربك للعباد تربهم         فالله يخلقهم ورعيك يكفل
 
 
زهير ظاظا الإمارات العربية المتحدة  إداري 10 - نوفمبر - 2011

قصة الكتاب كما رواها ابن خلدون
قال ابن خلدون يروي قصة رجوعه إلى السلطان أبي العباس بتونس والمقام بها:
(ولما نزلت بقلعة ابن سلامة بين أحياء أولاد عريف، وسكنت منها بقصر أبي بكر بن عريف الذي اختطه بها، وكان من أحفل المساكن وأوثقها. ثم طال مقامي هنالك، وأنا مستوحش من دولة المغرب وتلمسان، وعاكف على تأليف هذا الكتاب، وقد فرغت من مقدمته إلى أخبار العرب والبربر وزناتة، وتشوفت إلى مطالعة الكتب والدواوين التي لا توجد إلا بالأمصار، بعد أن أمليت الكثير من حفظي، وأردت التنقيح والتصحيح، ثم طرقني مرض أوفى بي على الثنية، لولا ما تدارك من لطف الله، فحدث عندي ميل إلى مراجعة السلطان أبي العباس، والرحلة إلى تونس، حيث قرار آبائي ومساكنهم، وآثارهم، وقبورهم، فبادرت إلى خطاب السلطان بالفيئة إلى طاعته والمراجعة، وانتظرت، فما كان غير بعيد، وإذا بخطابه وعهوده بالأمان، والاستحثاث للقدوم، فكان الخفوف للرحلة، فطعنت عن أولاد عريف مع عرب الأخضر من بادية رياح، كانوا هنالك ينتجعون الميرة بمنداس. وارتحلنا في رجب سنة ثمانين، وسلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب.
ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفار، الضيعة التي اختطها بالزاب، فرحلتهم معي إلى أن نزلنا عليه بضاحية قسنطينة، ومعه صاحبها الأمير إبراهيم بن السلطان أبي العباس بمخيمه، وفي عسكره فحضرت عنده، وقسم لي من بره، وكرامته فوق الرضى. وأذن لي في الدخول إلى قسنطينة، وإقامة أهلي في كفالة إحسانه، بينما  أصل إلى حضرة أبيه. وبعث يعقوب بن علي معي ابن أخيه أبي دينار في جماعة من قومهم.
وسرنا إلى السلطان أبي العباس، وهو يومئذ قد خرج من تونس في العساكر إلى بلاد الجريد، لاستنزال شيوخها عن كراسي الفتنة التي كانوا عليها، فوافيته بظاهر سوسة، فحيا وفادتي، وبر مقدمي، وبالغ في تأنيسي، وشاورني في مهمات أموره، ثم ردني إلى تونس، وأوعز إلى نائبه بها مولاه فارح بتهيئة المنزل، والكفاية في الجراية، والعلوفة، وجزبل الإحسان، فرجعت إلى تونس في شعبان من السنة، وآويت إلى ظل ظليل من عناية السلطان وخرمته، وبعثت عن الأهل والولد، وجمعت شملهم في مرعى تلك النعمة، وألقيت عصا التسيار، وطالت غيبة السلطان إلى أن افتتح أمصار الجريد، وذهب فلهم في النواحي، ولحق زعيمهم يحيى بن يملول ببسكرة، ونزل على صهره ابن مزني، وقسم السلطان بلاد الجريد بين ولده، فأنزل ابنه محمد المنتصر بتوزر، وجعل نفطة، ونفزاوة من أعماله، وأنزل ابنه أبا بكر بقفصة، وعاد إلى تونس مظفراً، ماهداً، فأقبل علي، واستدناني لمجالسته، والنجي في خلوته، فغص بطانته بذلك، وأفاضوا في السعايات عند السلطان فلم تنجح، وكانوا يعكفون على إمام الجامع، وشيخ الفتيا، محمد بن عرفة، وكانت في قلبه نكتة من الغيرة من لدن اجتماعنا في المربى بمجالس الشيوخ، فكثيراً ما كان يظهر شفوفي عليه، وإن كان أسن مني، فاسودت تلك النكتة في قلبه، ولم تفارقه. ولما قدمت تونس انثال علي طلبة العلم من أصحابه وسواهم، يطلبون الإفادة والاستغال، واسعفتهم بذلك، فعظم عليه. وكان يسم التنفير إلى الكثير منهم فلم يقبلوا، واشتدت غيرته، ووافق ذلك اجتماع البطانة إليه، فاتفقوا على شأنهم في التأليب علي، والسعاية بي، والسلطان خلال ذلك معرض عنهم في ذلك، وقد كلفني بالإكباب على تأليف هذا الكتاب لتشوفه إلى المعارف والأخبار، واقتناء الفضائل، فأكملت منه أخبار البربر، وزناته. وكتبت من أخبار الدولتين وما قبل الإسلام ما وصل إلي منها، وأكملت منه نسخة رفعتها إلى خزانته، وكان مما يغرون به السلطان علي، قعودي عن امتداحه، فإني كنت قد أهملت الشعر وانتحاله جملة، وتفرغت للعلم فقط، فكانوا يقولون له إنما ترك ذلك استهانة بسلطانك، لكثرة امتداحه للملوك قبلك، وتنسمت ذلك عنهم من جهة بعض الصديق من بطانتهم، فلما رفعت له الكتاب، وتوجته باسمه، أنشدته ذلك اليوم، هذه القصيدة أمتدحه، وأذكر سيره وفتوحاته، وأعتذر عن انتحال الشعر، وأستعطفه بهدية الكتاب إليه، وهي هذه:
 
 
عبد العزيز غوردو المغرب  كاتب 17 - فبراير - 2007

عودة إلى ابن خلدون
أحيل كل من يهتم بالفكر الخلدوني على موقع مجلة أقلام الثقافية، الإلكترونية،
 
موضوع مطول، من ثلاث حلقات تحت عنوان: عودة إلى ابن خلدون... أرجو أن يجد فيه المهتمون ضالتهم...
 
 
said benqailane الإمارات العربية المتحدة  إداري 6 - أغسطس - 2006

افتراءات لا أساس لها من الصحة حول ابن خلدون
طالعنا الباحث الأستاذ محمود اسماعيل عن رؤية لا أساس لها من الصحة حول ابن خلدون بحيث يزعم أنه  أخذ معظم أفكاره سرقة عن إخوان الصفا وخاصة في مسألة العمران البشري جوهر فكر ابن خلدون وهو في ذلك واهم ومغلط بعيد كل البعد عن الحقيقة وهذا أمر يحتاج الكثير من القول لإثبات بطلان افتراءاته لا يتسع المقام لها هنا إنما فضلت إثارتها والإشارة إليها حتى يحذر القارئ من افتراءات هذا الباحث كما أشير الى أن ابن خلدون ليس عالم اجتماع وإنما هو فيلسوف تاريخ فلا يجوز استئصاله من بيئته وثقافته لتطرح عليه قضايا ومشاكل القرن 19 الميلادي قرن تأسيس علم الإجتماع مع أوغست كونط وإميل دوركايم وسان سيمون وماكس فييبر كما أن هذا القول يستدعي هو الآخر تفصيلا وتدقيقا لا يتسع المقام إليه هنا ونعدكم أن ينشر قريبا على إحدى المواقع الفكرية بحول الله. 
 
اسماعيل نوري الربيعي كندا  أستاذ جامعي 4 - مارس - 2006

النص الخلدوني والتحولات _ د.إسماعيل نوري الربيعي

القراءة التاريخية في الفكر الخلدوني

النص التاريخي وقياس التحولات

د.إسماعيل نوري الربيعي-قسم العلوم الاجتماعية- كلية الآداب- جامعة البحرين

ما هي الآليات التي تميز مدخل المقدمة الموسوم(( في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط والأوهام وذكر شيء من أسبابها))، هذا بحساب أن القراءة هنا تتطلع نحو استجلاء ملامح التشكيلة الخطابية التي يشتغل فيها الخطاب التاريخي الخلدوني، من حيث الشكل الذي تتبدى فيه، وامكانية توافقها مع عنصر التطور الزماني وقدرتها على تكوين الصلة والعلاقة مع المجمل من الكلمات، التي يكون لها القدرة على الافصاح والتعبير عن الفكرة التي تتم معالجتها.استنادا إلى وحدة العبارة التي تحيل إلى ذات الموضوع الواحد، وطريقة تجسيد العبارات التاريخية ضمن الوحدة لخطابية، القادرة على استيعاب طبيعة التحولات المستمرة ضمن فضاء الوعي التاريخي.انطلاقا من التطلع نحو مراعاة الشكل والتسلسل والترابط و مستوى الانسجام القائم بين المصطلحات والفرضيات التي يقوم عليها النص.هذا مع أهمية التنبه إلى أن الوصف الذي يحوزه النص لابد أن يعيش لحظات التبدل والتغير انطلاقا من الوعي بالمتغيرات التي تطرأ على المقاييس التي يتم بها استقاء المعلومات(1)، وطريقة الوقوف عليها.وإذا كانت الموجهات في لحظة زمنية تفرض بحضورها على النص من خلال الحضورية الفائقة لبعض العبارات التي تحاول تحديد المفاهيم والسعي إلى فرضها ضمن المنظومة المتداولة، فإن القيمة التعبيرية للأفكار تبقى شديدة التعالق بين الصورة الجديدة التي تتبدى عليه، وأصل الإشتقاق من المفهوم الأساسي الذي ارتكزت عليه.هذا بالإضافة إلى طبيعة الأشكال التي تتبدى عليها وحدة المضامين الفكرية، تلك التي تكون بالعادة عرضة لتسرب الخيارات والميول والاتجاهات(2)، لا بحساب التشابه والثبات وفقط ، بقدر ما يكون أهمية الاختلاف حاضرا فيها والذي يكون بمثابة الحافز والموجه نحو بقاء النص وقدرته على الاستمرار.

التاريخ بوصفه علما

يترصد موضوع التاريخ، الذي يعنونه إبن خلدون علما، فيما يؤكد عليه في المتن بوصفه فنا، في تكرار توكيدي(( أن فن التاريخ فن عزيز المذهب)) ص 41 . ولعل الوقوف على التباين اللفظي بين مفردتي العلم والفن ، يفصح عن طبيعة الموجه القرائي، وحالة التمثل التي يبرزها الخطاب خلال لحظة المعنى المتداول لمفردتي العلم والفن، حتى أن العرب كانت تصف العلم الميكانيك بفن الحيل على سبيل المثال. وإبن خلدون في ترسيم موضوعه لا يتوان من توصيف موضوعه بــ العزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية،يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسيرهم.فيما يتم تحديد الغاية، من خلال ما تفصح عنه الذات حول إتمام فائدة الاقتداء لمن يرومه(( أي التاريخ)) في أحوال الدين والدنيا.وهكذا يتبدى محور الرغبة الذي يحدده مجال العلاقة القائمة بين الذات تلك التي تعبر عنها فائدة الاقتداء التي يشير إليها إبن خلدون،  والموضوع الذي يتمثل بعلم أو فن التاريخ.ومن هذه العلاقة يمكن الوقوف على المدى الذي يبرز مجال حركة الخطاب، باعتبار الوقوف على مصدر وقصدية تلك الحركة.أو التمكن من تحديد مجال النفي والإثبات للموضوع. بل أن المهم في توزيع العلاقة القائمة هنا ، إنما تنطوي على طبيعة العلاقة التي تترصدها الذات عبر الموضوع، ذلك الذي يمنحها الفاعلية وقوة الحضور والتأثير.فيما يحضر التوزيع لعناصر الموضوع والذي يقود إلى تشخيص معالم النفي أو الإثبات، أو تحديد مجال التحولات الإيجابية أم السلبية. وتبقى الذات بمثابة أداة التحريك للنموذج فيما يحوط الموضوع المزيد من الغموض باعتبار ارتباطه بالرغبة القصدية.حيث الملفوظ الذي يبقى مؤديا دور عملية الاتصال أو الانفصال وما يمكن أن يبرزه السرد من وضع سجالي في مجال توزيع العلاقات بين العناصر أو استبدالها ببعضها الآخر.ومن هذه الرغبة تتجلى معالم القصدية التي تحكم الأفعال الواعية التي تقوم عليها اتجاهات الموضوع والمتمثل بـ علم التاريخ.

 
 
محمد الغزالي الإمارات العربية المتحدة  إداري 4 - ديسمبر - 2005

ابن خلدون : المفكر العبقري
إني أحسب أن ابن خلدون من أولائك القلة الذين تركوا بصمات واضحة على صفحة التاريخ , و رحلوا عن هذه الدنيا فقط بأجسامهم , أما أفكارهم , وأما آراؤهم فهي باقية ما بقي العقل الإنساني يبحث و يفكر و يتأمل أسرار الوجود من حوله... و إني أحسب ثانيا أن ابن خلدون قد جاء متأخرا في وقته , فإن العلم العظيم الذي اكتشفه _ علم الإجتماع أو كما سماه هو علم العمران _ كان الأحرى اكتشافه قبل ذلك أول ما بدأ المسلمون في تصنيف العلوم , و ترتيب المعارف , و أناأعتقد لو أن المسلمين اهتموا بهذا الفن لكانوا خطووا خطوات واسعة في التاريخ , و حققوا نجاحات عظيمة في مسيرة الحضارة... و إني أحسب ثالثا أن ابن خلدون بالرغم من كل المطاعن , و الإنتقادات التي وجهت إليه , و بالرغم من كل ما يقوم به البعض من الحط من أفكاره و عبقريته الفذه _ سيظل ابن خلدون حيا بأفكاره , و عظيما بعبقريته , و كبيرا بآرائه, فإن العظيم من عدت زلاته و حسبت عثراته.    
 
ا حمد با با نا العلوى المغرب  إداري 29 - مايو - 2005

ا بن خلدون شصية فذة
يبدؤ لى ان صاحب التعليق ليس على اطلاع جيد على فكر ابن خلدؤن وما كتب حوله بحيث يمكن القل ان ما كتب عنه غربا وشرقا اصبح يشكل مكتبة وهذا الا هتمام من طرف جها بذة الدارسين لدليل خلى ان الرجل فعلا كان عبقريا ا ما كونه ا خذ عن اخوان الصفا كما او رد ذالك محمود اسصا عيل فليس صحيحا لان ابن خلدون وضع منهجاا صيلا لعلم العمران البشرى وهذا ما لميتطرق له ا خوان الصفا اما فيما يخص تقلباته السياسية فان الدارس لعصر ابن خلدون يدرك ان احوال العصر هى التى كانت شديدة التقلب و ان اى شخصية عاشت فى ذالك العصر لا بد من ان تصاب بلوثه وهذا من طبيعة الا جتماع بقت فكرة تتعلق هل كان فعلا رائدا لعلم الاجتماع نعم كان رائدالعلم العمران البشرى وهو اوسع واشمل من علم الاجتماع الحديث. 
 
mahamed abraheem الإمارات العربية المتحدة  إداري 7 - أبريل - 2005

ابن خلدون وعلم الاجتماع
يرى البعض ان بن خلدون لايعتبر عالم اجتماع وان مقدمته وارائه فى علم اجتماع المعرفه انما نجد لها صدى فى رسائل اخوان الصفا فهو اقتبس منها مقدمته بالاضافه الى ان شخصيه ابنة خلدون شخصيه مريبه كانت دائما تتودد الى السلطان وانه اشترك فى مجموعه من المؤمرات من اجل الوصول الى اغراضه السياسيه فكيف تكون له مصداقيه.