ملاحظات هامة حول شرح وتحقيق كتاب الأوائل للطبراني
كتاب الأوائل للحافظ أبي القاسم ، سليمان بن أحمد الطبراني (المتوفى سنة 360هـ) ، وهو صاحب المعاجم الحديثية الكبرى الثلاثة :
1- المعجم الكبير ، وهو مطبوع في خمس وعشرين مجلدا .
2- المعجم الأوسط ، وهو مطبوع في عشرة مجلدات .
3- المعجم الصغير ، وهو مطبوع في خمسة مجلدات .
وانظر ثبت مؤلفاته في مقدمة تحقيقنا ، لكتابه الأوائل من (18-22) .
وكتاب الأوائل للطبراني يختلف عن غيره من كتب الأوائل السابقة واللاحقة ، التي لم تكن تفرق بين أوائل التاريخ ، والأوائل العامة ، وأوائل الحديث .
أما كتاب الطبراني هذا فإنه يمكن أن يوصف بأنه متخصص بأوائل الحديث والأثر ، وفيه ميزة أخرى ، أوجبها كونه يعنى بالحديث ، وهي أنه موصول السند ، من الطبراني إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- ، أو إلى أحد صحابته – رضوان الله عليهم- كعادة رجال الحديث في مصنفاتهم الحديثية ، ولا سيما أن الطبراني واحد منهم .
يضم الكتاب بين ضفتيه ثمانية وثمانين حديثا وأثرا ، مبدؤها بأول شيء خلقه الله تعالى ، وهو القلم ؛ وآخرها ، وهو أول حي آلف مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .
والكتاب يعد من أقدم ما وصلنا من كتب الأوائل ، وهو على صغر حجمه ، عظيم النفع ، كبير الفائدة ، ففيه بغية كثير من شرائح القراء .
فالقارئ العادي يقرأ فيه طرفا نافعا من علوم مختلفة في الدين والتاريخ .
وعالم الحديث يجد فيه جزء من الحديث ؛ نظرا لأن أكثر هذه الأوائل مسندة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- .
وعالم التاريخ ، وعالم البلدان يجدان فيه ذكرا لحوادث تاريخية ، أو أسماء مواضع محددة ، مثل :
أول مسجد بني في الإسلام ............. إلى آخر ذلك من الفوائد النافعة . وهذا الكتاب على جلالة قدره ، وعظيم فائدته ، لم يحظ بالحظوة التي تليق به ، فقد نشر سابقا نشرة سقيمة ، ملحقا بكتاب :
الوسائل إلى مسامرة الأوائل ، لجلال الدين السيوطي .
وهذه الطبعة مشوهة ، بعيدة كل البعد عن الأصول العلمية في نشر نصوص التراث العربي والإسلامي .
ولهذا استخرت الله ، وقمت بتحقيقه اعتمادا على أصل مخطوط محفوظ في المتحف البريطاني ، وقد صدر في 250 صفحة ، طبع دار الجيل في بيروت سنة 1413هـ =1992م .
|