التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية (المؤلف : عبد الغني النابلسي) أشهر الرحلات الطرابلسية. وتمثل الحلقة الألمع في سلسلة الرحلات إلى طرابلس الشام، والتي قام بها كل من الحسن البوريني ورمضان العطيفي وإبراهيم الخياري، ويحيى بن أبي الصفا المعروف بابن محاسن، وآخرها رحلة محمد رفيق التميمي وصديقه محمد بهجت الحلبي، وقد سجلا مشاهداتهما في كتاب (ولاية بيروت: القسم الشمالي 1917م).
وكان المستشرق الألماني هريبرت بوسه في مقدمة المحرضين على نشرها عام 1971م في مجلة (الإسلام) وهي المجلة التي أنشأها الوزير (كارل هنريخ بيكر) للجمعية الشرقية الألمانية في هامبورغ سنة 1913م وتهتم بنقد أهم الآثار التاريخية.
ويعود اهتمام المستشرقين الألمان بتراث النابلسي إلى منتصف القرن (19) وفي مقدمتم: فلوجل، وجيلد ماستر، وفيلهلم الورد، وفون كريمر، وبروكلمان، وهارتمان. (انظر ملخصاً عن عنايتم بالنابلسي في مجلة العرب السنة 7 ص606) وفيها (ص550 و669) بحث موسع حول طرابلس الشام في الرحلات العربية.
ويعلق جيلد مايستر على رحلات النابلسي بأنها (تحفل بكمية هائلة من المعلومات في مجالي الحضارة والتاريخ، وتستحق فحصاً دقيقاً).
ويرجع سبب اهتمامهم بالنابلسي إلى المكانة الكبرى التي يحتلها النابلسي عند المتصوفة كخليفة لابن عربي حتى أيامنا هذه. وقد اشتهرت له عدة رحلات، يبدو أنه قام بها ضمن مهماته الرسمية كواحد من رؤساء الهيئة الدينية في عصره. وأولها الرحلة التي قام بها في أغسطس من عام 1688م الموافق (1100هـ) وسماها: (حلة الذهب الإبريز في رحلة بعلبك والبقاع العزيز) لزيارة قبور الأولياء في تلك البلاد.
ثم (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية)وبدأها يوم 28 / 3 / 1690م الموافق (1101هـ) قاصداً بيت المقدس، عن طريق: طبرية - نابلس.
ثم (الحقيقة والمجاز في رحلة الشام ومصر والحجاز) وهي أكبر رحلاته وأشهرها، بدأها يوم 2 / سبتمبر / 1693م الموافق 1105هـ وتمتاز هذه الرحلة بأنه سجل فيها حوادث كل يوم، واستغرقت (338) يوماً، أكثر فيها من النقل عن رحلة الكبريت (ت1070هـ) المسماة (رحلة الشتاء والصيف).
أما رحلته الطرابلسية فقد قام بها عام 1700م 1112هـ. اهتم فيها بذكر التكايا والزوايا التي مر بها مع ترجمة القائمين عليها من المرشدين. وحالت صوفيته الجامحة عن الاهتمام بمعالم المدينة ومواقعها الأثرية، ما دفع هربيرت إلى القول: (إنها تحمل طابعاً معيناً نتيجة تجربة شخصية، وتعتبر من باب الأدب أكثر من كونها كتاب رحلة).
|