مقطعات مراث (المؤلف : ابن الأعرابي) من نوادر مؤلفات ابن الأعرابي التي ناهزت الثلاثين كتاباً. يشتمل على (78) قطعة.
طبع لأول مرة سنة (1859م) بعناية أستاذ العربية في جامعة دبلن (وليم رايت) ضمن نشرته التي سماها (جرزة الحاطب وتحفة الطالب) وتضم خمسة كتب (انظرها في التعريف بكتاب المطر والسحاب).
إلا أن فهارس الكتب القديمة لم تذكره في مؤلفات ابن الأعرابي، وشكك بعض المعاصرين في نسبته إليه. انتخب فيه ابن الأعرابي أجود ما كان في حافظته من مقطعات الرثاء. وتحرى فيها صدق التفجع وجودة المعنى، فأكثر فيه من مراثي الأقارب والأصدقاء، وقمَّشه بما فيه طرافة، كرثاء حمار أو عنز، أو عضو من الأعضاء. ونلحظ فيه كثرة القطع المنسوبة للشواعر من النساء، بالمقارنة مع أبواب الشعر الأخرى، إذ كان الرثاء كما يقول شوقي ضيف (تاريخ الأدب العربي 1/ 458) موكولاً في البدء إلى أخت الميت. وانفرد فيه بذكر أربعة شعراء، هم: (جوّاب السلمي، ومرداس بن عبد منيّة، ومطر بن جبير العجلي، وأبو ندبة) كما أفاد محمد حسين الأعرجي في مقدمة نشرته للكتاب (المجمع الثقافي: أبو ظبي 2003م) وساق حججاً كثيرة لإثبات نسبة الكتاب إلى ابن الأعرابي، منها أن الكتاب على صغر حجمه تفرد برواية طائفة من شعر خمسة شعراء من بني فقعس، وكان لابن الأعرابي اهتمام بفقعس، ومن كتبه: (نوادر بني فقعس). ونوه إلى أن لفظ (المقطعات) المستخدم في العنوان كان شائعاً في عصر ابن الأعرابي، منها كتاب (مقطّعات الأعراب) للهيثم بن عدي (ت207هـ) و(المقطعات المتخيرات) للمدائني (ت215هـ). ورجح في حاشية (ص19) أن يكون ابن الأعرابي قد ألف كتابه هذا قبل تأليف أبي تمام (ديوان الحماسة) أي قبل (213هـ). وذهب إلى أن الرثاء لم يكن قد استقر في عصر ابن الأعرابي على معناه الحديث، أي: التوجع من وفاة عزيز. وإنما كان يعني: التوجع من فراق عزيز، سواء كان هذا الفراق بالموت أم بسواه. واستشهد على ذلك بقصيدة أبي الشغب في التوجع لسجن خالد القسري، وقد أوردها أبو تمام في المراثي. كما استشهد بقطع من هذا الكتاب، منها: أبيات ابن الحنّاط (ولم أدر أن الجود من كفه يعدي) فهي من شعر المديح كما في (أمالي المرتضى 1/ 522).
لم يصلنا من الكتاب إلا نسخة فريدة، بخط الشاعر علي بن ثروان الكندي المتوفى بعد (565هـ) وهو من شعراء الخريدة. نقلها من نسخة الوزير المغربي (ت418هـ) عن نسخة بخط الإمام ثعلب (ت291هـ) قرأها على ابن الأعرابي.
المرجع: مقدمة الأعرج
|