مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
رسالة العشق
(المؤلف : ابن تيمة)

رسالة العشق من أشهر أثار شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أفتى فيها (بجواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك) وخلاف الناس في صحة نسبة الرسالة إليه قائم حتى اليوم، فقد رأيت من يعد بحذفها من كتاب (جامع مسائل ابن تيمية) وهي فيه (1/ 177 - 186) وأولها: (سؤال رُفِع لشيخ الإسلام أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، وصورته: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين - رضي الله عنهم أجمعين - في رجل عاشقٍ في صورة، وتلك الصورة مُصِرَّة على هجره منذ زمانٍ طويل لا يزيده إلاّ بُعدًا، ولا يزداد لها إلاّ حُبًّا ؟ وعشقُه لهذه الصورة من غير فسقٍ ولا خنا، وليس هو ممن يُدنِّس عشقَه بِزِنا) ويفهم من سياق الرسالة أن السائل يسأل عن عشق الغلمان وليس النساء قال (وهذه النصوص واردة في حق النساء، وهذا السؤال عن الرجال، لأن أولئك القوم في الزمن الأول لم يكن للغلمان عندهم قدرٌ يهوون من أجله، أما الآن فقد زادوا على الحدّ، وازدادوا على أولئك في الحد، وهم الفتنة موجودة ... وقد نقل الشيخ محيي الدين النووي تحريمَ النظر إلى الأمرد الحسن بشهوة وبغير شهوة، وأفتى به وصحَّحه - رحمه الله - ذهابًا إلى سَدِّ هذه الثغرًة وحَسْمِ مادة هذه البلية العظيمة. فإن كان هذا السائل كما زعم ممن لا يُدَنِّس عشقَه بزنًا، ولا يَصحبُه بخنًا، فيُنظَر في حالِه، إن كان من الطبقة الأولى فقد ذكر شروطهم فيما يتعلق بالكتمان حتى عن المحبوب، وإن كان كافيًا لهم ان صدقت دعواهم. وإن كان من الطبقة الثانية فلا بأسَ بشكواه إلى محبوبِه كي يَرِق عليه ويَرحمَه. وإن غَلَبَه الحالُ فالتحقَ بالثالثة أُبيحَ له ما ذكرنا، بشرطِ أن لا يكون أنموذجًا لفعل القبيح المحرم، فيلتحق بالكبائر، فيستحق القتلَ عند ذلك، ويزول عنه العذر، ويَحِقّ عليه كلمة العذاب، (حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) وهذه الطبقات الثلاث شرحها قبل كلامه هذا قال: (وأما ما يتعلق بالمعشوق فيجبُ عليه إدامةُ حمدِ الله وشكرِه على ما أعطاه من الجمال والحسن، ويَحرِص أن لا يجتمع مع حُسنِه قبيحُ الفعال، ولا يُدنِّس جمالَه بخسيس الخصال. فإن ظهرَ له من محبّةِ هذا صِدقُ دعواه، وفهم سلوك طريق المحبة من نجواه، فعامَلَه المعاملةَ الجميلة، وأباحَ له النظرَ والمحادثةَ المذكورة، والقُبلةَ في الأحيانِ بالشروطِ المتقدمة، مع أنَ هذا يكون تفضُّلاَ منه فلا يجب عليه، فإن خَسَّتْ نفسُ العاشقِ وجَنَحَتْ إلى الفِسقِ الصُّراحِ هَجَرَه، وما عليه في ذلك من جُناح، وإن قَتَلَه بعشقِه فليقتُلْه، فهذا بعضُ حقِّه. والله أعلم بالصواب، وعنده علم الكَتاب. آخره، والله سبحانه وتعالى أعلم) أميط عنها اللثام عن هذه الرسالة بعيد وفاة ابن تيمية، وكان الحافظ علاء الدين مغلطاي (صاحب المصنفات العجيبة) أول من شهرها واستشهد بها في كتابه (الواضح المبين فيمن مات من المحبين). وهو الكتاب الذي قامت عليه القيامة من أجله. وأدّى إلى تعزيره واعتقاله، في القصة المشهورة. والحافظ مغلطاي هو المراد بقول ابن قيّم الجوزية (691 هـ - 751 هـ ) في صدد إنكاره للرسالة (وقلت لمن أوقفني عليها) وهو أعلى طبقة من ابن القيم بشهادة الحافظ ابن حجر إذ يقول في ترجمته (أخذ عنه عامة من لقيناه من المشايخ: كالعراقي، والبلقيني، والدجوي، وإسماعيل الحنفي وغيرهم) وحسبه مكانة في العلم أنه تصدى لبيان أوهام جمال الدين المزي، أعلم الناس بالرجال، فألف كتابه "أوهام الأطراف" تعقب فيه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" وأتبعه بكتاب "أوهام التهذيب" تعقبه فيه في كتابه "تهذيب الكمال" وتوفي يوم الثلاثاء 24 شعبان سنة 762هـ. ومولده في جامع قلعة الجبل بمدينة القاهرة، سنة 689هـ، وقيل 690هـ، وقيل بعدها. وأنا أنقل هنا كلام ابن القيم برمته قال في كتابه" روضة المحبين " ( ص 131): (وأما من حاكمتمونا إليه وهو شيخ الإسلام ابن تيمية فنحن راضون بحكمه ، فأين أباح لكم النظر المحرم وعشق المردان والنساء الأجانب ؟ وهل هذه إلا كذب ظاهر عليه ؟ وهذه تصانيفه وفتاواه كلَها ناطقةٌ بخلاف ما حكيتموه عنه ؟ وأما الفُتيا التي حكيتموها فكذب عليه لا تناسب كلامه بوحه ، ولولا الإطالة لذكرناها جميعها حتى يعلم الواقف عليها أنها لا تصدر عمن هو دونه فضلا عنه ، وقلت لمن أوقفني عليها : هذه كذب عليه لا يشبه كلامه ، وكان بعض الأمراء قد أوقفني عليها قديما وهي بخط رجل متهم بالكذب ، وقال لي : ما كنت أظن الشيخ برِقَّـةهذه الحاشية ، ثم تأملتها فإذا هي كذب عليه ، ولولا الإطالة لذكرنا من فتاويه ما يبين أنه هذه كذب). ألا أن الشيخ محمد عزير شمس الذي اعتني بجمع ونشر رسائل ابن تيمية لم يلتفت إلى كلام ابن القيم و ضم الرسالة إلى كتابه كما أسلفت وأثبت في هوامش الرسالة أن ابن القيم نفسه استشهد بمقتطفات من الرسالة في كتابه "الجواب الكافي" فمن ذلك قول ابن تيمية (فالعاشقُ له ثلاث مقامات مبتدأ، ومتوسط، ونهاية) قارن ذلك بالجواب الكافي (ص 191 - 193). وأفاد "أن جواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك، ليس رأيا خارجا عن الإجماع، بل قد اختاره بعض العلماء ومنهم أبو محمد بن حزم كما ذكر ابن القيم نفسه". وفيها قوله: (وقيل لبعض العشاق: ما كنتَ تَصنَعُ لو ظَفِرْتَ بمن تَهوَى؟ قال: كنت أَمْنَعُ (الصواب أمتّع) طَرْفي من وجهِه، وأُرَوِّحُ قلبي بذكرِه وحديثِه، أستُر منه مالا يحب كَشْفُه، ولا أصير بفتح القفل إلى ما يَنقُض عهده. وأنشد (أخلو به فأعفّ عنه كأنني =خوفَ الديانة لستُ من عُشَّاقِه) (كالماءِ في يدِ صائم يَلْتَذُّه =ظَمَأ فيَصْبِر عن لذيذِ مَذاقِه) وقال العباس بن الأحنف: (أتأْذَنُونَ لِصَب في زيارتكم =فعندكم شَهَواتُ السمعِ والبَصَرِ) (لا يُضْمِرُ الشوقَ إن طالَ الجلوسُ به =عَفُّ الضميرِ ولكن فاسقُ النَّظَرِ) وقال الآخر: (لو مَرَّ في خاطري تَقبيلُ وَجْنَتِه= لَسَيلَت فِكَرِيَ عن عارضَيْه دمَا) قلت أنا زهير: هكذا ضبط المحقق البيت ولم يبين قائله، وضبط العجز كما ترى والبيت من مشهور شعر البهلول، (بهلول بن عمرو الصيرفي المجنون) وقد أورده الصفدي في ترجمته من بيتين في قصة طويلة وهما: شبهته قمرا إذ مر مبتسما = فكاد يجرحهه التشبيه او كلما ومر في خاطري تَقبيلُ وَجْنَتِه= فسيلت فكرتي من عارضَيْه دمَا

عودة إلى القائمة