سر السرور (المؤلف : أبو العلاء الغزنوي) كتاب سر السرور تأليف القاضي أبي العلاء الغزنوي كتاب ضائع، وموضوعه تراجم شعراء عصره. رجع إليه معظم المؤرخين ونقلوا منه تراجم أعيان القرنين الخامس والسادس الهجريين، كالبيروني (ت440هـ) والطغرائي (ت 523هـ) والبحاثي (ت 463هـ) وأمية الداني أبي الصلت (ت 529هـ) وأبي الحسن ابن فضال المجاشعي الفرزدقي (ت 479هـ) والقاضي الماوردي (ت 450هـ) وصاحب الحلة المزيدية دبيس بن صدقة وعطاء بن يعقوب بن ناكل، وسوف أكتفي بنقل قطعة من ترجمته في كتاب "سر السرور" وهو من كبار رجالات عصره، ليست له ترجمة في كتب التراجم، سوى ما حكاه الباباني في الهدية، قال: (الغزنوي- عطاء بن يعقوب بن ناكل الغزنوي الشاعر المتوفى سنة. له ديوان شعره عربي. ديوان آخر فارسي). وما نقله الزركلي في الأعلام (4/ 235) عن نزهة الخواطر (1/ 85) وهي من نوادر التراجم وفيها وفاته عام (491هـ) وليس فيها اسم جده ناكل قال: (عطاء ين يعقوب الغزنوي: كاتب من الشعراء بالعربية والفارسية، من اهل غزنة، اسر في الهند، وظل في الأسر ثماني سنين في لاهور وأطلق حين دخلها السلطان إبراهيم بن مسعود فاتحا، له "ديوان شعر" عربي وآخر فارسي وكتاب "منهاج الدين" تصوف) انتهى ما نقله الزركلي من النزهة. وهو من شعراء "دمية القصر" له فيها قصيدة واحدة قدم لها بقوله: (أبو العلاء عطاء بن يعقوب الغزنوي الكاتب كتب العميد أبو سهل الجنيدي إلى العميد أبي بكر بن بندار قصيدةً سنوردها عند ذكره فأنشد أبو العلاء عطاء بن يعقوب هذا جواباً عنها، وهو: (نظمك المعجز المبارك فالا = قد سقانا من عينه سلسالا)...إلخ) وفيما يلي ترجمة ابن ناكل في "سر السرور" وقد وصلتنا عن طريق ياقوت الحموي قال:
(عطاء بن يعقوب بن ناكل: أحد أعيان فضلاء غزنة، وهو من أولاد الثناء، وكان ابن عمه الكوثوال، وهو مستحفظ القلعة، تلقب بهذا وهو بالهندية وإليه مصادر الأمور ومواردها عند غيبة سلطان البلاد.
قال صاحب سر السرور: إذا اجتمع الأفاضل في مضمار التفاضل، واتزنوا بمعيار التساجل، كان هذا الشيخ هو الأبعد إحضاراً، والأرجح مقداراً. أقر له بالتقدم رجالات الآفاق، وأذعن له بالترجيح فضلاء خراسان والعراق. حتى أشرق شمساً وهم بين كوكبٍ وشهابٍ، وأعذب بحراً وهم ما بين نهرٍ وسرابٍ، يجلو عليه الفضل نفسه في معرض الإحسان، ويناغيه أهل الفضل بلسان القصور والإذعان، وتشرئب إلى قلائده أجياد الأنام، وتتباهى برسائله مواقع الأقلام. ولم يزل منذ شب إلى أن اشتعل الشيب برأسه، ورسب قذى العمر في آخر كأسه. بين اقتباس يصطاد به وحوش الشوارد، وإقباسٍ ينثر منه لآلئ القلائد، وإبداع صنعةٍ في الشعر ما جمش الأديب بأطرف من بدائعها، واختراع نادرة ما أتحف الفضل بأطرف من روائعها، وقد سافر كلامه من غزنة إلى العراق، ومن ثم إلى سائر الآفاق. حتى إني حدثت أن ديوان شعره بمصر يشترَى بمائتين من الحمر الراقصات على الظفر، والمشهور أن ديوان شعره العربي والفارسي يشترَى بخراسان بأوفر الأثمان. وكيف لا، ما من كلمةٍ من كلماته إلا وحقها أن تملك بالأنفس وتقتنى، وتباع بالأنفس وتشترى. وهذا نموذج من نثره مردوف بما وقع عليه الاختيار من شعره: =انظر بقية الترجمة في معجم الأدباء لياقوت وهي من التراجم الطوال=
وترجم الصفدي لمؤلف الكتاب في الوافي قال: (أبو العلاء الغزنوي محمد بن محمود بن أبي الحسن النيسابوري الغزنوي أبو العلاء، ذكره تاج الإسلام في تاريخ مرو وقال: لقيته ببلخ في شهر رجب سنة سبع وأربعين وخمس مائة، وقال: هو من أهل غزنة وكان إماماً فاضلاً واسع العلم متفنناً عارفاً بالأدب مليح المحاورة كثير المحفوظ، جمع كتاباً مليحاً في شعراء عصره سماه سر السرور، وكان والده من مشاهير العلماء صاحب الكتب الحسان مثل التفسير وخلق الإنسان، وقدم ولده محمد خراسان رسولاً مرتين من صاحب غزنة إلى السلطان سنجر بن ملكشاه وكان ولي القضاء بغزنة) ورجع إليه الصفدي في ترجمة البحاثي الزوزني والقاضي الماوردي، والشاعرة سلمى البغدادية والشاعرة صعبة البغدادية، ونقل منه ابن العديم في "بغية الطلب" ترجمة الطغرائي وترجمة صاحب الحلة دبيس بن صدقة، ورجع إليه التاج السبكي في طبقات الشافعية في ترجمة الوزير نظام الملك قال: (قال أبو سعد بن السمعاني قرأت في كتاب سر السرور لصديقنا القاضي أبي العلاء محمد بن محمود الغزنوي أن نظام الملك صادف في سفر رجلا في زي العلماء قد مسه الكلال فقال له أيها الشيخ أعييت أم أُعييت فقال أعييت فتقدم إلى حاجبه بتقديم بعض الجنائب إليه والإصلاح من شأنه وأخذ في اصطناعه وإنما أراد بسؤاله اختباره فإن عيى في اللسان وأعيى كل وتعب) ونقل منه ياقوت ترجمة ابن ناكل وأمية الداني. وابن رشيق القيرواني وابن جني وابن فضال المجاشعي الفرزدقي وأبي عامر الجرجاني. وأبي الريحان البيروني قال: (ذكره محمد بن محمود النيسابوري =أي صاحب سر السرور= فقال: له في الرياضيات السبق الذي لم يشق المحضرون غباره، ولم يلحق المضمرون المجيدون مضماره، وقد جعل الله الأقسام الأربعة له أرضاً خاشعة، سمت له لواقح مزنها، واهتزت به يوانع نبتها، فكم مجموع له على روض النجوم ظله، ويرفرف على كبد السماء طله ..إلخ). وترجم ياقوت لوالد صاحب "سر السرور" الملقب بيان الحق قال: (محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي يلقب ببيان الحق، كان عالماً بارعاً مفسراً لغوياً فقهاً متفنناً فصيحاً، له تصانيف أدعى فيها الإعجاز، منها كتاب خلق الإنسان، وجمل الغرائب في تفسير الحديث، وإيجاز البيان في معاني القرآن وغير ذلك. ومن شعره: (فلا تحقرن خلقاً من الناس عله= ولي إله العالمين ولا تدري) .. (فذو القدر عند الله يخفى على الورى = كما خفيت عن علمهم ليلة القدر).. وفي هدية العارفين 2/ 403: (بيان الحق النيسابوري: نجم الدين أبو القاسم محمود بن أبي الحسن علي بن الحسين النيسابوري القزويين الشهير ببيان الحق المفسر الفقيه المتوفى سنة...له من التأليف "الأسئلة الرائعة والأجوبة الصارعة" "حلبة البيان وحلية الإحسان" "إيجاز البيان عن معاني القرآن" يشتمل على عشرة آلاف فائدة. "باهر البرهان في مشكلات معاني القرآن" و"التذكرة والتبصرة" في مسائل الفقه. "جمل الغرائب" في الحديث. "درر الكلمات على غرر الآيات الموهمة للتعارض والشبهات". "زبدة التفاسير ولمعة الأقاويل". "شوارد الشواهد وقلائد القصائد". فرغ من تصنيف الإيجاز بالخجند سنة 553.) ولم يترجم الزركلي لصاحب سر السرور، ولكنه ترجم لأبيه في الجزء السابع (ص167) وقدر وفاته نحو عام 550هـ ولم ينتبه إلى وجود ترجمة له في "هدية العارفين"
|