الفيصل في مشتبه النسبة (المؤلف : الحازمي) كتاب الفيصل في مشتبه النسبة
لأبي بكر زين الدين محمد بن أبي عثمان موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمذاني. ويعرف أيضا بكتاب (الفيصل في علم الحديث)
من أندر الكتب المؤلفة في موضوعه: (اتفاق الرسم وافتراق النسبة) ويختلف عن كتابه (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) أن هذا في أسماء الأماكن والبلاد فقط، والفيصل في مشتبه النسبة إلى بلدة أو قبيلة أو صنعة او صفة، ولا أعرف أحدا رجع إليه من المؤرخين غير ياقوت الحموي: رجع إليه (12) مرة، وقد وصلتنا قطعة يتيمة منه وعليها حواش بخط ياقوت. قال المرحوم حمد الجاسر في مقدمته لكتاب الأماكن أثناء تعريفه بنسخة المكتبة الظاهرية لكتاب الفيصل (ص10) (وقد اطلع عليه ياقوت الحموي فكتب في طرته: (كتب منه ياقوت الحموي) ووشى بعض حواشيه باعتراضات على المؤلف واستدراكات، وعن هذه النسخة من هذا الكتاب نقل ما نقل في كتابه "معجم البلدان"
وفي مقدمة الحازمي للكتاب قوله: (فقد شرحت في كتابي هذا الأنساب المشكلة التي تتشابه في الخط وتتفق في الشكل والنقط ويدخلها التحريف ويقع فيها التجزيف مما يعرض في الانتساب إلى القبائل كالتيمي والتيمي الأول: ينسب إلى تيم قريش، والثاني إلى تيم الرباب، والطبري والطبري: الأول إلى طبرستان، والثاني إلى طبرية واسط) ثم ذكر أنه رتبه على الحروف، ونبه المحقق إلى أنه اختل أحيانا في ترتيبه.
طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق الأستاذ سعود بن عبد الله بن بردي المطيري الديحاني: الرياض 1428هـ 2007م في مجلدين (832 صفحة مع الفهارس) معتمدا نسخته اليتيمة في العالم وهي التي تحتفظ بها المكتبة الظاهرية بدمشق برقم (530) وتقع في (296) صفحة قد جزئت إلى ثمانية أجزاء، كل جزء ينتهي بالسماعات، بخط يوسف بن عمر بن أبي بكر بن يوسف بن صقير القطان، وهي نسخة ناقصة تنتهي في أثناء حرف الدال. وعليها هوامش وتعليقات بخط ياقوت الحموي منها تعليق في خمسة أسطر على مادة أبهر في (6/ب) آخرها: (وهو غلط من الحازمي لم يذهب إليه غيره، كتبه الحموي)
ورجح المحقق أن تكون القطعة التي وصلتنا هي أصل الكتاب، وأن الحازمي لم يتم تأليفه كما يذكر الصفدي، وفي مقدمة المؤلف ما يؤيد ذلك وهو قوله (4/ب): (وكنت جمعت كتابا كبيرا في هذه الفن وعنيت باستقصاء تقاسيمه حسب الإمكان، وكنت أتكاسل في نقله من الرقاع وإيداعه بطون الأوراق، حتى شذ من الرقاع أكثرها، وإلى الآن لم تواتني الأيام لاستدراك ما غرق واستبدال ما تفرق، لكون الأصول حصلت في البلدان والمواضع النائية، وقد تكرر التماس جماعة من الطلبة "نفعهم الله تعالى بالعلم" في تبييض الحاضر إلى أن يسعف الوقت باستدراك الداثر فأجبتهم إلى ذلك مستخيرا والله الموفق للسداد) قال المحقق: (فيكون كلامه في كتابه "الأماكن" (ميزنا بينهم في كتاب الفيصل) أي ما كان في الرقاع قبل إيداعه بطون الأوراق. ومن هذا الجنس ما أحال إليه في كتاب الفيصل بقوله: يأتي ذكره في حرف الكاف، أو: يأتي ذكره في حرف الميم) ويؤيد ما ذهب إليه المحقق أن ياقوت الحموي لم يرجع في معجم البلدان إلا لما هو موجود في هذه القطعة وآخرهم في مادة الحدث ترجمة عمر بن زرارة الحدثي الترجمة (996). قال المحقق: (وقد جاء في سماعات الجزء الثاني أن الكتاب قرئ على الحازمي سنة 583 أي قبل وفاته بأشهر وكانت وفاته ببغداد ليلة الإثنين 28 جمادى الأولى سنة (584هـ) وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ومولده عام (548)
قال المحقق (وتضم هذه القطعة (1254) ترجمة منها (27) لم أجدها إلا في هذا الكتاب) وقد سماهم المحقق في جدول (ص759) أهمهم: (أحمد بن حاتم بن بسام التيمي) الترجمة (540) و(ثعلبة بن عامر البياضي: شهد بدرا) الترجمة (481) والحاتمي الأخباري (الترجمة 909) و(حيدر الفارسي الخالدي) من ولد خالد بن الوليد، روى عنه حفيده أبو الفتح (الترجمة 1169) والعباس بن الوليد البسري (الترجمة 393) والمهلب بن إسماعيل بن الصمة البردي: بصري قدم مصر وحدث بها مذكور في كتاب الغرباء (الترجمة 389) قال المحقق (في الترجمة 822): (وأغلب ظني أن التراجم التي لا توجد لها ترجمة وقد ذكرت في هذا الكتاب هي من كتاب تاريخ نيسابور للحاكم)
وفي مقدمة المحقق قائمة بمن سبق الحازمي في التأليف في موضوع كتابه قال: (وأول من ألف في هذا الفن ابن حبيب (ت 245هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف في أسماء القبائل، وتلاه الآمدي (ت 370هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء) ثم الحافظ الدارقطني (ت385هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف) ثم أبو الوليد الفرضي (ت 403هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف) ثم الحافظ عبد الغني (ت 409هـ) في كتابيه (المؤتلف والمختلف) و(مشتبه النسبة) ثم الحافظ أحمد بن محمد الماليني (ت412هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف) ثم ابن الطحان (ت416هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف في الأسماء) ثم الحافظ المستغفري (ت 432هـ) في كتابه (الزيادة على كتاب الحافظ عبد الغني في المؤتلف والمختلف) ثم الخطيب البغدادي (ت463) في كتابيه: (المؤتلف لتكملة المؤتلف والمختلف) و(تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم، ثم الأمير ابن ماكولا (ت475) في كتابه الجليل (الإكمال في رفع عارض الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والألقاب) ثم الحافظ محمد بن طاهر المقدسي (ت 507هـ) في كتابه (المؤتلف والمختلف) ثم الحافظ أبو سعد السمعاني (ت562هـ) في كتابه (الأنساب) وهو أجل هذه الكتب، ثم الحافظ محمد بن عمر المديني الأصبهاني (ت581) في كتابه (الزيادات على كتاب المؤتلف والمختلف لابن القيسراني) وقد رجع إليه الحازمي كما بين المحقق في التراجم (236 -307 -831- 908) ثم (الفيصل في مشتبه النسبة) للحازمي ثم تلا الحازمي جماعة انظرهم في التعريف بكتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي.
وللحازمي كتاب آخر في نفس الموضوع اختص به أسماء الأمكنة وسماه (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) وقد احال فيه إلى كتابه الفيصل في 13 مرة حسب ما أفاد المحقق وهي (38- 123- 137- 284 - 297 - 300- 435- 489- 491- 602- 607- 781- 800)
ولابد هنا من أن نختم قصة هذا الكتاب بما حكاه ياقوت في تجريح أمانة الحازمي، قال في مقدمة معجم البلدان أثناء تسميته من سبقه إلى التأليف فيها: "وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي له كتاب ما ائتلف واختلف من أسمائها" ثم وقفني صديقنا الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار "جزاه الله خيرا" على مختصر اختصره الحافظ أبو موسى محمد بن عمر الأصفهاني =شيخ الحازمي= من كتاب ألفه أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي فيما ائتلف واختلف من أسماء البقاع، فوجدته تأليف رجل ضابط قد أنفد في تحصيله عمراً، وأحسن فيه عينا وأثراً، ووجدت الحازمي رحمه الله قد اختلسه وادعاه، واستجهل الرواة فرواه، ولقد كنت عند وقوفي على كتابه أرفع قدره من علمه، وأرى أن مرماه يقصر عن سهمه، إلى أن كشف الله عن خبيئته وتمحض المخض عن زبدته) وكان هذا سبب نقمة ياقوت الحازمي فلم يترك مناسبة إلا واغتنمها لتخطئة الحازمي والسخرية منه، ومن ذلك حاشية ياقوت على مادة (أبهر) في كتاب الفيصل. وكان الحازمي معاصرا لنصر الإسكندري، وله ذكر في الخريدة، التقاه العماد سنة 560هـ في بغداد، إلا ان الشيخ حمد الجاسر أتى على تفنيد مطاعن ياقوت في مقدمة نشرته لكتاب الأماكن (ص 12 -20)
|