الكشف عن مساوئ شعر المتنبي (المؤلف : الصاحب ابن عباد) ألطف ما ألف من المآخذ على شعر أبي الطيب، وضعها نادرة أوانه وأعجوبة زمانه الصاحب ابن عباد، وتعرف الرسالة بأسماء أخرى منها (إظهار مساوئ المتنبي) و(التنبيه على مساوئ شعر المتنبي) و(الأخذ على أبي الطيب) طبع لأول مرة في مكتبة القدسي بمصر سنة 1349 باعتماد نسختي دار الكتب المصرية، كتبت الأولى سنة 1112هـ والثانية 1297 ثم طبع بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين (مكتبة النهضة ببغداد عام 1385هـ 1965م) ضمن مشروعه الضخم: (مكتبة الصاحب ابن عباد) معتمدا نسخة مكتبة الأسكوريال، وهي نسخة مغربية الخط، حديثة الكتابة، لعلها تعود إلى القرن 11 هـ مع مقابلة نصوص الرسالة بالكتب الأدبية التي أوردتها. وأفاد أنه ليس في متن الرسالة تصريح باسم من وجهت إليه، غير أن ناسخ نسختنا الخطية يشير إلى أنها ألفت لأبي الحسين حمزة بن محمد الأصبهاني، ألف الصاحب رسالته هذه في حياة ابن العميد (ت 360هـ) وهو يدعو له فيها فيقول: (أدام الله أيامه وحصن لديه إنعامه) ورجح المحقق أن يكون تاريخ تأليف الرسالة بعد زيارة المتنبي لابن العميد عام 354 وهي السنة التي توفي فيها المتنبي وكان الصاحب في التاسعة والعشرين من عمره.
وقد أفاض الثعالبي في (يتيمة الدهر) في سبب تأليف الرسالة قال:
(ثم إن أبا الطيب المتنبي اتخذ الليل جملاً، وفارق بغداد متوجهاً إلى حضرة أبي الفضل بن العميد مراغماً للمهلبي الوزير، فورد أرجان، وأحمد مورده، فيحكى أن الصاحب أبا القاسم طمع في زيارة المتنبي إياه بأصبهان، وإجرائه مجرى مقصوديه من رؤساء الزمان، وهو إذ ذاك شاب وحاله حويلة، ولم يكن استوزر بعد، وكتب إليه يلاطفه في استدعائه، وتضمن له مشاطرته جميع ماله، فلم يقم له المتنبي وزناً، ولم يجبه عن كتابه ولا إلى مراده، وقصد حضرة عضد الدولة بشيراز، فأسفرت سفرته عن بلوغ الأمنية، وورد مشرع المنية، واتخذه الصاحب غرضاً يرشقه بسهام الوقيعة، ويتتبع عليه سقطاته في شعره وهفواته، وينعي عليه سيئاته، وهو أعرف الناس بحسناته، وأحفظهم لها، وأكثرهم استعمالاً إياها وتمثلاً بها في محاضراته ومكاتباته) ثم اورد الثعالبي أمثلة على حل الصاحب وغيره نظم المتنبي واستعانتهم بألفاظه. وللصاحب كتاب آخر جمع فيه محاسن المتنبي وسماه (الأمثال السائرة من شعر أبي الطيب المتنبي) ويضم 372 بيتا. ولم يبلغ وزير من وزراء الإسلام مبلغ الصاحب ابن عباد في العلم والأدب، كانت مكتبته تحمل على أربعمائة جمل، وقد طالع ياقوت فهرس مكتبته وذكر أنه في عشر مجلدات. قال الصفدي في الوافي: (وقال ابن بابك: سمعت الصاحب يقول: (مُدحتُ والعلم عند الله بمائة ألف قصيدة شعراً، عربيةٍ وفارسية)
|