المناقب والمثالب
(المؤلف : أبو الوفاء الأرموي)
الأثر الوحيد الذي وصلنا من مؤلفات أبي الوفاء ريحان بن عبد الواحد الأرموي الخوارزمي (المتوفى في حدود سنة 430هـ) وهو أخو أبي النجيب الأرموي. ويفهم من مقدمته للكتاب أنه اختصره من كتاب ضخم في المناقب والمثالب، ولم يسم مؤلفه، فهذبه ورتبه على ثمانين بابا، أولها باب في فضل العقل وأهله. وزاد في بعض فصول الكتاب أشعارا لمعاصريه، ممن لا نعرف عنهم شيئا (كما أفاد المحقق) سوى ما ورد في كتابه هذا من أمثال اللبادي والكرماني والطوطي وأبي نملة الجرجاني وأبي الحروف وأبي القطاف الدرفلي.
وفي مقدمته للكتاب قوله عن الأصل: (وقفت على هذا الكتاب الذي هو بحسن ما تضمنه روضة ذوي الألباب، فاستطرفت لطائفه ومعانيه، واستحسنت درره ولآليه، ورايته من الكتب التي يعتمد عليها ويرجع في أكثر المقاصد الأدبية إليها، لكني رأيت الطالب لمعنى في هذه الأبواب يحتاج إلى تصفح أكثر الكتاب ليظفر منه بالغرض المطلوب، وقد يضيق وقته عن مطالعة جميع المكتوب، فأحببت ترتيب أبوابه بالأعداد، والله سبحانه ولي التوفيق والإرشاد، إيضاحا لمكنون مضمونه وإفصاحا عن جميع فنونه وطلبا لتسهيل تناوله بتمامه وتكامله)
وفي نصوص الكتاب ما يدل أن مؤلف الأصل من معاصري الجاحظ، كقوله: حدثنا عمرو بن بحر الجاحظ...وأنشدني الأصمعي.
طبع الكتاب لأول مرة في دار البشائر بدمشق بتحقيق الأستاذ إبراهيم صالح، معتمدا نسخته اليتيمة في العالم، وهي نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، بخط محمد بن ملا حسن القدسي، فرغ من نسخها في ربيع الثاني من عام 991هـ، وتقع في 280 صفحة .
وفي آخر الكتاب طائفة من الأشعار منها:
(طالعته مستوعبا فرأيته = جم الفوائد زينة لمجالس)
(لله كم من نكتة قد ضمها = وغريبة هي نزهة لمجالس)
ولسالم بن عز الدين:
(تأملته سطرا فسطرا فلم أجد = سوى نكتة راقت إلى النجم راقيه)(
فكم نكتة تجلو الهموم كنظرة = وأخرى لداء الجهل والغي راقيه)
|