مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
(المؤلف : برهان الدين البقاعي)

كتاب يعج بالفوائد القرآنية والنقول من نوادر الكتب المؤلفة في تفسير القرآن وعلومه، وعلى صاحبه نشبت الفتنة الشهيرة في التاريخ ب(كائنة البقاعي) بسبب تكفيره ابن الفارض، فوجد أعداؤه في كتابه هذا ما يدعو إلى تكفيره هو، ودعوا إلى إحراق الكتاب. ويصف ابن الصيرفي (محاكمة البقاعي) في (إنباء الهصر: ص 186) في أول محرم 875هـ فيقول: (وطلع البرهان البقاعي في هذا اليوم قبل كل أحد وجلس بالجامع وصحبته كتب كثيرة، وليس هو راجعاً عما قاله في كلام الشيخ ابن الفارض وتكفيره، وبلغني من عدة جماعات أنه أوصى، وصنف كتابا في مناسبات القرآن فقاموا عليه وأرادوا إحراق الكتاب وتعصب عليه جماعة وأغروا به الأمير تمربغا ) وقد طوّل البقاعي في ذكر ما جرى له في تاريخه الذي لا يزال معظمه مخطوطا ومنه ما يتعلق بالكائنة يوم 12/12/ 874هـ وفي الجزء (22) من نظم الدرر (ص444) شرع البقاعي في تأليف (نظم الدرر) في شعبان 861هـ وفرغ منه يوم الثلاثاء 7/شعبان/ 875هـ بمسجده من رحبة باب العيد بالقاهرة وفرغ من تبييضه كما يقول يوم الأحد 10/ شعبان/ 882 بمنزله الملاصق للمدرسة البادرائية بدمشق قال: فتلك اثنان وعشرون سنة بعدد سني النبوة الزاهرة ... ولولا معونة الله أضحى معدوما أو ناقصا مخروما، فإني بعدما توغلت فيه واستقامت لي مبانيه فوصلت منه إلى قريب من نصفه فبالغ الفضلاء في وصفه بحسن سبكه وغزارة معانيه وإحكام رصفه دب داء الحسد في جماعة أولي النكد والمكر واللدد ....فأكثروا فيه التشييع والتشنييع والتقبيح والتبشيع والتخطئة والتضليل بالنقل من التوراة والإنجيل فصنفت في ذلك "الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة" ...واستكتبت العلماء الأنجاب فكتبوا ما أودعته "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" فأطفأ الله نارهم وأظهر عوارهم ..ثم قاموا في بدعة دائم المعرف فصنفتُ فيها "القول المعروف" ثم قاموا في فتنة ابن الفارض ...وألبوا علي رعاع الناس ... وصنفت في ذلك عدة مصنفات ...إلخ)ثم وصف كل ذلك في أرجوزة سماها (كتاب لمّا) وتقع في (39) بيتا، اولها: (هذا كتاب لمّا = لمّ المعاني لمّا) ومنها: (كابدت فيه زمنا = من حاسدي ما غما) (عدوا سنين عددا = يسقون قلبي السمّا) وفي مقدمته للكتاب ما يفسر تلك الغضبة عليه، حيث يذكر في سبب تأليفه أنه كان يرى (كل من سمع القرآن من ذكي وغبي يهتز لمعانيه وتحصل له عند سماعه روعة بنشاط، ورهبة بانبساط، وكلما دقق النظر في المعنى عظم عنده موقع الإعجاز، فإن تأمل ربط كل جملة بما تلته وما تلاها خفي عليه وجه ذلك ورأى أن الجمل متباعدة الأغراض متنائية المقاصد فظن أنها متنافرة، فحصل له من القبض والكرب أضعاف ما كان حصل له بالسماع من الهز والبسط، ربما شككه ذلك بكثير وزلزل إيمانه وزحزح إيقانه، وربما وقف كيّس من أذكياء المخالفين عن الدخول في هذا الدين بعد ما وضحت له دلائله وبرزت له من حجالها دقائقه وجلائله لحكمة أرادها منزله، وأحكمها مجمله ومفصله، فإذا استعان بالله، وأدام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل ...انفتح له ذلك الباب ولاحت له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار، ورقص الفكر منه طربا، وشكر الله استغرابا وعجبا ... فسبحان من أنزله وأحكمه وفصّله، وغطّاه وجلاه، وبينه غاية البيان وأخفاه) ثم سرد الآيات التي حار فيها المفسرون (ص: 13) قال: (فرب آية أقمت في تأملها شهورا: منها: "وإذ غدوت من أهلك" ومنها"يستفتونك في النساء" و"يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة" ومن أراد تصديق ذلك فليتأمل شيئا من الآيات قبل أن ينظر ما قلته، ثم لينظر يظهر له مقدار ما تعبت وما حصل لي من قبل الله من العون) قال: (وبه يتضح أنه لا وقف تام في كتاب الله، ولا على آخر سورة وهي "قل أعوذ برب الناس" بل هي متصلة مع كونها آخر القرآن بالفاتحة، كاتصالها بما قبلها بل أشد) قال (ص4): (فأمدني فيه والحمد لله تأييد سماوي، فجعلته كالرديف لتفسير القاضي ناصر الدين البيضاوي، ولعل تسهيله كان ببركة مبشرة من آثار النبوة رأيتها في صباي وأنا في حدود العاشرة من سني في قريتنا من بلاد البقاع: رأيت روح القدس جبريل المنزل لهذا الروح والمؤيد بروح القدس محمدا النبي المنزل عليه الروح صلى الله عليهما وسلم في صورتي شابين أمردين في أحسن صورة، راكبين فرسين أخضرين في غاية الحسن، متوجهين نحو المشرق، فأيدني الله ببركتهما في تفسيره وتصنيفه بروح منه كما يشهد من طالعه وتدبره والله ولي التوفيق، وسميته (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) ويناسب أن يسمى (فتح الرحمن في تناسب أجزاء القرآن) وأنسب الأسماء له (ترجمان القرآن ومبدى مناسبات الفرقان). قال: فأما كتاب العلامة أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الأندلسي (المعلم بالبرهان في ترتيب سور القرآن) فهو لبيان مناسبة تعقيب السورة بالسورة فقط لا يتعرض فيه للآيات، وسأذكر في كل سورة ما قاله فيها بلفظه. ثم نقل عن الزركشي قوله في كتابه (البرهان): في النوع الثاني وهو في المناسبة: (قد قل اعتناء المفسرين بهذا النوع لدقته، وممن أكثر منه الإمام فخر الدين (الرازي) وقال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط، وقال القاضي أبو بكر ابن العربي في "سراج المريدين": "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني منتظمة المباني علم عظيم، لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله عز وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه إليه" قال: ثم نقل الزركشي عن سلطان العلماء العز بن عبد السلام ما حاصله: (المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع على أمر متحد، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة في أحكام مختلفة شرعت لأسباب مختلفة وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض) قال الزركشي: (وقال بعض مشايخنا المحققين: قد وهم من قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع متفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلا، وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، كما أنزل جملة إلى بيت العزة .. إلخ) قال البقاعي: (والشيخ المشار إليه هو العارف ولي الله محمد بن أحمد الملوي المنفلوطي الشافعي، ذكر ذلك في كلام مفرد على قوله تعالى (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) قال: (وانتفعت في هذا الكتاب كثيرا بتفسير =على وجه كلي= للإمام الرباني أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن التجيبي الحَرَالّي المغربي نزيل حماة سماه "مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل" وكتاب العروة لهذا المفتاح يذكر فيه وجه إنزال الأحرف السبعة وما تحصل به قراءتها، وكتاب "التوشية والتوفية" في فصول تتعلق بذلك، وقد ذكرتُ أكثر هذا الكتاب في تضاعيف كتابي هذا معزوا إليه. ثم بعد وصولي إلى "سورة الأنفال" ملكت جزءا من تفسيره فيه من أوله إلى "إن الله اصطفى" في آل عمران، فرأيته عديم النظير، وقد ذكر فيه المناسبات، فذكرت ما أعجبني منها وعزوته إليه. ولما وصلت إلى سورة الكهف ذُكر لي أن "تفسير ابن النقيب الحنفي" وهو في نحو ستين مجلدا يذكر فيه المناسبات، وفي خزانة جامع الحاكم كثير منه، فطلبت منه جزءا فرأيت الأمر كذلك بالنسبة إلى الآيات لا جملها، وإلى القصص لا جميع آياتها. وهو في كل الآيات المتعلقة بأهل الكتاب يجادلهم محتجا بنصوص توراة مترجمةإلى العربية كان يملك نسخة منها، حيث يقول: (ج1/ ص263) (ورأيت في ترجمة للتوراة ...إلخ) فينقل زهاء ست صفحات، يتشابه أولها مع ما نقله ابن قتيبة في المعارف (ص4) ؟ ثم قال: (وفي نسخة) أي ترجمة أخرى للتوراة، ثم رد على من أنكر الاستشهاد بالتوراة أو الإنجيل ونقل عن النووي قوله في (المهذب) (فإن ظن أن فيها شيئا غير مبدل كُره مسه) ورد على القاضي حسين قوله: (إنه يجوز الاستنجاء بها) قال: (وقد أشبع الكلام في المسالة شيخنا حافظ عصره أبو الفضل ابن حجر في آخر شرحه للبخاري. وقد حررت المسألة في حاشيتي على شرح "ألفية الشيخ زين الدين العراقي" في (فن المرفوع) ثم صنفت في ذلك تصنيفا حسنا سميته "الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة" ثم وصف نسخ التوارة الثلاثة ومنها نسخة السبعين التي هي في يد النصارى العرب، ثم قال (ج1/278): (ثم اعلم أن أكثر ما ذكرته في كتابي هذا من نسخة وقعت لي، لم أدر اسم مترجمها، على حواشي فصولها الأوقات التي تقرأ فيها، فالظاهر أنها نسخة اليهود، وهي قديمة جدا فكان في الورقة الأولى منها محو في أطراف الأسطر فكملته من نسخة السبعين ثم قابلت نسختي كلها مع بعض اليهود الربانيين على ترجمة سعيد الفيومي وهي عندهم أحسن التراجم، فوجدت نسختي أقرب إلى حقائق لفظ العبراني ومترجمها أقعد من سعيد في لغة العرب) طبع الكتاب لأول مرة في (حيدر أباد الدكن) عام (1396هـ 1976م) بعناية مدير دائرة المعارف العثمانية شرف الدين أحمد وصححه وعلق عليه العلامة محمد عثمان الأعظمي الأنصاري ومراجعة القاضي محمد عطاء الله النقشبندي القادري وبإشراف المفتي محمد عظيم الدين. وكان قد تولى التصحيح والتعليق على أجزائه الأولى حتى آخر سورة البقرة الشيخ محمد عبد الحميد شيخ الجامعة النظامية بحيدأباد الدكن. وأعيد نشر هذه الطبعة في القاهرة سنة (1413هـ 1992م) (دار الكتاب الإسلامي) في (22) مجلدا. وجاء في هامش الصفحة الأولى أن النسخة المعتمدة هي نسخة (الرباط -المراقش)! ثم نسخة المدينة المنورة، وقد فرغ منها ناسخها (عبد الكريم بن علي بن محمد المحولي الشافعي) بمكة يوم السبت 26/صفر/ 944هـ (توفي البقاعي سنة 885 ومولده عام 809) وهو كما في مقدمة كتابه هذا: (أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن حسن الرُباط بن علي بن أبي بكر البقاعي الشافعي) إلا أن المحقق غير كنيته فجعلها (أبا الحسن) متابعة للزركلي !

عودة إلى القائمة