مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
التحفة الملوكية في الدولة التركية
(المؤلف : بيبرس الدوادار)

كتاب ثمين، تناول فيه مؤلفه أخبار سلاطين الدولة المملوكية التركية في حروبهم مع المغول والفرنجة والبيزنطيين وقدم لنا أدق وصف عن قصص اقتلاع الفرنجة من قلاعهم وتخريب حصونهم في بلاد الشام، وأهمها حصن طرابلس الذي أزاله المنصور قلاوون من الوجود وبنى قبالته طرابلس الحالية، و(حصن عكا) الذي خربه ابنه الملك الأشرف خليل، وقلعة الروم التي خربها الناصر ابن قلاوون وفتوحات الظاهر بيبرس في صفد وأرسوف وعثليث وحيفا ويافا وعسقلان وقيسارية الشام وأنطاكية والبيرة وسيس ...إلخ . وكان حديث المؤلف عن ذلك ممزوجا بكلامه المطول عن الصراع المرير على ممالك الإسلام بين قبائل التتار والترك (أحفاد إخشيد مصر). فكانت عودة الترك إلى رأس السلطة في مصر عن طريق المعز أيبك التركماني أول سلاطين المماليك البحرية (648 – 655هـ) تعني سقوط امبراطورية المغول (التتار) في الشرق . فكان ذلك السبب الأكبر في زحف التتار إلى بغداد وسقوطها في قبضتهم بعيد وفاة المعز أيبك عام 656هـ وهكذا يصف المؤلف في هذا الكتاب وهو واحد من الترك (الأوزبك القفجاق) ستين عاما من الحروب بين الترك والتتار، جرت وقائعها في بلاد الشام ، وانتقلت أثناءها الخلافة من بغداد إلى مصر. وأهم هذه الحروب انتصارهم في (عين جالوت) سنة 658هـ وهزيمتهم الشنعاء سنة 699هـ في (وادي الخزندار) ثم انتصارهم الحاسم في مرج راهط الواقعة في سفوح جبال غباغب جنوب دمشق في رمضان 702 ويطوّل في وصف معالم الفرحة بهذا اليوم في دمشق والقاهرة فيقول أن السماء امتلأت : (أطيارا مخلقة ليست من نوع الحمام وسفنا مرفوعة نحو السماء ومن عادة السفائن كونها في الماء "ربما يريد المناطيد " وأشكالا موضوعة كهيئة العدو المخذول تظن مزاجها حقيقة يلعب بالعقول، وفرسانا ملبسة الجياد إلا انها من الجماد، وانواعا من الطرائف ينفد الوصف وما لها من نفاد) ولا ينسى أن يسجل وقائع حروب التتار فيما بينهم وأخبار من يعتنق الإسلام من أمرائهم ويراسلون السلطان بذلك. فنراه عام 662 يقول وفيها أسلم الملك بركة ابن باطوخان ومن معه من التتار، ووصل من جهته رسولان إلى الأبواب السلطانية مخبرين بإسلامه وأحضر كتابا منه يذكر فيه من أسلم من بيوت التتار ويعلم السلطان بمحاربته لهولاكو تعصبا لدين الإسلام (ص52) وفي حوادث 681 يقول: (وفيها أسلم ملك التتار تكدار وتلقب ب(احمد سلطان) وكتب إلى السلطان بذلك كتابا (انظره في القلقشندي 8/65) ويقول في حوادث 697 (وفيها كانت حرب التتار بين تقطاء ونوغيه وكانت الكسرة على طقطاء وسبي من عساكره ورعيته واهل طائفته خلق لا يحصى عددا واشترى أكثرهم التجار وجلبوهم إلى الأقطار) ثم يقول في حوادث سنة 699 (وفي هذه السنة التقى طقطقا ونوغيه ببلاد الشمال فكانت الكسرة على نوغيه وقتل في موقفه وأسر من عسكره خلق كثير ونهب منهم الجم الغفير وجلب التجار منهم إلى هذه الديار مماليك لا تحصى كثرة وجواري ودخلوا في دين الاسلام بمحبة واجتهاد) ألف الأمير (نائب السلطنة) بيبرس الدوادار كتابه هذا للملك الناصر ابن قلاوون، فأكثر فيه من أخبار والده الملك المنصور قلاوون، وكان قد رأى بعض حاشيته مناما وكأن هاتفا يقوله له (قلاوون يكسر هلاوون) و(هلاوون) هو نفسه هولاكو (انظر تفصيل الخلاف في اسمه في (عقود الجمان) ويستوقفنا قصيدة في وصف انتصار ابن قلاوون على التتار في معركة حمص (ص102) يقول فيها الشاعر : وغزوت تركهمُ بترك مثلهم = فتقطعت ما بينها الأرحام فهل كانت التتار أيضا يطلق عليهم اسم الترك ؟ والحقيقة لا يمكن لأي باحث أن يصل إلى نتيجة حاسمة في هذه الأحجية التاريخية المغلقة. فحتى الآن لم يستطع الأوزبك انفسهم حل هذا اللغز،؟ وهم يقولون إن يدا أثيمة امتدت إلى ضريح الأمير تيمور فوضعت عليه البلاطة التي انتزعها الأوزبك بعد تأسيس أوزبكستان وهي بلاطة كما يقال مكتوبة بأمر حفيد تيمور الأمير أولوغ بيك وفيها نسب تيمور إلى جنكيز خان، حيث يرفض الأوزبك رفضا قاطعا أن يكون أميرهم تيمور من أحفاد جنكيزخان، انظر في ذلك كتاب (المجتمع الأوزبكي الحديث) تأليف إدوارد آلوورث (ص325) قال (ص 51) : (ومن المرجح أن الأوزبك كتسمية جماعية للدلالة على القبائل التوركية المغولية التي كانت تعيش في آسيا الوسطى وصولا إلى عاصمة (القبيلة الذهبية) لم تظهر قبل الستينات من القرن الرابع عشر الميلادي) وكان ظهير الدين محمد بابر بن عمر شيخ ميرزا بن أبي سعيد ميرزا (1528 -1529) أحد أحفاد تيمورلنك قد أقام دولة عظيمة امتدت من دلهي حتى دمشق ومن بحيرة الأورال إلى الخليج العربي (ص24) وانظر (بابر نامه: لندن لوزاك وشركاؤه 1905 أعيدت طباعته في 1971م) وكان الملك الناصر (ابن قلاوون) قد خطب ابنة ملك الأوزبك في ذلك الزمان وفي (أعيان العصر) للصفدي (ت 764هـ 1363م) ترجمة هذا الملك الذي كان أول من اعتنق الإسلام من الأوزبك قال الصفدي: (أزبك بن طقطاي (أو توقتقاي) القان بن القان، صاحب بلاد أزبك، مملكته شمالينا بشرق، وهي من بحر قسطنطينية إلى نهر أربس مسافة ثمانمائة فرسخ، وعرضها من باب الأبواب إلى مدينة بلغار وذلك نحو ست مئة فرسخ، ولكن أكثر ذلك مراعي وقرى. ولها في أيديهم ما ينيف على المئة سنة.كان ذا بأس وإقدام، وعبادة في الليل في المحراب، وصف أقدام. لما أسلم أسلم بعض رعيته، وعاملهم بحُسن ألمعيته .... وكان السلطان الملك الناصر (ابن قلاوون) قد خطب ابنته، وقيل: أخته، وأجاب إلى ذلك، وجهزها في البحر إلى إسكندرية، وتوجه القاضي كريم الدين لملتقاها إلى الإسكندرية، وعمل لها ضيافة في الميدان تحت القلعة، وبعد ذلك طلعت إلى القلعة، وجرى في أمرها ما جرى، وتوهم السلطان أنها ليست من بنات أزبك فهجرها وزوجها بالأمير سيف الدين منكلي بغا السلاح دار، فتوفي عنها، فزوجها بالأمير سيف الدين صوصون أخي قوصون، فتوفي عنها، فزوجها ابن الأمير سيف الدين أرغون النائب... وكانت وفاته سنة 742هـ إلخ) استخرج الأمير بيبرس الدوادرار كتابه هذا من الجزء الأخير من كتابه الضخم (زبدة الفكرة من تاريخ الهجرة) وزاد عليه ما استجد من الأحداث من سنة 709 حتى 711 ويضم (أخبار الدولة التركية) منذ نشوئها عام 647هـ وحتى سنة 711هـ . وهو تاريخ تقلده أعلى المناصب في الدولة (نائب السلطنة) وفي مقدمته للكتاب قوله: (أما بعد فإني صرفت الهمة إلى تدوين التواريخ والسير .. وجمعت التاريخ المسمى ب"زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة" انتهى به الاختصار وسياقة الأخبار إلى أول الدولة التركية وبدئها بالديار المصرية بعد انقراض المملكة الأيوبية. فجعلتها جزءا واحدا مستقلا بحجمه مستبدا بنثره ونظمه وبدأته بذكر الدولة المعزية "نسبة إلى المعز أيبك التركماني أول سلاطين المماليك البحرية 648 – 655" وما تقدمها من أسباب التمكين للبحرية الذين كانوا كواكب الدولة الصالحية وسقتها مملكة بعد مملكة انتهيت بها إلى دولة مولانا السلطان الشهيد المخدوم المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي "قدس الله روحه" ... وختمتها بالدولة الغراء والمملكة الزهراء دولة مولانا ...الناصر محمد ابن السلطان الشهيد المنصور ثم اختصرت من الجزء المذكور جزءا قربت فيه ألفاظه ومعانيه ... ليجتلي أنوار سلفه الشهيد وبجتني ثمار تصرفه السعيد ... وأنا أؤمل من الله تعالى أن يمد هذه الدولة الشريفة بالدوام والتخليد) وانظر في حوادث سنة 709 كلام المؤلف عن قصة القبض على بيبرس الجاشنكير الذي خلع الملك الناصر وتلقب بالملك المظفر، ولما سار الناصر إلى مصر وهرب الجاشنكير كلف الناصر المؤلف بالقبض عليه قال: (فسرت إليه أنا وسيف الدين بهادر آص حتى انتهينا إلى إخميم وألفيناه بها في عيش ذميم ... وأحضرنا الخزائن برمتها والأموال بجملتها ..... وكانت المدة التي تسمى فيها بالاسم المستعار (11) شهرا. وفي سنة 710 كلف السلطان المؤلف أيضا بإحضار سلار قال (ص214) : (فحضر في سلخ ربيع الآخر .. وبدل بعد العز ذلا جزيلا وخابت مطامعه (فلما آسفونا انتقمنا منهم) وفي سنة 711 تغير خاطر السلطان على نائب سلطنته سيف الدين بكتمر وجعل مكانه مؤلف هذا الكتاب فوضع القلم وحمل السيف وكان خبر إسناد النيابة إليه آخر ما حكاه في هذا الكتاب. قال محقق الكتاب: (وكان في نيته أن يواصل تاريخه لولا أن قبض عليه وحبس سنة712 واستمر في الحبس خمس سنوات، وفي وقت لاحق حاول معاودة نشاطه في تتميم التاريخ فكانت محاولة على استحياء لحوادث عام 721هـ ....وكانت وفاته ليلة الخميس 25/رمضان/ 725) طبع الكتاب لأول مرة في مصر (الدار المصرية اللبنانية 1407هـ 1987م) بتحقيق د. عبد الحميد صالح حمدان معتمدا مخطوطته الوحيدة في العالم وهي التي تحتفظ بها المكتبة الأهلية بفيينا، وكان قنصل النمسا في حلب ريترفون بيكيوتو قد أحضرها معه من هناك وأهداها إلى المكتبة الملكية في فيينا وتقع في 252 صفحة بخط أحمد بن محمد راشد الكندي المعروف بابن لاقي فرغ من نسخها لخمس بقين من رجب سنة 728هـ بقاعة ابن النشابي بدمشق المحروسة

عودة إلى القائمة