مرآة الشام (المؤلف : عبد العزيز العظمة) من نوادر ما ألف عن دمشق ومعالمها في الربع الأول من القرن العشرين، ألفه عبد العزيز (ابن إبراهيم) العظمة ، الأخ الأكبر لبطل ميسلون يوسف العظمة، وطبع بتحقيق حفيده د. عزيز العظمة، وأشار في مقدمته إلى أن للمؤلف كتابا آخر ألفه قبل عام (1348هـ) (1930م) وسماه (تحديث النعمة في تاريخ بني العظمة) ومن نوادره في (مرآة الشام) الفصل الذي تحدث فيه عن عيون الماء في دمشق
(ص32) وفيه (ص31) أن نهر بانياس هو نفسه نهر قليط ويسمى قليطا بعد خروجه من قلعة دمشق، لأنه يقلط أقذارها ويغدو غير صالح للشرب.
ومن فوائده (ص33) تسمية محطات القطار بين دمشق وبيروت، وبين دمشق وحلب. وتسمية المساجد المعروفة بالقاعات السبع في دمشق (ص62) قال: (وفي دمشق سبعة مساجد مشيدة على طراز القاعات، لها برك وأحواض وجلسة ونفقة، وتعرف بالقاعات السبع، وهي المغيربية والشابكلية في القنوات، والنيروزي في باب سريجة، والخانقية في الميدان، والجقمقية في العمارة، والدغمشية في سوق الخيل، والخضيرية في الشاغور، وأجملها شكلا وبناء هي الجقمقية) وكلامه (ص62) عن مسجد سيدي خليل بدمشق قال: وهو مسجد سيدي خليل: من معالم دمشق التي بقيت حتى عام (1352هـ) حيث هدم المسجد في هذا العام، وأقيم على أنقاضه بناء دائرة الأوقاف. والأمير خليل الذي بنى المسجد، هو خليل ابن الأمير سيف الدين تنكز الحسامي، الذي بنى جامع تنكز الباقي حتى اليوم) وكلامه عن (مقبرة الصوفية بدمشق) (ص62) وكان مكانها غربي قلعة دمشق بين نهري بانياس والقنوات، وهي تمتد من القلعة إلى حدود قرية المزة عند تقارب النهرين في أرض الشقراء. وعلى مرور الأيام تخللتها بنايات، وأقيمت عليها أحياء مختلفة، كقرية القنوات ودار السعادة وحكر السماق (الذي شاد عليه الأمير تنكز مسجده الباقي حتى اليوم) ثم جامع ابنه الأمير سيدي خليل، ثم قصر الملك الظاهر المعروف بالأبلق، وقصر منجك باشا المتوفى عام (1032هـ) وزاوية المولوية، وغير ذلك. حتى اتصلت بنايات المدينة بقرية المزة التي اتسعت اتساعا عظيما، بحيث أن قبر الشيخ عبد الرحمن المسجف (ت 635هـ) الذي هو اليوم (أي: عام 1936م) في منتصف الطريق بين المزة وكفرسوسة، كان يتوسط قرية المزة، .... ثم أحدثت بين البنايات حدائق كثيرة، وانحصرت المقبرة بعد عصور بين قصر الأبلق (الثكنة الحميدية اليوم) وقصر الأعجام (المستشفى الوطني) وأطلق على هذه المقبرة اسم البرامكة بسبب ما يروى من أنه دفن فيها من كان في الشام من آل برمك أيام الرشيد العباسي، ولبثت البرامكة مقبرة إلى وقت قريب، فلما احتل الفرنسيون دمشق جعلوها مستودعا للدبابات ومركزا للتلغراف اللاسلكي، وشيدت عليها المدرسة الطبية، فاندثرت القبور ولم يبق لها من أثر. وبقيت قبور بعض الأكابر مبعثرة هنا وهناك، كقبر المؤرخ ابن عساكر، الذي توفي عام (571) ودفن على الطريق في شمال بستان الأعجام، الذي كان جزءا من المقبرة، ودام قبره إلى أن أنشئ المستشفى الوطني فأدمج فيه سنة (1312هـ) ثم ضريح ابن تيمية، والعلامة ابن الصلاح الحنبلي المتوفى سنة (843هـ) كذا. ثم قبر الشيخ قطب الدين الخضيري الشافعي محمد بن محمد (ت 894هـ) وقبره خلف مستودع الكهرباء على مفرق كفر سوسة) ومن طرائفه الفصل الذي سمى فيه أصدقاء فرنسا وفيه (ص 284) قال: عثرنا في الكتاب المطبوع في باريس بعنوان (الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان: حقائق لا أوهام) على صورة برقية ورسالة من دمشق إلى باريس سنة 1921م أيام حكومة حقي بك العظم، فرأينا تعريبها وإثباتها بالحرف، والبرقية مرسلة إلى المسيو (بريان) رئيس الوزارة الافرنسية وإلى المسيو (ليون بورجوا) وإلى رئيس جمعية الأمم: (نحن الموقعين أدناه السوريين القاطنين منذ أمد طويل، وبدون فاصلة في دمشق، اتصل بنا بمزيد التعجب أن جماعة اجتمعوا في جنيف تحت اسم (المؤتمر السوري الفلسطيني) وانتحلوا لأنفسهم صيغة لم يُعهد بها إليهم قط، وادعوا أنهم يعبرون عن آمال وأميال الأمة السورية السياسية، وتشبثوا بأن يكونوا ترجمانا لهذه الأميال لدى جمعيتكم العليا، بما أن هؤلاء الأشخاص تركوا بلادهم الأصلية، وتوطنوا في مصر، أو غيرها، حتى إن البعض منهم ولد خارج بلاده الأصلية، ونظراً لعدم اختلاطهم بالشعوب السورية، وجهلهم شروط حياتها الحاضرة وأميالها، لا يحق لهم أن يتكلموا باسمها قط.
بناء على هذه الأسباب، ولاهتمامنا بمنافع بلادنا العالية التي اعتمدنا للعناية بها على الحكومة المنتدبة: نحتج على المؤتمر السوري الفلسطيني بادعائه تمثيلنا، ونعلن أن لا علاقة لنا به، ولن نشاطره أفكاره. (ثم سمى الموقعين على الرسالة)
|