منافع الطير وعلاجات دائها (المؤلف : الحجاج بن خيثمة) من ذخائر العرب النادرة
نشر لأول مرة في (مركز الوثائق والدراسات في أبو ظبي) وعلى صفحة الغلاف أنه من تأليف أدهم بن محرز الباهلي.
واستوقفتني مسائل محيرة حول المؤلف، منها أن المحقق ذيل عنوان الكتاب بتاريخ (798هـ) حيث يبدو هذا التاريخ كأنه تاريخ وفاة المؤلف
ولكن المحقق ذكر تاريخ وفاة المؤلف (ص 14) فقال: (ثم عثرت على النسخة الأخرى والمملوكة ملكية خاصة في لندن والتي نشر موجز عنها في كتاب للسيد ياسين الصفدي تحت عنوان "مختارات من المخطوطات العربية" نجد أن اسم المخطوطة "كتاب الضواري والجوارح المنسوب لأدهم بن محرز الباهلي 620هـ 1223م" ص 40 لندن 1978م) ولكن المحقق عاد فافتح أول صفحات الكتاب بمقارنة ما نقله المسعودي (ت 346هـ) من الكتاب
ثم رأيت المؤلف يذكر الخليفة المهدي العباسي (ص 55) وكتاب أرسيجانس الذي حمل إليه من بد الروم. وقد ولد المهدي العباسي عام (127هـ)
رجعت إلى كتاب (مروج الذهب) فرأيته ينقل حرفيا ما قاله أدهم بن محرز، (مروج الذهب، نشرة شارل بلا/ ج1 ص225 الفقرة (471) ونص عبارة المسعودي: (وذكر أدهم بن محرز أن أول من لعب بالصقور الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، وهو أبوكندة... إلخ.... انظر "مروج الذهب" نشرة الورق 81) وما نقله المسعودي موجود في كتاب (منافع الطير)
أردت أن أعرف ماذا قال شارل بلا عن المؤلف، فرجعت إلى مجلد الفهارس فرأيته قد افتتح ترجمة أدهم بن محرز بقوله: (صحابي، قاد الجيش الشامي الذي قضى على شيعة الكوفة في عين وردة "رأس العين" سنة 65 ) وهذا وهم كبير، فإن أدهم لم يكن من الصحابة، ولكن شارل بلا، توهم ذلك إذ رآه مذكورا في (الإصابة) والمشهور والمتواتر في كل كتب التاريخ أن أدهم بن محرز أول مسلم ولد في حمص بعد فتحها، فكيف يكون صحابيا وقد ولد بعد فتح حمص.
ومعظم من ترجم لأدهم بن محرز جعل وفاته في حدود سنة 90 للهجرة، فكيف يكون هو مؤلف الكتاب مع أنه يتحدث عن الخليفة المهدي المولود عام (127هـ)
ثم وصلتني رسالة من الأستاذ لطف الله قاري وفيها: ( أن الكتاب تعاقب على تأليفه ثلاثة مؤالفين من ثلاثة أجيال، الأول منهم أستاذ للثاني، والثاني أستاذ للأخير. فالأول هو أدهم بن محرز الباهلي والثاني هو الغطريف بن قدامة الغساني الذي كان صاحب ضواري هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد الأمويين، وأدرك عهد هارون الرشيد. والثالث هو الحجاج بن خيثمة الذي قام بتحرير الكتاب، وكان معاصرا للرشيد وتلميذا للغطريف. وهو ينسب معظم أقوال الكتاب إلى أدهم والغطريف، مع نقول من كتب مترجمة.
من هذا الكتاب ثلاث نسخ: واحدة في المكتبة البودلية (بودليان) بأكسفورد، والثانية في المجموعة التيمورية بدار الكتب المصرية، والثالثة في طوپ قپو سراي بإستنبول. وقد اعتمدت طبعة أبوظبي (1983) على النسخة البودلية فقط. ونسخة إستنبول نشرتها وزارة الثقافة العراقية سنة 1990. وجاء على غلافها أنها بتحقيق فلان وفلان. لكننا لا نجد من التحقيق سوى وضع الاسمين على أنهما محققان. فليس هناك مقارنة للنسخ الخطية التي يبدو أن الأستاذين الفاضلين لا يعلمان بوجودها أو بوجود طبعة أبوظبي. ولا ذكر لأي من المراجع التي اعتمدا عليها في شرح الكلمات. ولا نجد أية كشافات أبجدية توضح للقارئ ما في الكتاب من أسماء حيوانات ونباتات وأعلام. وهكذا هي حالة كثير من كتب التراث المطبوعة، لا نجد فيها من التحقيق سوى إضافة اسم شخص على أنه المحقق) وبذلك يكون مؤلف الكتاب في صورته الحالية هو الحجاج بن خيثمة ويقال أن المهدي العباسي أهدى الكتاب إلى عظيم الروم (ميخائيل بن ليون)؟ ردا على هدية وصلته منه. أما الحجاج بن خيثمة فلم أقف له على ترجمة سوى ما حكاه التنوخي عرضا في (الفرج بعد الشدة) فذكر أن خيثمة أمه وقال: (وهو رجل من أهل البصرة له قدر، وأمه أخت عبيد الله بن سالم مولى بلقين، وكان الرشيد جعل إليه أمر الصواري والبارجات، وكانت له في نفسه هيأة وحال وسرو) وفي (ثمار القلوب) خبر له مع المأمون
وفي (البصائر والذخائر) : (قال الحجاج بن خيثمة لابنه: والله ما تشبهني ؟ فقال: والله لأنا أشبه بك منك بأبيك، ولأنت كنت أشدّ تحصيناً لأمّي من أبيك لأمك)
|