ما اسمك يا أخا العرب (المؤلف : ابن سيده) أرجوزة نادرة، من أطرف أثار ابن سيده صاحب (المخصص) نشرت لأول مرة في "مجلة المشرق" السنة (36) حزيران (1938م) بعنوان (أرجوزة غميس) قال ابن منظور: (والشيء الغَمِيس: الذي لم يظهر للناس ولم يُعرف بَعْدُ. يقال: قَصِيدة غَمِيس والليل غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي يُسْتَخْفَى غَمِيس) المقالة بقلم المرحوم حبيب زيات، وقدم لها بقوله: (في خزانتنا مجلد لطيف في (33) ورقة وقع إلينا في دمشق في جملة أجزاء وجزازات شتى وهو غفل من التاريخ ولا خاتمة فيه، اقتصر ناسخه على تعليق هذه العبارة في أعلى الورقة الثانية من الجانب الأيسر: (من كُتب من كَتب الهريري من حلب) وبآخره ثماني صفحات من اوائل (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) وسائره أرجوزة غريبة تقع في (54) صفحة، كتب عليها بقلم الهريري المذكور: (هذه أرجوزة أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي البارع المعرف بابن سيده المغربي المرسي صاحب كتاب المحكم في اللغة، رحمه الله تعالى آمين) ولم نجد من أشار إلى هذه الأرجوزة بين كل من تكلم عن ابن سيده وعدد مصنفاته بعد وفاته سنة 458هـ 1066م ولعلها نسخة فريدة لا ثانية لها. وموضوعها في الأصل لغوي، تخيل فيها الناظم أن ركبا من رجال المشرق قادهم الاغتراب نحو المغرب، وسئلوا عن أسمائهم وآبائهم وقبائلهم وأخوالهم وبلدانهم ومراكبهم ومعادن قسيهم وسهامهم، وما يقتنصون من الوحش والطير، وما يأكلون منها، وما يهدون إلى حبائبهم ، واسم حبيبة كل منهم، والبيت الذي يقال لها عند الإهداء، وما كانت تنشده هي في الجواب، كل ذلك بألفاظ مبدوءة بنفس الحرف الذي تداوله من حروم المعجم كل رجل منهم في دوره. وقد توسع جدا في بعض الحروف، وأطلق العنان لبديهته فيها، فبلغ حرف الدال (81) بيتا، والزاي (107) أبيات وهو أطولها نفسا وأكثرها استطرادا، واللام (102) والنون (103) وعلى غرار أرجوزة ابن سيده وضع عبد الرحمن الحميدي منظومة تتضمن معرفة اسم الشخص وأبيه وأمه وبلده وقبيلته وملبوسه وزاده وصيده وعدته وشعره ومثله، ومن منظومة الحميدي نسخة في خزانة باريس في مجموع رقمه 3417 (الورقة 10 – 12)
وأنبه هنا إلى أن حبيب الزيات لم ينشر الأرجوزة كاملة، وإنما نشر مقاطع منها، وذكرها أيضا ألبير مُطلَق في كتابه (الحركة اللغوية في الأندلس) (ص 322) تحت عنوان: (أرجوزة ما اسمك يا أخا العرب) وأورد قطعة منها (ص359) نقلا عن مجلة المشرق. ورأيت المراكشي قد سماها أيضا بهذا الاسم في كتابه الذيل والتكملة في ترجمة علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي ص 268) فقال في تسمية كتبه: و"أرجوزة بديعة" عارض بها أبا الحسن بن سيده على حروف المعجم في (ما اسمك يا أخا العرب) ولا ننسى أهمية كون اسم الخال من أركان الأرجوزة، وفي مطلعها قوله بعد الحمد والصلاة:
(نحن ركيب من رجال المشرق = أكارم الأنفس لدّ المنطق)(
مالت بنا الأيام نحو المغرب = مهما يشرّق كوكب نغرّبِ)(
وكلنا قرم أب وخال = ذو حسب عدّ وفخر عال)(
وكل مخطوط من الهجاء = حواه ما نحوي من الأسماء)
كذاك اسم الأب واسم الخال = وغير ذا من بلد وآل
وانظر مقاطع من الأرجوزة في مجالس الوراق (دوحة الشعر) في موضوع بعنوان:
إرجوزة ابن سيده (ما اسمك يا أخا العرب)
|