فوائد في مشكل القرآن (المؤلف : العز ابن عبد السلام) كتاب غريب، نقل مؤلفه في بعض مباحثه عن العز بن عبد السلام نفسه، طبع لأول مرة بتحقيق د سيد رضوان علي الندوي (رسالة دكتوراه من جامعة كيمبردج) معتمدا أربع نسخ من مخطوطات الكتاب "أقدمها كما يرجح" نسخة المتحف البريطاني، ولكنها بلا تاريخ، ولا ذكر للناسخ، وهي ملحقة بكتاب العز ابن عبد السلام (مجاز القرآن) قال: (ويضم نسخة من هذه الفوائد، ولم يذكر منفصلا لأنه لا يحمل عنوانا ولا اسم المؤلف)..... والثانية نسخة بخط علي بن سودون الإبراهيمي المتوفى سنة (880هـ) وكان ناظرا في الزاوية الصرغتمشية بالقاهرة، والثالثة نسخة بلا تاريخ ولا اسم للناسخ وهي تختلف تمام الاختلاف عن المخطوطتين الأخريين في ترتيب مادة الكتاب، فلم تصنف محتوياته تحت عناوين الموضوعات الثلاثة المختلفة (القرآن ـ الحديث ـ الفقه) وإنما امتزجت بعضها مع بعض بشكل مختلط جدا ...
أما الرابعة فيدعو ما حكاه المحقق عنها إلى الإحباط، قال: وتبقى في المخطوطات الثلاثة ثمانية عشر سؤالا دون جواب، ولكن الأجوبة عليها وردت في مخطوط فريد (دار الكتب المصرية/ تفسير 836) ورمزت إليها ب(د) وهذه الرسالة بعنوان (كشف الإشكالات) لا تحمل اسم المؤلف، وقد نسبتها دار الكتب المصرية ومن بعدها بروكلمن إلى مؤلفنا خطأ، وهذا أمر جد غريب، إذ أن مقدمة هذا المخطوط نفسها تظهر بوضوح أن مؤلفه كان كاتبا غير العز بن عبد السلام، فقد وردت إشارة في الورقة (8 أ) إلى المولى أبي السعود المفسر الشهير المتوفى سنة (982هـ) .... وهناك احتمال قوي جدا بأن مؤلفه أحمد بن أحمد بن يوسف الحسيني الذي وقف هذا المخطوط بتاريخ (1312هـ) والمتوفى عام (1332هـ) الموافق (1914م) وكان محاميا مصريا وفقيها شافعيا وكاتبا غزيرا..... إلخ )
ويرد المحقق في مقدمة نشرته على الأستاذ محمد عبد الغني حسن ما ذهب إليه من أن الكتاب مفقود، وذلك في مقدمة نشرته (تلخيص البيان في مجازات القرآن) للشريف الرضي، الذي صدر في القاهرة 1955م وهو قوله: (ويظهر أن الله شاء أن يظل كتاب "مجازات القرآن" للشريف الرضي وحده وأن يتفرد بهذه المزية فلا يشركه كتاب عربي في مجازات القرآن، فقد ذكر صاحب كشف الظنون أن لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام المصري الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 660هـ كتابا اسمه "مجاز القرآن" وأن جلال الدين السيوطي قد اختصره وسماه "مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن" فأين كتاب العز بن عبد السلام وأين مختصر السيوطي، وهل هو في مجاز القرآن بالمعنى الذي قصده أبو عبيدة أم بالمعنى البياني الاستعاري الذي انفرد الشريف الرضي بالتصنيف فيه. الحق أن مصادرنا تسكت سكوتا مطبقا عن كتاب مجاز القرآن للعز بن عبد السلام، ولعله فيما ضاع من تراث الإسلام) (مقدمة تلخيص البيان ص 30)
قال: ولو رجع المحقق إلى كتاب "طبقات الشافعية" للسبكي و(الإتقان) للسيوطي وغيرهما من كتب التراجم والفهارس لم يشك في تأليف العز لهذا الكتاب، ثم لو رجع إلى بروكلمن وفهارس المكتبات العامة لوجد أن الكتاب مطبوع في الأستانة سنة 1313هـ في (223 صفحة من القطع الكبير) باسم "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز.
قال: ومن الأسباب التي جعلتني أختار هذا المخطوط للتحقيق هو تنويه بعض مترجمي العز بن عبد السلام بكلمة (وهو أول من ألقى التفسير دروسا في مصر) وكان من دواعي سروري أن أكتشف أن تلك الدروس هي تؤلف المخطوط الذي بين أيدينا، فقد ذكر ابن حجر في كتابه (رفع الإصر) هذه المجموعة من الدروس باسم (أمالي في تفسير القرآن) وذكرها الباباني في (هدية العارفين) بنفس الاسم، وذكرها السيوطي في (الإتقان) باسم (كنز الفوائد) والذي يحملنا على الاعتقاد أن هذا المخطوط هو نفس تلك الدروس التي يشير إليها مترجمو العز بن عبد السلام، دوّنها بعض تلاميذه ولم يكتبها الشيخ بيده
ومن غرائبه إعراب الآية: (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) وفيه أن الجن ليس فاعل (تبينت) وإنما هي مبتدأ ... إلخ. انظر في ذلك ما حكاه الزمخشري في الكشاف والزجاج في (إعراب القرآن) وفي قراءة أبيّ بن كعب: تبينت الإنس، وهي كما يقولون قراءة تفسيرية
|