مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
إنباء الهصر بأنباء العصر
(المؤلف : ابن الصيرفي)

كتاب أثيرت على مؤلفه زوابع التهم والشبهات، لا يعرف حجمه ولم يحقق اسمه، يعرف مؤلفه بابن داود كما يعرف بابن الصيرفي. وذكر السخاوي أنه ألفه بإغراء قاضي قضاة الشافعية قطب الدين الخضيري الذي كان مطالبا عند السلطان قايتباي بثلاثين ألف دينار، ثم خلع عليه، وأنزله بداره التي كان بها وهو أمير.. وانظر تفصيل ذلك (ص423) وكان يحضر مجالس تهنئة السلطان كل شهر صحبة قاضي قضاة الحنفية محب الدين ابن الشحنة وكان نائبا له. على صلة وطيدة بقاضي قضاة المالكية حسام الدين ابن حريز، اقتضت أن يجعل من كتابه مسرحا للتندر على ابن تغري بردي (ت 874هـ) صاحب (النجوم الزاهرة) وكان ابن حريز قد تزوج أخت ابن تغري بردي وطلقها، فانتهز ابن الصيرفي كل فرصة للتهكم بابن تغري بردي والحط من قدره، فلما ترجم له (ص175) ذهب في التجني عليه كل مذهب. انظر في ذلك (ص72) و(74 -75) ومنها (84) في ترجمة ابن اخت قايتباي (ص84) : (وقال ابن تغري بردي : كان من مساوئ الدهر وبالجملة لا تقل مات الأمير بل قل نفق الحمار) انتهى كلامه سامحه الله) ويلاحظ إهمال المحقق توثيق نقول المؤلف عن ابن تغري بردي مما يدل أن الأجزاء التي ينقل عنها المؤلف مفقودة. ما يحتم علينا إعادة النظر في خاتمة (النجوم الزاهرة) انظر مثالا على ذلك (ص 75) وصلتنا قطعة من الكتاب في سيرة السلطان قايتباي ، ودواداره يشبك وكاتب سره المقر الزيني ابن مزهر الأنصاري. ولو وصلنا كاملا لكان أطول وثيقة في أخبار سقوط الدولة الدلغدارية (انظر حول ذلك التعريف بكتاب رحلة الأمير يشبك الدوادار) وعني بتحقيق الكتاب ونشره د. حسن حبشي :القاهرة 1969م. معتمدا نسخته اليتيمة في العالم، وهي النسخة التي تحتفظ بها المكتبة الأهلية بباريس برقم (2285) وأشار إلى وجود قطعة تتعلق بالفترة الأخيرة من عهد قايتباي وهي بخط المؤلف يمكن أن تكون ذيلا لكتابه هذا وتحتفظ بها مكتبة الأزهر بالقاهرة. وتقع هذه النشرة في (520) صفحة، تبدأ بفاتحة السنة 873 هـ حتى 10 ربيع الآخر 877 (ص490) ولم تصلنا صفحات المخطوطة التي تتضمن حوادث ووفيات ما بعد هذا التاريخ حتى 7/ ذي الحجة 885 ولم تصلنا من وفيات هذه السنة سوى قطعة من ترجمة البقاعي ثم تلا ذلك نقص حوادث شهر محرم 886هـ حتى يوم 28 منه. وآخر صفحة في الكتاب حوادث يوم 4/ ربيع الأول/ 886هـ وهي سيرة كتبها يوما بيوم كما يفهم من سياق الاحداث كقوله (ص391) : وكثر ركوب السلطان ونزوله من القلعة جدا حتى إني تركت كتابته.. وكالإحصاء اليومي الذي أعده لضحايا طاعون شعبان 873هـ وفي يوم 21 منه قال: (فعلى هذا تكون عدة من يموت بالقاهرة وظواهرها كل يوم أربعة آلاف إنسان وأربعمائة إنسان... (ص59) قال(ص484) : (وفي يوم الإثنين 17/ ربيع الأول/ 877 نودي بالمدينة بالعرض للماليك السلطانية والخشقدمية والسيفية فصعدوا يوم الأربعاء وكنت منهم جانبا لأتحقق ما كتب السلطان ) ومعياره في ذكر الترجمة كما يقول: (أن تعرف للمترجم فروسية فتذكر أو معروف فينشر ،أو سر فأخبر به) وقد مال في كثير من كلماته إلى اختيار العامي على الفصيح، فمن ذلك استعماله (إلا) بالمعنى العامي البدوي التي تعني (وإذ) (ص95 س1) وكقوله (وسافر إلى الحجاز كم مرة آخرها ) (ص308) أما عنوان الكتاب (إنباء الهصر بأنباء العصر) فلم أر له ذكرا ؟ ولم تصلنا لا مقدمة الكتاب ولا خاتمته لنعلم هل التسمية من صنيع المؤلف ام لا ؟ فإن صح ذلك فهو قد نهج فيه على منوال كتاب شيخه الحافظ ابن حجر (إنباء الغمر بأنباء العمر) ويدل على ذلك قوله (ص 106) في ترجمة الملك الظاهر يلباي :(تسلطن بعد وفاة خشقدم سنة 842 .....وقد قدمنا ذكر ذلك في حوادث هذا الكتاب عند سلطنته فلا حاجة إلى إعادته). فإذا كانت سنة (873) هي أول الكتاب كان مراد المؤلف بكلامه عن يلباي ما ذكره في تاريخه الكبير (نزهة النفوس والأبدان) وإذا صح ذلك فإن ابن الصيرفي تعمد أن تكون سنة (873) فاتحة تاريخه (إنباء الهصر) لأن شيخه افتتح (إنباء الغمر) بالسنة (773) (ولم يستطع المحقق كما يقول الوصول إلى علة تسمية الكتاب بهذا الاسم إلا أن يكون "الهصر" تحريفا أو اشتقاقا من جانب المؤلف لكلمة "الهصر بمعنى الأسد" ويقصد به السلطان قايتباي الذي تولى السلطنة يوم الإثنين 6/رجب/ 872 وعمره 54 سنة وتوفي سلطانا يوم الأحد 17/ ذي القعدة/ 901هـ وكان كما يوصف عربي الوجه مصفر اللون نحيف الجسد. ويؤخذ على المؤلف أنه يذكر الوفيات في الحوادث ثم يعيد ما ذكر في الوفيات بزيادات طفيفة، ووقعت فيه حوادث مكررة، لم ينبه المحقق إلى ذلك فمن ذلك (ص379 ) خبر حول المدرسة السيفية وأنها كانت كنيسة وليس لها كتاب وقف... وتنتهي قضية المدرسة في السطر 11 ص382) ثم يعود ابن الصيرفي وكأنه نسي أنه أثبت قصة المدرسة فيكررها (ص383) (سطر14) حتى (ص387 سطر 6) ويفهم من كلام ابن الصيرفي (ص93) أنه أضاف على الكتاب إضافات في أوقات متباعدة من الكتاب ومن ذلك تكرير ترجمة ابن جنة سبط البلقيني (ص342) و(ص350) ولم ينبه المحقق إلى ذلك والترجمتان تكمل إحداهما الأخرى ما يدل ان المؤلف كتب الاولى ثم كتب الثانية في زمن نسي فيه ما حكاه في الاولى والكلام عن اضطراب الكتاب يطول، وحسب كلام السخاوي فإن ابن الصيرفي أراد بتأليفه أن يلقى الحظوة عند الدوادار يشبك، وحافظ في كل مرة يذكره فيها على سطرين من ألقابه، (عظيم الدنيا على الإطلاق وباش العسكر المقر الأشرف الكريم العالي الملاذي ومدبر المملكة ومشيرها ووزيرها وأستدارها ودوادارها الكبير وصاحب حلها وعقدها) ولا يستبعد أن يكون يشبك قد مزق الكتاب فلم تصلنا منه سوى هذه القطعة قال السخاوي: (وحسّن له =أي القطب الخيضري= عمل سيرة الأشرف قايتباي وتوسط في إيصالها له فكان ذلك من المضحكات ... وأخذ له من الملك مبلغاً لزعمه أنه تكلف على نساخته وتوابعه ما استدان أكثره ورحم الله يشبك الدوادار وأنه ليقظته لما علم بحقيقة شأنه بالغ في إبعاده ورام ضربه ومنعته رياسته من استرجاع ما كان أعطاه له حسبما بلغني؛ وبالجملة فهو من سيئات الزمان غني بشهرة سيرته عن مزيد البيان ) وربما سخط السخاوي عليه بسبب ما حكاه الصيرفي حول قصة المدرسة الكاملية في حوادث (3 ذي القعدة 875) ثم ما حكاه من ذلك في ترجمة المجذوب محمد بن صالح الشهير بالأزهري. أما قول الباباني في نسب ابن الصيرفي :(الإسرائيلي) فلا أصل له وربما استنتج ذلك من قول الشهاب الحجازي فيه برواية السخاوي: (قال ابن داود الأديب ألم أكن = فرداً أجيب لأنت تابعهم)(هلك السموءل وابن سهل وابن إس=رائيل قلت وهو رابعهم)) ولا يندرج هذا الشعر إلا في باب ممازحة الأصدقاء فالشهاب الحجازي كان من أصدقاء المؤلف وقد ترجم له في هذا الكتاب فقال (ص298): (وكان بيني وبينه صحبة زائدة وبات عندي ليالي وأقام عندي أياما ورأيته أستاذا في سائر الفنون ...) و في الكتاب هنات تنال من تحقيق الكتاب كبيت شعر لابن الرومي جعله المحقق نثرا (ص 81) وصحف يرفعه إلى يدفعه. يضاف إلى ذلك أخبار كثيرة تفتقر إلى التحقيق أكتفي هنا بذكر نصين، الأول في حوادث محرم 875 (ص199) قال: (وكذا وصل الخبر عن ابن عثمان أنه ملك أعظم بلاد الفرنج التي هي البندقية ولله الحمد والمنة على ذلك). والثاني (ص496) قال: (وفي يوم الإثنين 13 ذي الحجة صعد مباشرو الدولة لبين يدي السلطان نصره الله وانقضى عيد السادة الحنفية وصار هذا اليوم إلى آخره عند السادة الشافعية عيدا) تكاد تنحصر قيمة الكتاب بنوادر الأقضية والمحاكمات التي شهد ابن الصيرفي وقائعها أثناء خدمته في سلك القضاء فمن ذلك ما نقله لنا من أخبار تنفيذ أحكام الإعدام بمشايخ العربان من بني عدي وبني سعد وبني حرام الخارجين في البحيرة والشرقية، وهي كثيرة جدا، منها: (وفي يوم السبت 5/ محرم/ أرسل المقر الأشرفي العالي السيفي برقوق =أحد المقدمين الألوف الذي استقر في الشرقية= للسلطان من خيول العرب المفسدين مائة وثلاثين فرسا بعد أن وسّط أصحابها وأرسل عدة منهم في الحديد وجهز أربعة رؤوس آدميين مقطوعين فعرضوا على السلطان) وفي 13/ ذي القعدة/ برز الأمر بتسمير ستة نفر من المفسدين من اعمال القليوبية المعروفين بفضل وأن يوسطوا بقليوب .. (ص287) وفي 25/ صفر رسم السلطان (نصره الله) بتسمير فلاحي الأتابك اوزبك الذين قبض عليهم وتوسيطهم وهم من بني سعد وحرام فوسطوا خمسة عشرة منهم بباب النصر وأربعة بقنطرة الحاجب، ....وفيهم صبي امرد دون البلوغ وسألوا في الإعفاء عنه فما أجيبوا. (ص320) وخبر القبض على زهاء أربعمائة امرأة من نساء عربان الصعيد الخارجين على الدولة وحملهن مع أولادهن إلى ساحل بولاق لينالوا عقابهم ( ص44) جمادى الآخرة 875 وصول علاء الدين بن زوين كاشف الغربية وصحبته شخص من العربان يسمى عبد القادر بن حمزة بن نصير الدين مسلوخا وقد حشي جلده قطنا، وعدة رؤوس آدميين مقطوعين (ص232) وفيه ربيع الأول/ 877 ضرب السلطان عدة من اهل بحطيط =من اعمال محافظة الشرقية= بالمقارع ....ورسم بسلخ أربعة منهم بحضور الباقين فسلخوا وأرسلوا إلى البلاد فأشهروا بها ليرتدع بهم امثالهم فنصره الله نصرا عزيزا. (ص484) وفي يوم الجمعة 7/ محرم/ 875 وصل المبشر من الحجاز المسمى قانصوه الجمالي وهو عريان وليس معه أحد سوى هجان واحد، وذكر أنهم عروه .... وأرادوا قتله فنهضت امراة وأظهرت أبزازها وحمته منهم وحضر بهذه الحالة. قال: (ص445) وفيه أشهر بالمدينة وشوارعها ثلاثة مسلوخون من اكابر عرب بني حرام ...إلخ قال في خاتمة كلامه على السنة 873 (ص114) (وأما الظلم الموجود من بعض الناس فلا فائدة في ذكره وعدم الأمن في السبل والطرقات والحق أقول: إني لم أر فيما رأيت مدة عمري أبشع ولا أفظع حالا من هذه السنين الثلاث سنة اثنتين وسبعين وسنة ثلاث وسبعين وسنة أربع وسبعين التي سيأتي ذكرها إن شاء الله فما شاء الله كان) ويذكر عقوبة فلاح باع التين بأكثر من سعره المفروض قال: فأمر المحتسب بضربه ثلاث علقات على مقاعده ورجليه وأكتافه وأشهره في المدينة عريا مكشوف الرأس ثم رسم بصلبه بذراعه على حانوته ولطخه عسلا وأوقفه في الشمس فتسلط عليه النحل والزنبور والذباب وقاسى من العقوبة ما لا يوصف (ص203) قال (ص 275) : (وفي هذه الأيام ضرب السلطان مملوك من مشترواته الذين أعتقهم ونفاه إلى حلب وسبب ذلك كونه تزوج ، ونزل من الطبقة وأخذ قماشه وخيوله وصار لا يملك غير ما عليه، وأعجب من هذا أن السلطان غضب أعظم الغضب لكون المملوك صار يأكل الضرب ويقول (ياستي نفيسة) فصار السلطان يقول لمقدم طبقته (هذا ما هو جلب إنما هو زقاقي) يعني : لأي شيء يضرب ولا يقول (توبة خجم) على عادة الأتراك ؟ ثم أمر ان يسلموه لتاجره المقيم بحلب المسمى عبد الكريم فإنه كان قدمه للسلطان) قال (ص291) :(وفي يوم الأحد ضرب شخص من الذين هم في سجن المقشرة نفسه بالسكين فخرجت مصارينه وسبب ذلك أنه كان مقررا عليه كل يوم للسجان ثلاثة أنصاف وللذي معه قدر آخر فإن لم ينهض فيعاقب عقوبة شديدة ويجعلون رجليه في الخشب، وطال ذلك عليه فقتل نفسه وانظر (ص321) القانون الذي صدر بسبب هذه الحادثة: الا يأخد النقباء ورؤوس النوب من السجان على المسجون الذي يودعه عنده شيئا، وأن زوجة السجان لا تأخذ شيئا في كل ليلة جمعة كما كانت عادتها. وقصة محاكمة شخص باع يهوديا جارية حبشية (ص518) قال: وفي 12/جمادى2/ اشتكت زوجة قاضي الشافعية بالديار المصرية أبي السعادات البلقيني شكت زوجها وهي أيضا بنت عمه وكانت قبله زوجة للخليفة المستنجد بالله ويعلق المؤلف على القصة بعد ذكر تفاصيلها بقوله: فانظر إلى إهانة القضاة والعلماء والأصلاء وانظر إلى النساء وكيدهن وانظر إلى حقارته ودناءة نفسه كيف أبقاها في عصمته وما ذاك إلا عدم عقل. ومن ذلك قصة غضب قايتباي على ابن المقسي ، قال: (وفي يوم السبت 29/ رجب ......رسم السلطان بضرب ابن المقسي (ناظر الخاص) فبطح بين يديه وضرب على مقاعده وكان يوما باردا شديد البرد وأمر السلطان بنزع ملابسه وضربه على اللباس وصار يستغيث فلا يغاث حتى انقطع حسه ..... وصار يقول له: (انا أعدل وانت تظلم ؟ انا أعمّر وأنت تخرب) وكانت ساعة نسال الله السلامة منها .... ومن ذلك نقله لوقائع محاكمة الإمام البقاعي في أول محرم 875 قال: ص 186 (وطلع البرهان البقاعي في هذا اليوم قبل كل أحد وجلس بالجامع وصحبته كتب كثيرة، وليس هو راجعاً عما قاله في كلام الشيخ ابن الفارض وتكفيره، وبلغني من عدة جماعات أنه أوصى،ـ أى استعد للموت بالوصية ... وصنف كتابا في مناسبات القرآن فقاموا عليه وأرادوا إحراق الكتاب وتعصب عليه جماعة وأغروا به الأمير تمربغا ) ومن ذلك (ص317) قضية الحكم على الشريف البغدادي بحلق شعر رأسه قال: (وكان كثير التردد للأمراء وكثير الهجم على السلطان والمباشرين ويركب فرسا ويعلن في الأسواق بصوته فيدعو ويذكر ويلحن....فمجرد ما وقع بصر السلطان عليه سأل الحاضرين مشايخ الإسلام عن حكم الشعر المرسل وتربيته بعدما قال له: (هذا دكانك) فبادر الشيخ صلاح الدين المذكور فقال: (هذا بدعة هذا حرام) وأقره الحاضرون على ذلك، ففي الحال طلب السلطان جليبا وحلق رأسه، فصار يمتنع ويبكي ويتضرع فما أفاده شيء، وصار يلم الشعر ولم يمكنهم منه، وشاعت الواقعة وامتلأت منها العلماء وأجابوا أن تربية الشعر سنة، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يحلق رأسه إلا ثلاث مرات في نسك ... وفي الصحيحين أنه (ص) كان له شعر يبلغ منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، وامتلأت البلدة بهذه الواقعة ومن ذلك وقائع فحص مؤهلات القضاة (ص 370 - 377) حيث يتعرض المؤلف نفسه إلى المساءلة في المحكمة التي أقامها قايتباي فكان كلما نودي على قاض قال :( من عمل هذا قاضيا)؟ وقال لابن ظهيرة لما رآه: (أنت مباشر لص حرامي من عملك قاضيا) ولما عرض له بدر الدين الدميري قال له (أنت أيضا قاضي) ؟! فقال له يا مولانا لي عشرين سنة قاضي فقال له (يكفاك استريح) ومن ذلك قصة مشاجرة القضاة بين يدي السلطان وهي من اطول قصص الكتاب (ص352 ) و(آخرها: ص 358) قال (ص351) وفي يوم الثلاثاء 21/ جمادى1 قبض على شمس الدين محمد بن عبد الرحمن صيرفي (جدة) وطلبه في خلوة وهدده بأمور وذكر له أنه صدر منه قبائح وقال له (كم لك سنة صيرفيا بجدة) فقال: (أربع سنين) فرسم أن يؤخذ منه عشرون الف دينار ومن ذلك (ص398) خبر الخلع على ابن زوين (اليهودي) بكشف التراب والدم بالغربية فقبل الأرض بين يدي السلطان ... قال فبرز شخص من الأمراء العشرات يسمى تاني بك الجمالي وقال: (من يولي هذا اليهودي هذا الكلب على المسلمين) وكنت حاضرا فغضب السلطان غاية الغضب وطلب ابن زوين ونزع الخلعة من عليه وخلعها على تاني بك المذكور فصار يتمنع ويتدخل ويبوس الأرض والسلطان مصمم على ولايته فعند ذلك تقدم الأمير آخور الكبير والأمير تمر حاجب الحجاب والأمير تنبك الدوادار وصاروا يقبلون الأرض ويقبلون يد السلطان حتى نزعوا الخلعة عنه واعادوها على ابن زوين بعد ألف جهد ومن أخباره المهمة فيه قوله في ترجمة نور الدين البرقي الحنفي (ص306) : (وخرب دورا كثيرة بموته وكان يحب خراب بيوت الناس في حياته فأراني الله مصرعه واستجاب دعائي وبلغني مناي فإنه كان أكبر القائمين علي في حكم عارضني فيه هو والمحتسب ولا نهض بنقضه فدعوت عليه في سجودي فما مضى عليه عشرة شهور حتى أخذه الله). ومن نوادره حديثه عن نظارات العيون الفرنجية قال: (ص436 يوم1/ذي الحجة/ 876 وفيه صعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر وكنت صحبتهم ... فطلب قاضي القضاة الحنفي من السلطان عيونا شُغل الفرنج التي ينظر بها للكتابة، كانوا أحضروا له منها بعدة فأجابه: هذا الذي طلبته مفضضا وأنت ما يجوز لك استعمال ذلك ، فما ساعه إلا السكوت

عودة إلى القائمة