جامع الفنون وسلوة المحزون
(المؤلف : ابن شبيب الحراني)
من نوادر المنتخبات الأدبية الرائقة، يتنقل فيها القارئ = كما يقول المؤلف = بين جد وهزل ورقيق وجزل، وفيه بعض تواريخ الأمم الخالية وأخبار يأباها طبع الغبي الغافل ولا ينكرها عقل الذكي العاقل، مما أظهرته الحكمة الإلهية من عجائب المخلوقات. وقد بنى الكتاب على مقدمة وأربع مقالات، جعل الأولى في ثلاثة أبواب: 1- في كلمات من الكتب المنزلة على الرسل 2- في أحاديث نبوية وأمثال فيلسوفية 3- في حكم وأمثال مختلفة وجعل الثانية أيضا في ثلاثة أبواب في الآثار العلوية والمتوسطة والسفلية وما فيها من عجائب المخلوقات، وتناول في المقالة الثالثة أحوال الدنيا وتلوانتها في أربعة أبواب وأما المقالة الرابعة ففي عجائب الأقطار وغرائب البحار والأنهار والجبال والقفار، وتكاد تستغرق نصف الكتاب، بناها على تسعة أبواب 1- البحار 2- الأنهار 3- العيون 4- الآبار 5- الجبال 6- الحجارة -7 المدن والضياع والحصون والقلاع والقصور والدور، 8- في أمم وحيوانات مختلفة 9- وصف المدن والضياع والحصون والقلاع والقصور والدور والمجالس وما ناسب ذلك.
وقد استعار الكثير من عجائب البلدان من الهروي (ت611) والقزويني (682هـ) والمسعودي (346هـ) وما يتعلق منها بمصر فمن كتاب إبراهيم بن وصيف شاه (ت 596هـ) (جواهر البحور ووقائع الدهور في أخبار الديار المصرية)
وقد حرص أن يذكر عند حديثه عن كل مدينة ما عثر عليه من الشعر المؤلف فيها فإذا لم يجد قال: (لم يتهيأ شيء من المنظوم فأثبت المنثور) ورأى المحقق أن الكتاب يمثل صياغة غير مكتملة وأن المؤلف لم تتح له الفرصة لاستكماله.
طبع الكتاب لأول مرة عندنا في المجمع الثقافي في تشرين الثاني 2010م بتحقيق د. فاروق إسليم ود. فاطمة البريكي.
وهو الكتاب الذي ذكر كراتشكوفسكي أن في آخره خارطة مستديرة للعالم (تاريخ الأدب الجغرافي 1/ 387) قال المحقق: (لكنا لم نقف عليها ولا يستبعد أن تكون في نسخة لم نقف عليها أو أن ذلك من اوهام كراتشكوفسكي) اعتمد المحققان في إصدار الكتاب على نسختين من مخطوطاته، الأولى نسخة المكتبة البريطانية سقطت منها أوراق في خمسة مواضع، والثانية نسخة معهد الدراسات الشرقية في سانت بطرسبرغ، ناقصة من أولها 7 صفحات، وتاريخ نسخها 4/شعبان/ 977هـ بخط محمد بن عبد الله النوري الشافعي الساكن في الموصل، وربما كانت النسخة ملكا لآل البلاط في مطلع القرن 12هـ
أما مؤلف الكتاب فقد بين المحقق خطأ ما ذهب إليه الزركلي وحاجي خليفة من أنه أحمد بن حمدان بن شبيب الحراني المتوفى عام 695 والصواب أن أحمد هذا هو عم والد المؤلف ، وقد ترجم ابن حجر للمؤلف في (الدرر الكامنة) واسمه علي بن عبد الرحمن بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان الحراني، كان حيا سنة 747هـ ولهذه الأسرة شهرة عالية، ترجم الصفدي لأعلامها ومنهم جد المؤلف لأمه وجده لأبيه.
|