المسائل الخاطريات
(المؤلف : ابن جني)
كتاب طريف، من نوادر ابن جني الضائعة، وصلتنا قطعة منه تقع في (142) صفحة، وفي أثنائها قوله (ص 93) (الجزء الثلاثون من تعليقي من هذا العد مما يمله علي خاطري)؟ وقد تفرقت صفحات فصلين من فصولها هما: (تخريج شعر تأبط شرا) و(معان وفوائد عن ثعلب) فنشرهما المحقق آخر الكتاب بدءا بالفقرة (226). وورد ذكر الكتاب في إجازة ابن جني لتلميذه الحسين بن أحمد بن نصر وهي التي أوردها ياقوت في ترجمته قال: (وكتاب ما أحضرنيه الخاطر من المسائل المنثورة مما أمللته أو حصل في آخر تعاليقي عن نفسي)
وقد تناول في أثناءها تعليل (92) آية، تخللتها استدراكات على كلام للمؤلف في مؤلفاته. ومن نوادره ما حكاه عن لقاء المتنبي وابن دريد (ص74) قال: أخبرني بعض أصحابنا قال جيء بالمتنبي –يعني شاعرنا- وهو صبي بذؤابة له إلى أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد فقيل : إنه شاعر، فقال أنشدنا يا فتى شيئا من شعرك فأنشده المتنبي: (متُ إن لم تأخذوا بدمي يـا لقحطاني ويعربيه )
قال فمسح يده على رأسه وقال لا بل نأخذ بدمك
وانفرد في الكتاب بذكر قطع من الشعر لا يعرف قائلها كالقطعة رقم (18) وهي ستة أبيات أولها: (ولي بالمجلس العالي أواخيُّ من الطاعه) والقطعة (21) أربعة أبيات أولها
(سـن وعلم وجده والفعل فعل المرده)
وقصيدة لمصعب عم الزبير بن بكار في رثاء ابنتيه (ص60) أولها:
(ألا أيها القبران طاب ثراكما سقى الله ما ولاكما وسقاكما)
وهي على غرار قصيدة الأسدي في الحماسة
ومنه البيتان في القطعة (93) قال: أُنشِدتُ:
(مـا اعجب الأمر ترجوه وتحذره لا الأمن أمن ولا المحذور محذور)
(عـادات طبع أقام الدهر يخدمها أصار ذا الخلقَ ميسور ومعسور)
طبع الكتاب لأول مرة في بيروت 1408هـ بتحقيق الأستاذ علي ذو الفقار شاكر.
وأفاد المحقق أن البغدادي رجع إلى الكتاب في (خزانة الأدب) وسماه (الخاطريات) والسيوطي في (الأشباه والنواظر) و(همع الهوامع) وسماه ابن خلكان: (المسائل الخاطريات) وانتهى المحقق بعد مقارنة نقولاتهم بمادة الكتاب إلى أن ما وصلنا قطعة من الكتاب، تحتفظ بها مكتبة الأوسكوريال تحت رقم (777) وذكرها بروكلمان (1/25) على أنها تضم بعض مختارات من شعر "تأبط شرا" ويبلغ عدد صفحات هذه القطعة (142صفحة) تحمل عنوانا مصنوعا هو (كتاب مجموع في علم البلاغة) وتحته ما نصه: (نقل جميع هذا كما وجده في خط الإمام ابن جني رحمه الله السيد الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن إبراهيم بن النحاس حامداً) وبآخره: (تم المجموع بحمد الله وعونه من كلام الإمام عثمان بن جني رحمه الله تعالى منقولا من خطه وذلك بحلب المحروسة بالقرب من عمود الأسر بتاريخ شهر الله رجب سنة سبع وخمسين وستمائة على يد أضعف خلق الله وأحوجهم إلى عفوه وغفرانه عفا الله عنه محمد بن عبد الرحيم حامدا الله تعالى ومصليا ومسلما)
قال: أما محمد بن إبراهيم بن النحاس فله ترجمة طويلة في الوافي: وفيها: بهاء الدين ابن النحاس ... الشيخ الإمام العلامة حجة العرب، شيخ العربية بالديار المصرية .... دخل مصر لما خربت حلب وتوفي سنة 698 عن 71 سنة أخبرني غير واحد أنه لم يزل في بيته من أصحابه ومن الطلبة من يأكل على مائدته ... هنا أناس يلعبون الشطرنج وهنا أناس يطالعون .. إلخ) وانظر في كتاب (الحصائل) للأستاذ محمد أحمد الدالي رسالة بعنوان (بقية الخاطريات لابن جني)
|