الجواهر وصفاتها
(المؤلف : ابن ماسويه)
يحيى أو (يوحنا) ابن ماسويه، أبو زكريا الخوزي، ويقال: (الحراني): كبير أطباء الدولة العباسية ومترجميها
في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي، الثالث الهجري، له أكثر من اربعين كتابا في مختلف شؤون الطب، تفصح عناوينها عن أهمية مباحثها. مع ان هذا الكتاب لم يرد في قائمة مؤلفاته التي ذكرها من ترجموا له.
وهو بكل تأكيد، غير كتابه (جواهر الطيب) الذي سجل فيه أنواع العطور وكيفية استخراجها واستجلابها، والذي
وصلتنا نسخة منه تحتفظ بها مكتبة جامعة القاهرة، وأما كتابه (الجواهر وصفاتها) فيعتبر من أوائل ما ألف في علم الأحجار الكريمة، ويضم قائمة نادرة عن أثمان الأحجار الكريمة وأوزانها وأوصافها ومزاياها وخصائصها، ومعادن استخراجها، وصيد اللؤلؤ، وطرق الغواصين في استجلابه.
وقد أفاد محقق الكتاب أن الكندي استعار نصوصا برمتها من كتاب ابن ماوسويه وأودعها في كتابه (الجواهر والأشباه) الذي ينقل عنه البيروني.
وصلتنا نسخة يتيمة من مخطوطات الكتاب، ضمن مجموعة في المكتبة التيمورية، المحفوظة في دار الكتب بالقاهرة، وتقع في سبع أوراق، بلا تاريخ، ولعلها من مخطوطات القرن العاشر الهجري.
وعلى الورقة الأولى عنوان الكتاب : (كتاب الجواهر وصفاتها، وفي أي بلد هي، وصفة الغواصين والتجار)
وافتتح الكتاب بصفة اللؤلؤ وأنواعه ومغاصه =أي أماكن صيد اللؤلؤ= ووصف طريقة الغوص، قال: (
الغاصة يركب منهم السفينة ما بين الستة نفر إلى اثني عشر رجلاً نصفهم غاصة ونصفهم يمسكون الحبال على الغاصة .... ولهم حبال من كتّان طولها ما بين العشرين ذراعاً إلى الخمسين... وفي طرف الحبل حجر مُعَلَّق يكون نحو ثلاثين مَنّا، فيضع الغائص قدمه عليه وينحدر في الماء إلى قرار البحر عريانا وعليه فوطته ومعه مخلاة من شريط محمولة في عنقه، وله ملازم من ذَبَل أو عاج أو قرون يلزمه أنفه لئلا يدخله الماء ولا يعد الغائص في الغاصة حتى ينخرق ما بين أذنيه وحلقه فينبعث دماً ثم يتمزق ويستمر فيكون فيه تنفساً ضعيفاً. ...إلخ)
ورث ابن ماسويه مكانة ابيه عند هارون الرشيد، وكان أبوه طبيبا يعمل في خدمة جبرائيل بن بختيشوع طبيب الخلفاء الشهير، فأهداه جارية صقلبية، فولدت له يحيى وأخاه ميخائيل، ونشأ يحيى في كنف ابن بختيشوع، وتخرج به. واستمر في رئاسة الأطباء حتى أيام المتوكل.
طبع الكتاب بتحقيق. عبد السلام رؤوف
أبوظبي: المجمع الثقافي 2001م (114)
|