لمح السحر من روح الشعر ورَوح الشحْر (المؤلف : ابن ليّون التجيبي) لم يصلنا اصل هذا الكتاب الذي اختصره منه ابن ليّون، وهو كتاب (روح الشعر ورَوح الشحر) لابن الجلاب (محمد بن احمد) الفهري (ت 664هـ) الذي وفد على حاضرة منورقة سنة (653هـ) لتبدأ قصة كتابه (روح الشعر وروح الشحر) والذي كتبه باسم صاحب منورقة الأمير سعيد بن الحكم القرشي (ت680هـ) وقد حظي بالثناء المدوي من كل مؤرخي عصره وشعرائه وكتابه، قال المقري في (نفح الطيب 2 320): (وقد ألفت باسمه التآليف المشهورة بالمغرب ككتاب :روح الشحر وروح الشعر)
وأما الشحر: فهو العنبر، سمي باسم الساحل الذي يجلب منه في اليمن.
بنى ابن الجلاب كتابه على عشرين بابا ، في المدح والرثاء والهجاء والغزل، والحكم والأمثال، والملح والهدايا، والتذييلات والتضمينات، وما تفتتح به الرسائل، وما كتب على الآلات والأماكن، والألغاز والمحاورات،
وخص الباب العشرين لفصول النثر.
وفي مقدمة ابن ليون بعدما وصف كتاب (روح الشعر) قوله : (وقد خلصتُ للحفظ خلاصته، ويسرتُ للمستعجل تقييده ومطالعته ... وقدمتُ التعريف بالمصنف لتعلم مرتبته ولتدل على قدره معرفته) ثم ترجم لابن الجلاب، وأثبت مقدمة كتابه (روح الشعر) وفيها قول ابن الجلاب، ويريد (سعيد بن الحكم): (ومن فيض انوار الرياسة العلية السعيدية الحكمية اقتبست، ومن بركات مجلسها الكريم التمست) وذكر أنه هو الذي سمى الكتاب بهذا الاسم.
وأما ابن ليون فواحد من كبار القضاة الأدباء الشعراء الزهاد، له مشاركة في الطب والهندسة والفلاحة، وتآليف في شتى الفنون والعلوم ناهزت مائة كتاب، معظمها مختصرات ومختارات، كهذا الكتاب، وقد ترجم له تلميذه لسان الدين الخطيب، في كتابه (الكتيبة الكامنة) فقال: (كان مولعا بالتاليف والتدوين ... بضاعته خزانة جمعت الآباء والامهات، والفرقد والمهاة ...) وترجم له المقري في (نفح الطيب: 5/ 543) ترجمة مطولة، عرض خلالها لطائفة من كتبه، ولخصها ومنها: (كمال الحافظ وجمال اللافظ) و(الأبيات المهذبة في المعاني المقربة) و(نصائح الأحباب) و(أنداء الديم)
طبع الكتاب بتحقيق د. سعيد بن الأحرش (رسالة دكتوراه)أبوظبي: المجمع الثقافي (1426هـ، 2006م) ط1 :548 صفحة
|