البسملة (المؤلف : أبو شامة المقدسي) تأتي قيمة هذا الكتاب أنه بقلم واحد من كبار المؤرخين الأفذاذ وهو أبو شامة المقدسي الدمشقي (إمام القراء) المقتول في حادثة اعتداء أثيمة ليلة الثلاثاء 19 رمضان/ 665هـ، في بيته بطواحين الأشنان في دمشق.
فرغ من تأليفه يوم 27/ رمضان 645هـ بعد عامين من فجيعته بوفاة ابنه محمد وبنته زينب وأمهما، في حوادث عام 643هـ
وصلتنا نسخة يتيمة من الكتاب تحتفظ بها المكتبة الظاهرية بدمشق، بخط علي بن عثمان المراكشي نسبا الكركي منشأ ومولدا، الشافعي، فرغ من نسخها ليلة الإثنين 15/ المحرم/ 739هـ وتقع في (142) ورقة.
ويعرف الكتاب أيضا ب(جواب المسألة في وجوب البسملة) وهو ما ذكره المؤلف في مقدمة الكتاب، وذكر أن سبب تأليفه للكتاب هو تعجب أولي النباهة والنظر من مذهب الشافعي في الجهر بالبسملة في الصلاة، وقد خالف بذلك الأئمة الثلاثة المقتدى بهم. مع أن الشافعي هو من روى أصل حديث أنس (ر) أنه (صلى خلف النبي (ص) وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يسمع أحدا يقرؤها) قالوا: فما خالف الشافعي ما رواه إلا لأمر له ظهر، ومعارض منع من حمل الحديث على ظاهره وزجر. (فما ذلك الأمر ؟ وما الخبر ؟ وما الوجه في تأويل هذا الحديث الصحيح الصريح المعتبر) قال: (فأحفظني نسبة مذهبنا إلى الضعف والخور، ثم ادعى الخصم قوة مذهبه فكان ذلك أدهى وأمر .... فتصديت للجواب ملبياً بذلك دعاء من جأر .. ورأيت أن أجمع أطراف مسألة البسملة ونقل مذاهب العلماء فيها .. فتحصل كتاب لطيف محرر).
وذكر أن الحافظ ابن عبد البر القرطبي (ت 463هـ) ألف في ذلك جزءا سماه (الإنصاف) مال فيه إلى مذهب الشافعي، وذكر أن المالكية لا يجيزون قراءة البسملة في الصلاة المفروضة، بينما لا يجيز الحنفية والحنابلة الجهر بها . ولمراجعة هذه المسألة ينظر كتاب البسملة (ص 110 – 114) والإنصاف ( ص 163) وأحكام القرآن للجصاص (1/ 9) والاستذكار (4/ 205) وفيه قول الإمام مالك: (لا ارى أن يتركها في فريضة ولا نافلة) وذكر أبو شامة هذه الكلمة وعلق عليها بقوله: هكذا وجدتها في نسخة صحيحة من المبسوط، وهو قول الشافعي.
طبع الكتاب بتحقيق الأستاذ عدنان بن عبد الرزاق الحموي (رسالة ماجستير)
أبوظبي (المجمع الثقافي 2004م ط1)821 صفحة (24 سم)
|