الإغفال (المؤلف : أبو علي الفارسي) كتاب الإغفال (وهو المسائل المصلَحة من كتاب معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحق الزجاج – ت 311هـ) من أقدم مؤلفات أبي علي الفارسي (270-377هـ) وأشهرها، اكتسب شهرته من كونه رد به على كبير شيوخه أبي إسحاق الزجاج (ت 311هـ) وقد وردت الإشارة إليه في كتابه (المسائل الحلبيات) في عدة مسائل، مما يدل أنه ألفه قبل قدومه إلى حلب، وكان قد ترك الموصل إلى حلب سنة 341هـ. ومولده في (فسا) عام (288)
قدم ابو علي الفارسي لكتابه هذا بقوله: (هذه مسائل من كتاب أبي إسحاق الزجاج في إعراب القرآن، ذكرناها لما اقتضت عندنا من الإصلاح للإغفال الواقع فيها، ونحن ننقل كلامه في كل مسألة من هذه المسائل بلفظه وعلى جهته من النسخة التي سمعناها منه فيها، ثم نتبعه بما عندنا فيه، وبالله التوفيق) وهي (109) مسائل، توزعت بين نحوية وصرفة وصوتية، وقد أطنب في بعضها، وأوجز في بعض، وسكت في بعض فذكر الإغفال ولم يعقب عليه بشيء. وافتتح مسائله بالتعقيب على قول الزجاج في لفظ الجلالة: (أكره أن أذكر ما قاله النحويون في هذا الاسم تنزيها لله تعالى) وأراد بذلك سيبويه، وهي المسألة التي كتب من أجلها ابن خالويه كتابه (الهاذور في نقض كتاب الإغفال) فرد عليه أبو علي بكتاب سماه (نقض الهاذور) ورجع إليهما صاحب (خزانة الأدب) عدة مرات، ومنها في مسألة لفظ الجلالة في شرح الشاهد (125) (يسمعها لاهه الكبار) والشاهد (864) في حذف ألف لفظ الجلالة الواقعة قبل الهاء. وقد استغرقت هذه المسألة (34) صفحة من كتاب الإغفال.
والمعيار الذي يحتكم إليه أبو علي في مؤاخذاته هو كتاب سيبويه، وقد تداخلت عبارته مع عبارة سيبويه في الكتاب إلى درجة يصعب التمييز بينهما.
وكما قال ابو حيان: (وأما أبو علي، فأشد تفردا بالكتاب وأشد إكبابا عليه، وأبعد من كل ما عداه مما هو علم الكوفيين، وما تجاوز في اللغة كتبا لأبي زيد وأطرافا مما لغيره، وهو متقد بالغيظ على أبي سعيد، وبالحسد له، كيف تم له تفسير كتاب سيبويه من أوله إلى آخره، بغريبه وأمثاله وشواهده وأبياته)
ومن فوائد الكتاب ما نقله عن كتابين للمبرد هما كتاب (الغلط) في الرد على سيبويه، و المسائل المشروحة من كتاب سيبويه) وكلاهما من الكتب الضائعة.
طبع الكتاب لأول مرة عام (1424هـ 2003م) بتحقيق د. عبد الله بن عمر الحاج إبراهيم
2 مج (1049 صفحة)أبوظبي: المجمع الثقافي بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث
|