مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
الدر الفريد وبيت القصيد
(المؤلف : ابن أيدمر المستعصمي)

أول كتاب من نوعه في تاريخ الأدب العربي، جمع فيه مؤلفه عشرين ألف بيت من الشعر السائر، لم يعمد فيه إلى فهرسة الشعر العربي وتمزيق أوصال القصائد المشهورة، وإنما كما يقول (وأرسلت فيه عشرين ألف بيت فرد قائم بذاته شرود، فذ محكم ) وأراد بذلك أن يثبت أن (بيت القصيد) ما كان معناه قائم بذاته غير مفتقر إلى بيت (يجيزه) حسب مصطلح (الإجازة الشعرية) ورتبه حسب حروف المعجم، معتمدا الحرف الأول من البيت، وليس القافية، واستثنى من ذلك ما أوله (الحمد لله) فجعله فاتحة الكتاب وثنى بما أوله (الله) وجعل ما أوله (أستغفر الله) آخر أبواب الكتاب. وقسم الكتاب إلى قسمين بما يشرح عنوانه: (الدر الفريد) وهو مقدمة الكتاب الضخمة والتي تتضمنها هذه النشرة و(بيت القصيد) وهو معجم الشعر الذي لم يطبع حتى الآن سوى مصورة لمخطوطته نشرها د. فؤاد سوزكين، فرانكفورت (1988) وهي النسخة الوحيدة التي وصلتنا من مخطوطات الكتاب، وهي بخط ابن أيدمر نفسه، في ثلاثة مجلدات ضخمة، تحتفظ بها المكتبة السليمانية باستنبول. وعلى معظم صفحات الكتاب حواش بقلم المؤلف تضمن معلومات في غاية الأهمية عن سيرته واخبار أسرته، ومختارات أدبية لها صلة بالأبيات التي تتصل بها الحاشية، ومن ذلك ما ورد في حاشية الورقة(9) : (كان والدي أحد أمراء طوائف القبجاق، وكانوا ذوي ثراء وأنعام كثيرة ... حتى ظهر جنكيزخان وسباهم لما لم يطيعوه، فاتفق مجيء والدي من بلاده صحبة التجار صغيرا يرضع اللبن إلى مصر، وأهداه عزيز مصر إلى الإمام أبي جعفر المستنصر بالله أمير المؤمنين والد المستعصم .. ولما وصل هولاكوخان بجموع التتار وغيرهم إلى بغداد استشهد والدي رحمه الله ببزوغي صبيحة يوم الخميس 10/ المحرم/ 656هـ ... إلخ) وتعتبر مقدمة الكتب سجلا للمعايير التي اختار على ضوئها ما اختاره من الشعر، وترى هذه المعايير فيما سماه (أصناف البديع) وهي (28) صنفا، ومن طرائف هذه المقدمة (باب السرقة الشعرية) وهي كما يقول: (ثلاثة أضرب: ضرب مستحسن وهو تسعة أقسام، وضربجائز وهو ثمانية أقسامن وضرب قبيح وهو ثلاثة اقسام) ويختم المقدمة ب(باب المجاز) وهو (21) نوعا. ويلاحظ أنه أكثر من الإفادة من كتاب (حلية الحاضرة) للحاتمي، إلى درجة اختلطت فيها آراؤه بآراء الحاتمي. وقد ترجم ابن أيدمر فيه لنفسه على حاشية الورقة التاسعة من المقدمة، وورد فيها اسمه على النحو التالي: محمد بن أيدمر بن سكزبر كونجك، وفيها قوله: (كان والدي أحد أمراء طوائف القبجاق، وكانوا ذوي ثراء وأنعام كثيرة ... حتى ظهر جنكيزخان وسباهم لما لم يطيعوه، فاتفق مجيء والدي من بلاده صحبة التجار صغيرا يرضع اللبن إلى مصر، وأهداه عزيز مصر إلى الإمام أبي جعفر المستنصر بالله أمير المؤمنين والد المستعصم .. ولما وصل هولاكوخان بجموع التتار وغيرهم إلى بغداد استشهد والدي رحمه الله ببزوغي صبيحة يوم الخميس 10/ المحرم/ 656هـ ... إلخ) بينما ذكر ابن الفوطي في ترجمة ابن أيدمر انه اتصل بهولاكو فقربه فكان من جملة مستشاريه. وروى ابن الطقطقا عن ابن أيدمر نفسه خبر مشاركته في الدفاع عن بغداد (الفخري: ص 80) (فكان الفارس منا يخرج إلى المبارزة وتحته فرس عربي، وعليه سلاح تام كأنه وفرسه الجمل العظيم، ثم يخرج إليه من المغول فارس تحته فرس كأنه حمار، وفي يده رمح كأنه المغزل، وليس عليه كسوة ولا سلاح، فيضحك منه كل من رآه، ثم ما تم النهار حتى كانت لهم الكرة فكسرونا كسرة عظيمة، كانت مفتاح الشر، ثم كان من الأمر ما كان) ويتابع ابن أيديمر فيذكر انه ولد في بغداد بالمحلة التي تسمى "درب حبيب" في سحرة يوم الجمعة 4/رجب/ 639هـ ونشأ كما يقول في قصر القائد إقبال الشرابي (ت 653هـ) الذي قام بأخذ البيعة للمستعصم، وبنى المدارس الشرابية المنسوبة إليه في بغداد وواسط ومكة المكرمة. قال: (وشرف الدين إقبال الشرابي هو الذي رباني صغيرا، وجعلني في جملة الخواص ممن يدخل عليه في كل يوم من كل ضحوة وبعد العصر، وكان ذلك ممنوعا عن غيرنا، وله علي إحسان كثير رحمه الله تعالى) وترجم ابن الفوطي لابن أيدمر ترجمة واسعة في (مجمع الآداب) وكان صديقه الحميم، يقول: (وبيني وبينه معرفة وصداقة واتحاد منذ سنة خمسين =أي 650هـ=) وذكر في ترجمته كتابه هذا وسماه (الجوهر الفريد وبيت القصيد) قال: وهذا كتاب نفيس لم يؤلف مثله، واهتم في ترتيبع وعمله، ثم ترك العمل، وحلق راسه، وتزهد،ن وخلع القباء، ولبس الفرجية، واشتغل بتنقيح كتابه إلى أن تم، ونقله إلى البياض .... وتفي في رجب سنة عشر وسبعمائة) ونبه المحقق إلى أن ترجمة ابن أيدمر في كتاب الأعلام للزركلي فاسدة، خلط فيها بين ترجمته وترجمة ابن أيدمر العلائي (ت 809هـ) وحسبهما واحدا. قضى ابن أيدمر حياته العلمية كلها في تأليف وترتيب هذا الكتاب، إضافة إلى كتاب آخر، أودع فيه مختارات من مقالات شيخه ابن أبي الكرم البقلي، وقد وصلنا هذا الكتاب بخط ابن أيدمر نفسه، فرغ منه سنة 669هـ وترد في هذه الحواشي معلومات في غاية الندرة، ومن ذلك حاشية تضمن ترجمة لشاعر سماه: أحمد الظفري، كان أميا لا يعرف من الأدب شيئا، وأورد له من شعره قوله: ولست بعارف خطا ونحوا = ولا لي ي العروض يد تفيد)( ولكني إذا ما قلت شعرا = تعجب من فصاحته لبيد) وطبعت مقدمة الكتاب بتحقيق د. وليد محمود خالص (أبوظبي المجمع الثقافي 1424هـ 2003م ط 1 323 صفحة)

عودة إلى القائمة